تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رسّخت مملكة البحرين مكانتها كنموذج عالمي في تعزيز قيم التعايش والتسامح، مما جعلها بيئة آمنة ومستقرة تحتضن التنوع الثقافي والديني، وتواجه تحديات "اللا-تعايش" التي تهدد مجتمعات أخرى وتؤدي إلى التصدعات الأخلاقية والثقافية والصراعات المستمرة.
لقد تحولت البحرين إلى جزيرة أمان حقيقية، حيث يعيش سكانها وزوارها في أجواء من الانسجام والطمأنينة. وأصبحت المملكة وجهة جاذبة ليس فقط للسياح، بل أيضًا للمستثمرين الذين يبحثون عن بيئة مستقرة ومزدهرة. في المقابل، تعاني العديد من الدول من غياب التسامح، مما جعلها بيئات طاردة لكوادرها ومواهبها.
تغيير اسم المركز لتعزيز رسالته
في 21 مارس 2025، أصدر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، أمرًا ملكيًا رقم (13) لسنة 2025 بتعديل مسمى "مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي" ليصبح "مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح"، وذلك لما يحمله مفهوم التسامح من بُعد أساسي في تحقيق التعايش المستدام بين مختلف الفئات والمجتمعات.
إن الفلسفات الاجتماعية والفكرية الحديثة تؤكد أن كل مجتمع يتكون من مكونات متعددة، بعضها متجانس في نواحٍ معينة ومتميز في نواحٍ أخرى، مما يجعل التسامح أمرًا ضروريًا لتقبل التنوع وتحقيق الاستقرار الاجتماعي. فالتعايش لا يكون ممكنًا إلا عندما يكون هناك استعداد حقيقي للتسامح، الذي يعد الأساس لاحترام الفروقات والاختلافات بين الأفراد والمجتمعات.
اعتراف دولي بجهود البحرين في تعزيز التعايش
تقديرًا للدور البارز الذي يلعبه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في تعزيز ثقافة التعايش والتسامح على المستوى الدولي، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 28 يناير من كل عام يومًا دوليًا للتعايش السلمي، بناءً على مبادرة تقدمت بها مملكة البحرين بالتعاون مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة.
يعكس هذا الاعتراف الدولي المكانة الرفيعة التي يتمتع بها جلالة الملك في مجال نشر قيم التسامح والسلام العالمي، كما يؤكد نجاح البحرين في تقديم نموذج حضاري يُحتذى به في التعايش بين الثقافات والديانات المختلفة.
الأمن الذي يحققه التعايش والتسامح: دعائم السياحة والاستثمار في البحرين
تعد القيم الأخلاقية التي يرعاها "مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح" من الركائز الأساسية التي تعزز جاذبية البحرين كوجهة سياحية واستثمارية رائدة. فكل من التسامح والتعايش ركيزتان أساسيتان من ركائز "الأمن". والأمن والطمأنينة أهم عنصر جاذب للزوار.
في هذا السياق والفهم العميق أكد معالي الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وزير الداخلية، خلال لقائه الدكتور بندر بن فهد آل فهيد، رئيس المنظمة العربية للسياحة، بحضور سعادة السيدة فاطمة جعفر الصيرفي، وزيرة السياحة، "أن الأمن والاستقرار هما من أهم العوامل التي تعزز القطاع السياحي في المملكة، مشيرًا إلى أن البيئة الآمنة التي تتمتع بها البحرين تساهم بشكل كبير في استقطاب الزوار والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم." وأوضح وزير الداخلية أن وزارة الداخلية تحرص، ضمن استراتيجيتها لدعم السياحة، على توفير تدابير وإجراءات السلامة التي تضمن بيئة مستقرة ومزدهرة، مما يعزز من مكانة البحرين كوجهة سياحية آمنة ومتميزة.
رسالة البحرين إلى العالم
إن "مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح" يمثل رسالة واضحة من البحرين إلى العالم، تؤكد من خلالها أنها وطن يحتضن الجميع، ويعزز القيم الإنسانية النبيلة التي تدعم التعايش السلمي بين الشعوب. في ظل التحديات التي يواجه العالم اليوم من صراعات وعدم استقرار، تبرز البحرين كنموذج مشرق يقدم حلولًا قائمة على التسامح والانفتاح والاحترام المتبادل، مما يجعلها وجهة فريدة تستحق الزيارة والاستكشاف.
أخصائي تراث وسياحة
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |