العدد 5808
الأحد 08 سبتمبر 2024
banner
الشباب ضحايا الحوادث المرورية.. أسئلة مشروعة
الثلاثاء 13 أغسطس 2024

يوما بعد آخر نفجع فجيعة شديدة ونتألم لوفاة شباب في عمر الزهور أثر الحوادث المرورية في البحرين، حسرة وألم نشعر بها نحن الذين لا نعرفهم، فكيف بالله هي مشاعر أهلهم وذويهم ..؟، ومن خلال هذه المشاعر الانسانية تخرج أسئلة كثيرة من الإحساس بالألم..من المسؤول عن وفاة هؤلاء الشباب مع الإقرار بأنها مشيئة الله سبحانه وتعالى، لكن من الذي فرط في واجبه..؟، هل الشباب وتعنتهم وتهورهم هم الذين فرضوا علينا هذا الواقع المؤلم..؟، وهل أولياء الأمور قصروا في واجبهم التوعوي والإرشادي لأبنائهم، وهل الإدارة العامة للثقافة المرورية بوزارة الداخلية قامت بدورها في هذا الصدد لكن لم تجد أذنا صاغية..؟، وهل للمجتمع مسؤولية مباشرة أو غير مباشرة في ارتكاب هذه الحوادث..؟!، وهل سهولة اقتناء السيارات للشباب في البحرين سبب من الأسباب..؟.

الشباب كما نعلم جميعا هم الأمل المرتجى الذين يُعول عليهم في تطور مملكتنا العزيزة، ولكل أسرة بحرينية لها طموح وآمال عريضة تضعها على أبنائها في الارتقاء بمستقبلها والتقدم بها للأمام وإيجاد وضعية معتبرة في سلم التطور المجتمع، خاصة وأن قيادتنا الحكيمة بمملكة البحرين بذلت جهودا كبيرة ومشهودة في الاهتمام بالشباب ولجلالة الملك المعظم وولي عهده رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله رؤية شمولية في الاهتمام ورعاية الشباب، ونحن في المجال القانوني والحقوقي ندرك ذلك جيدا من خلال القوانين والتشريعات التي وضعت فئة الشباب على سلم أولويات القيادة، لذا فإن البحرين تُصنف من أكثر الدول اهتماما بالشباب في سائر مجالات الحياة، لذلك نجدهم يحققوا لنا النجاحات والإشادات الدولية عبر الجوائز العالمية التي يحصلون عليها.

هذا يعني أن هناك حلقة مفقودة بمعنى الكلمة، ويعني أيضا تقصير من جهة ما في أمر الاهتمام والرعاية بالشباب في حفظ سلامتهم، لذلك جاءت الاسئلة التي طرحتها في بداية هذا المقال، إلا أن هناك بعض المؤشرات التي تشير إلى أن " الاستهتار وعدم تحمل المسؤولية من أسباب زيادة الحوادث" كما قال أحد اساتذة الجامعات، لكننا في دول الخليج عموما نعتقد بأن الكثير من الشباب لديهم ولع شديد بالتسابق المروري، كنوع من أنواع الترفيه، برغم أن كل وسائل الترفيه متوفرة تماما وبكثرة مثل دُور السينما، وصالات ممارسة كل أنواع الرياضات المفيدة، والأندية الثقافية والرياضية التي من خلالها يمارس الشباب هواياتهم المحببة، وهناك السفر بين دول الخليج حتى لكل بلاد العالم وهو أيضا نوع من الترفيه عن النفس وهو متاح بكل تأكيد.

إن فجيعة فقد الأبناء بسبب الحوادث المرورية على وجه الخصوص تترك أثرا عميقا في نفس الوالدين، وأفراد الأسرة والمعارف والاصدقاء، وتؤثر في المجتمع بشكل أو آخر، لذلك نحن جميعا مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى عن هذه الأرواح التي تزهق بهذه الطريقة البشعة، نحتاج المزيد من اهتمام الوالدين لأبنائهم فإن توفر الحياة الكريمة و الرغيدة للأبناء ليس هي كل شئ، بل القرب منهم وجدانيا بحيث يسمعون النصح ويتقيدون به، نحتاج للمزيد من التوعية المرورية الحديثة التي تستخدم كل الوسائل التواصلية التي يستخدمها الشباب عبر هواتفهم الزكية، الأبناء هم مسؤولية عظيمة جدا كل منا مسؤول عن أبنائه.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .