العدد 6118
الثلاثاء 15 يوليو 2025
banner
معاناة منقذي الحيوانات الأليفة في البحرين
الخميس 01 أغسطس 2024

بفضل الله تزخر مملكة البحرين بالكثير من أصحاب القلوب الطيبة الرحيمة الذين لا يمرون مرور الكرام إذا رأوا حيوانا أليف في الشارع يتألم من جرح أو مرض، أو إصابة تعرض لها، من المستحيل على هؤلاء يتجاهلوا أنات ألم الكلاب أو القطط باعتبارها روح مثل الانسان تماما، خلقها الله سبحانه وتعالى، فإن انقاذها والاهتمام بها، ومن ثم تسليمها للجهات ذات الاختصاص التي تقوم بواجبها على الوجه الأكمل يعتبر أمرا مهما.

في الآونة الأخيرة زادت بشكل كبير اهمال الحيوانات الأليفة من قبل الأشخاص الذين اشتروها ولم يحسنُوا رعايتها والاهتمام بها ثم تركوها في قارعة الطريق مرتكبين في أنفسهم جرما كبيرا، وضررا بليغا بالمجتمع عندما يسلكون هذا المسلك العجيب الذي يتنافى مع اخلاقنا وتقاليدنا بل يتنافى مع ديننا الاسلامي الحنيف.

في البحرين هناك من سخرهم الله سبحانه وتعالى للتصدي لمثل هذه الاشكالات، وهم المنقذون الذي يقومون بإنقاذ هذه الحيوانات ويقومون بعلاجها ورعايتها صحيا وغذائيا، هؤلاء المنقذون يتكفلون دائما بمهام الرعاية لهذه الحيوانات كل أنواع الرعاية ومن أهمها إقامة هذه الحيوانات في مكان آمن، ومن ثم تأتي عملية العلاج والتغذية الصحية والمراقبة والمتابعة، هناك كلفة مالية يتحملها الأخوة المنقذين وفي احيانا كثيرة لا تتوفر إليهم ميزانيات لأن عدد الحيوانات من الكلاب والقطط التي يرميها أصحابها بعد أن استغنوا عنها يزداد يوما بعد يوم، هؤلاء الأخوة يقومون بالواجب الإنساني ويحتاجون للدعم المادي والمعنوي.

الإخوة والإخوات الذين يعملون على انقاذ هذه الحيوانات لهم حسابات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم معروفين للكثير منا من خلالها عكسوا للناس هذه القضية الإنسانية مع مقاطع مصورة للحيوانات وهي تبدو في أحوال سيئة جدا بسبب الجوع والمرض والبعض بسبب الإصابات التي تعرضوا لها بعد أن تم الاستغناء عنهم، هؤلاء الأخوة الأفاضل بالفعل يحتاجون للتعرف على الجهود التي يقومون بها، ثم يحتاجون للدعم المادي والمعنوي، وقبل فترة من الآن اقيمت حملة تبرعات كانت لفتة بارعة لكنها لم تكن كافية، وتقول إحدى الأخوات من المنقذين أنها دائما تأمل وتتفاءل خيرا لاستمرار عملية إنقاذ هذه الحيوانات اللطيفة.

وتضيف بقولها "دائما اقول أن بامكاني أتحمل كل شي من تعب ورعاية وخدمة هذه الحيوانات خاصة المريضة منها، والذهاب بها إلى العيادة للعناية بها حتى أجد الأسر التي تحتضنهم وتقوم بواجبها تجاههم، وهناك بعض الأسر خارج البحرين كانت قد استلمت إحدى القطط الجميلة لتقوم برعايتها والتكلف بها"، إن الإخوة المنقذين عليهم فواتير من بعض الجهات وهي مبالغ بسيطة ومقدور عليها إذا تكاتفتا معاً، باعتبار ما يقومون به عمل انساني ويخدم المجتمع في المقام الأول.

أخت فاضلة أخرى من المنقذين تقول "لا أصدق كيف يفعل بعض ملاك هذه الحيوانات الأليفة بهم هذا الإهمال الذي ينم على قساوة القلب، فلقد تلقينا مكالمة حول كلبة (الروتويلر)، التي تخلى عنها صاحبها، ربما لا يرغب في الإنفاق على علاجها خاصة بعد أن أنجبت صغارا، لذلك رماها مع صغارها فقمنا بانقاذها، وهناك حالات كثيرة مرت علينا ولم نقف مكتوفي الأيدي وعملنا كل ما بوسعنا لقناعتنا بأن ما نقوم به عمل خير أوصانا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم".

أعتقد أننا جميعا مؤسسات مجتمع مدني والجهات الرسمية لنا دور كبير يمكن أن نقوم بها في هذا الشأن، لأن منظر الحيوانات الأليفة وهي في الطرقات وتعاني من المرض والجوع صورة غير حضارية ولا إنسانية، أتمنى أن تصل هذه الرسالة لمن يهمه الأمر، ومن هنا أحي كل المنقذين الذين يقومون بهذا العمل الكبير نيابة عنا، أسأل الله ان يوفقهم وان يبارك فيهم.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية