إن الحركة المرورية في أي بلد من بلدان العالم لها آدابها وقوانينها ومحاذيرها، وفي الكثير من الدول لها قوانين رادعة جدا وبالتالي تمنع من حدوث الفوضى بما يحفظ حياة الإنسان والحيوان على السواء، ونحن في مملكة البحرين كذلك لدينها قانون ينظم الحركة المرورية ويضبطها بما يحفظ الأمن والسلامة، وفي هذا الصدد لدينا القرار رقم (154) لسنة 2015م، بإصدار اللائحة التنفيذية لقانون المرور، الصادر بالقانون رقم (23) لسنة 2014م، وقد اتسم القانون بالشمولية والانصاف بما يحقق الأهداف المنشودة وهي السلامة في الطريق.
لكن هناك ثمة تهاون من بعض السواق وبشكل خاص الذين يقودون الدراجات النارية بلا مسؤولية ولا مراعاة للطريق ولسلامة مستخدمي الطريق، تجد الواحد منهم غير السرعة الزائدة في بعض الأحيان يقود الدراجة بتهور واضح، وفي بعض الأحيان يرتدف معه شخصا آخرا في الدراجة دون اعتبار لسلامته، وهناك الذين يرتكبون مخالفات القيادة بسرعة عالية، والقيام بحركات بهلوانية وإصدار الأصوات المزعجة منها وإجراء السباقات وعدم ارتداء خوذة السلامة، أعتقد ان مثل هذه الممارسات لابد أن تتوقف في ظل زيادة أعداد الدراجات النارية في البحرين، وفي ظل المعاناة المستمرة التي أصبحنا نعاني منها سواء زحمة الطريق أو الصيف الحار الذي يكدر النفس.
إن قانون المرور رقم (23) لسنة 2014م في المادة (72) أكد على اهتمام المشرع بالسلامة في الطريق حيث خصص المادة (72) لضبط ركوب الدراجة النارية والهوائية على السواء ويحظر القانون النزول من الدراجة على حافة الرصيف الأيمن للطريق، كما يحظر على قائد الدراجة قيادتها دون الإمساك بمقودها أو الإمساك به بيد واحدة فقط، إلا في حالة إصدار إشارة يدوية، كما يحظر عليه الإمساك بمركبة أخرى أثناء السير، أو أن يحمل أو يدفع أو يسحب أشياء تعرقل السير، أو تكون خطراً عليه أو على باقي مستعملي الطريق، ويحظر على أي شخص الركوب أمام قائد الدراجة، كما لا يجوز لقائد الدراجة السير معوجاً أو الاندفاع بسرعة خطرة أو السير بأية حالة أخرى ينجم عنها خطر على مستعملي الطريق.
لا شك أن الحوادث المرورية التي تتورط فيها الدراجات النارية تعتبر من أخطر الحوادث التي تتسبب في وقوع الإصابات البليغة والعاهات وقد تصل الى الوفاة، ربما يعود ذلك إلى قوة محركها وسرعة قيادتها والتي تصل حوالي 300 كيلومتر في الساعة، الأمر الذي يستوجب التأكيد على شبابنا الذين تستهويهم هواية قيادة الدراجات النارية الرياضية بأهمية أخذ الحيطة والحذر أثناء القيادة ، حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه، بالتذكير أن أي حادث مروري يكون أحد طرفيه دراجة نارية سيكون سائقها عرضة للخطورة والإصابة حتى لو كان ليس المخطأ أو المتسبب في الحادث، وذلك بعكس السيارة التي تتمتع بهيكل اكبر وأقوى وبها كافة وسائل السلامة والأمان.
أعتقد أن الأسر خاصة والمجتمع بشكل عام مسؤول مسؤولية مباشرة عن توعية هؤلاء الشباب بضرورة الارتقاء بتحمل المسؤولية، والابتعاد عن التهور لأن الأسر التي انجبتهم هي في حاجة لهم، فلا ينبغي أن يستهينوا بالأمور التي تحفظ الأنفس، وأن لا يستسهلوا الموت في سبيل متعة لحظية تؤدي إلى الموت وبالتالي فقدان أنفس عزيزة كان يعول عليها في المستقبل.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |