العدد 5837
الإثنين 07 أكتوبر 2024
banner
‏فوضى الدراجات النارية في الطريق..!‏
السبت 24 أغسطس 2024

إن الحركة المرورية في أي بلد من بلدان العالم لها آدابها وقوانينها ومحاذيرها، وفي الكثير من الدول لها ‏قوانين رادعة جدا وبالتالي تمنع من حدوث الفوضى بما يحفظ حياة الإنسان والحيوان على السواء، ونحن في ‏مملكة البحرين كذلك لدينها قانون ينظم الحركة المرورية ويضبطها بما يحفظ الأمن والسلامة، وفي هذا ‏الصدد لدينا القرار رقم (154) لسنة 2015م، بإصدار اللائحة التنفيذية لقانون المرور، الصادر بالقانون رقم ‏‏(23) لسنة 2014م، وقد اتسم القانون بالشمولية والانصاف بما يحقق الأهداف المنشودة وهي السلامة في ‏الطريق.‏

لكن هناك ثمة تهاون من بعض السواق وبشكل خاص الذين يقودون الدراجات النارية بلا مسؤولية ولا ‏مراعاة للطريق ولسلامة مستخدمي الطريق، تجد الواحد منهم غير السرعة الزائدة في بعض الأحيان يقود ‏الدراجة بتهور واضح، وفي بعض الأحيان يرتدف معه شخصا آخرا في الدراجة دون اعتبار لسلامته، ‏وهناك الذين يرتكبون مخالفات القيادة بسرعة عالية، والقيام بحركات بهلوانية وإصدار الأصوات المزعجة ‏‏منها وإجراء السباقات وعدم ارتداء خوذة السلامة، أعتقد ان مثل هذه الممارسات لابد أن تتوقف في ظل زيادة ‏أعداد الدراجات النارية في البحرين، وفي ظل المعاناة المستمرة التي أصبحنا نعاني منها سواء زحمة ‏الطريق أو الصيف الحار الذي يكدر النفس.‏

إن قانون المرور رقم (23) لسنة 2014م في المادة (72)‏ أكد على اهتمام المشرع بالسلامة في الطريق حيث ‏خصص المادة (72) لضبط ركوب الدراجة النارية والهوائية على السواء ويحظر القانون النزول من ‏الدراجة على حافة الرصيف الأيمن للطريق، كما يحظر على قائد الدراجة قيادتها دون الإمساك بمقودها أو ‏الإمساك به بيد واحدة فقط، إلا في حالة ‏إصدار إشارة يدوية، كما يحظر عليه الإمساك بمركبة أخرى أثناء ‏السير، أو أن يحمل أو يدفع أو يسحب ‏أشياء تعرقل السير، أو تكون خطراً عليه أو على باقي مستعملي ‏الطريق، ويحظر على أي شخص ‏الركوب أمام قائد الدراجة، كما لا يجوز لقائد الدراجة السير معوجاً أو ‏الاندفاع بسرعة خطرة أو السير بأية حالة أخرى ينجم عنها خطر ‏على مستعملي الطريق.‏

لا شك أن الحوادث المرورية التي تتورط فيها الدراجات النارية تعتبر من أخطر الحوادث التي تتسبب في ‏وقوع الإصابات البليغة والعاهات وقد تصل الى الوفاة، ربما يعود ذلك إلى قوة محركها وسرعة قيادتها والتي ‏تصل حوالي 300 كيلومتر في الساعة، الأمر الذي يستوجب التأكيد على شبابنا الذين تستهويهم هواية قيادة ‏الدراجات النارية الرياضية بأهمية أخذ الحيطة والحذر أثناء القيادة ، حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه، بالتذكير ‏أن أي حادث مروري يكون أحد طرفيه دراجة نارية سيكون سائقها عرضة للخطورة والإصابة حتى لو كان ‏ليس المخطأ أو المتسبب في الحادث، وذلك بعكس السيارة التي تتمتع بهيكل اكبر وأقوى وبها كافة وسائل ‏السلامة والأمان.‏

أعتقد أن الأسر خاصة والمجتمع بشكل عام مسؤول مسؤولية مباشرة عن توعية هؤلاء الشباب بضرورة ‏الارتقاء بتحمل المسؤولية، والابتعاد عن التهور لأن الأسر التي انجبتهم هي في حاجة لهم، فلا ينبغي أن ‏يستهينوا بالأمور التي تحفظ الأنفس، وأن لا يستسهلوا الموت في سبيل متعة لحظية تؤدي إلى الموت وبالتالي ‏فقدان أنفس عزيزة كان يعول عليها في المستقبل.‏

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية