العدد 6000
الأربعاء 19 مارس 2025
التكامل السياحي بين البحرين والسعودية: فرص واعدة للنمو والاستثمار
السبت 08 فبراير 2025

مع تسارع توسع قطاع الضيافة والسياحة في السعودية تمشياً مع رؤيتها "2030"، تقف البحرين أمام فرصة تاريخية للاستفادة من هذا النمو غير المسبوق في الخليج العربي. سيُقام (Hotel & Hospitality Expo Saudi Arabia 2025) " إكسبو معرض الفنادق والضيافة بالمملكة العربية السعودية 2025” ما بين 8-10 من أبريل القادم، في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض (RICEC)، ليكون منصة تجمع قادة القطاع والمستثمرين لاستكشاف الفرص الجديدة في سوق الضيافة المزدهر في المملكة.

هناك نمو في قطاع الضيافة في السعودية وله انعكاسه على البحرين حيث يشهد قطاع الضيافة السعودي توسعًا غير مسبوق، مع خطط سعودية لإضافة 320,000 غرفة فندقية جديدة بحلول 2030 واستقبال 150 مليون زائر سنويًا. وتشمل العوامل الرئيسية المحركة لهذا النمو:

إكسبو 2030 في الرياض، المتوقع أن يستقطب 40 مليون زائر ويحقق 94.6 مليار دولار للاقتصاد السعودي.

كأس العالم 2034، والذي سيجذب ملايين السياح والمشجعين من أنحاء العالم.

إطلاق "طيران الرياض" في 2025، مما يعزز الاتصال الجوي مع أكثر من 100 وجهة عالمية.

استثمارات ضخمة في قطاع الفنادق الفاخرة، حيث يتم تخصيص 67% من الغرف الجديدة للفنادق الفاخرة والمتميزة.

هذا التوسع لا يقتصر على السعودية فقط، بل يوفر فرصًا كبيرة لدول الجوار، وخاصة البحرين، التي يمكنها الاستفادة من هذا الزخم عبر تعزيز موقعها كوجهة ضيافة مكملة للمملكة.

كيف يمكن للبحرين الاستفادة من طفرة السياحة السعودية؟

1. استقطاب رجال الأعمال والمستثمرين

مع استضافة السعودية للأحداث العالمية وتوسيع قطاع السياحة التجارية، يمكن للبحرين أن تكون وجهة مكملة للاجتماعات، المؤتمرات، والمعارض الدولية. بفضل بيئتها الاقتصادية الجاذبة، المناطق الحرة، وسهولة ممارسة الأعمال، تستطيع البحرين جذب الشركات والمستثمرين الذين يسعون إلى قاعدة أعمال مرنة وقريبة من السوق السعودي.

كما أن قرب البحرين من المنطقة الشرقية في السعودية، التي تضم مراكز صناعية رئيسية مثل الدمام والخبر، يعزز التعاون التجاري والسفر السلس بين البلدين.

2. تطوير برامج سياحية مشتركة

مع تنوع الوجهات السياحية الجديدة في السعودية، يمكن للبحرين الترويج لحزم سفر إقليمية تشمل زيارات مزدوجة للبلدين، مثل:

عطلات نهاية الأسبوع: بفضل شواطئها، أسواقها، وفعالياتها الثقافية، تعد البحرين وجهة مثالية للزوار السعوديين الباحثين عن تجربة ترفيهية قصيرة.

سياحة الرحلات البحرية: مع استثمارات السعودية في السياحة البحرية، يمكن للبحرين أن تصبح محطة رئيسية في مسارات السفن السياحية الخليجية.

السياحة الثقافية والتراثية: بينما تستثمر السعودية في مواقع مثل العلا والدرعية، يمكن للبحرين أن تروج لتراثها الغني مثل قلعة البحرين وحضارة دلمون.

3. تعزيز قطاع الضيافة وتطوير الكوادر البشرية

مع ارتفاع الطلب على الموظفين المهرة في قطاع الضيافة، يمكن للبحرين أن تصبح مركزًا إقليميًا لتدريب الكوادر السياحية والفندقية، من خلال:

عقد شراكات تدريبية مع الفنادق السعودية لتوفير كوادر مدربة ومؤهلة.

استقطاب العلامات الفندقية الفاخرة التي ترغب في دخول السوق الخليجي والاستفادة من بيئة الأعمال الجاذبة في البحرين.

4. الاستفادة من جسر الملك وسكة الحديد

يشكل جسر الملك الرابط بين البحرين والسعودية محورًا رئيسيًا للسفر البري بين البلدين. ومع خطط مشروع سكة حديد دول مجلس التعاون الخليجي، ستتمكن البحرين من:

جذب المزيد من الزوار السعوديين لقضاء العطلات القصيرة وعطلات نهاية الأسبوع.

تعزيز الاستثمار في مشاريع سياحية وضيافية قريبة من الجسر لتوفير تجربة سلسة للمسافرين.

تواجد البحرين في معرض "هوتيل آند هوسبيتاليتي إكسبو السعودية 2025" خطوة استراتيجية لتعزيز دورها في قطاع الضيافة الخليجي، حيث يوفر المعرض منصة مثالية للشركات البحرينية من أجل:

عرض خبراتها في الضيافة الفاخرة، السياحة، والتصميم الداخلي.

بناء شراكات مع علامات تجارية عالمية تتطلع إلى التوسع في المنطقة.

اكتشاف أحدث التقنيات والابتكارات في قطاع الضيافة ومواءمة استراتيجياتها مع متطلبات السوق المتغيرة.

آراء الخبراء حول دور دول الجوار في السياحة الخليجية مهمة. منها السيد جاسمات باكشي، نائب رئيس قسم التصميم والضيافة في dmg events: "مع التوسع السريع في قطاع الضيافة السعودي، فإن الأسواق المجاورة (مثل البحرين) لديها فرصة غير مسبوقة للتكامل مع هذا النمو. معرض "هوتيل آند هوسبيتاليتي إكسبو السعودية" هو المنصة المثالية للشركات التي تسعى للاستفادة من قطاع السياحة المتنامي في المملكة." ومنها رأي السيد أحمد الكشاكري، الرئيس التنفيذي لجمعية المطاعم والمقاهي السعودية: "الأسواق المجاورة (مثل البحرين)، يمكنها الاستفادة من طفرة السياحة السعودية عبر استقطاب المزيد من السياح المتميزين، وتعزيز قطاع المطاعم، وتوسيع عروض الضيافة لتلبية الطلب المتزايد على السياحة الإقليمية." هناك نمو مشترك وفرص مستقبلية للبحرين والسعودية، فطفرة السياحة السعودية ليست حدثًا منفصلاً، بل جزء من تحول إقليمي واسع يشمل دول الخليج. ومن خلال مواءمة استراتيجياتها مع رؤية السعودية 2030، يمكن للبحرين أن تعزز قطاعها الفندقي، تجذب المزيد من الاستثمارات، وتصبح لاعبًا رئيسيًا في مشهد الضيافة الإقليمي.

سواء في مجال السياحة التجارية، العطلات الفاخرة، التدريب الفندقي، أو التعاون العابر للحدود، تمتلك البحرين فرصة لتكامل نموها السياحي مع السوق السعودي، مما يعزز موقعها كوجهة ضيافة متكاملة. ومع اجتماع قادة القطاع في معرض " إكسبو معرض الفنادق والضيافة السعودية 2025"، فإن حضور البحرين ومبادراتها الاستراتيجية قد يكون نقطة تحول رئيسية في مستقبلها السياحي، مما يضمن استمرار دورها المحوري في مشهد الضيافة الخليجي المزدهر.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية