العدد 5841
الجمعة 11 أكتوبر 2024
banner
التفكير خارج الصندوق..!
الأربعاء 05 يونيو 2024

كلما أطالع منتجات الأسرة المنتجة البحرينية التي تباع في المجمعات التجارية أشعر بكثير من الفخر والاعتزاز والامتنان لهؤلاء الأشخاص الذين لم يعتمدوا في حياتهم ومعيشتهم على الوظيفة الحكومية، بل انتهجوا لأنفسهم نهج (التفكير خارج الصندوق)، بكل تأكيد هؤلاء مروا في بداياتهم بالكثير من المعاناة وبعزيمتهم وإصرارهم تجاوزوها حتى أصبح لهم مكان في خارطة التفوق والإنجاز والخروج عن المألوف، ليكونوا أنموذج للآخرين يحتذى بهم ويستفيدوا من تجاربهم، والأجمل من ذلك يزخر مجتمعنا بوجود من يعمل في وظيفة حكومية وفي ذات الوقت له شغف بالعمل الخاص، هؤلاء هم فعلا القدوة الحقيقية.
 الناجحون في الحياة هم أولئك الذين يعتمدوا على أنفسهم مستفيدين من مواهبهم الخاصة في الصناعات اليدوية فيقوموا بتطويرها حتى الوصول بها إلى أن تتحول إلى مصدر دخل إضافي، فإذا فقد الوظيفة (الحكومية) لأي سبب من الأسباب يكون له دافع كبير في صياغة الأفكار المرتبطة بالموهبة خاصة في الصناعات اليدوية البسيطة والمتواضعة فيخلق منها مصدر رزق وفير، لذا دائما نقول أن الانسان عليه أن يبحث في ذاته ليكتشف الشغف لديه، مثلا شاب له اهتمام كبير ومنذ صغره بالمعلومات الجغرافية والتأريخية عن الدُول والمُدن وعندما يكبر وبعد التخرج من الجامعة والحصول على وظيفة يكتشف حبه للعمل في مجال السياحة، فيدخل هذا المجال من أوسع الأبواب فيعمل في اجازاته السنوية مرشدا سياحيا مستفيدا من معلوماته ولغته العربية والانجليزية المتميزة وشخصيته الحيوية.
شاب آخر لديه اهتمام كبير بالقهوة وصناعتها وثقافة المجالس وأنواع القهوة التي تقدم للضيوف خطرت بباله فكرة أن يكون له مقهى يقدم فيه بالإضافة إلى الأكل والمشروبات الباردة أيضا يقدم (القهوة)، هذا الشاب لم يسرع في وضع الفكرة على الأرض، لكن في بادي الأمر ادخل نفسه في مرحلة تأسيس معرفي ومعلوماتي حول أجود أنواع (البُن) القهوة ومصادرها وأهم الدول المنتجة لها، والتعرف على هذا السوق الكبير وهذا العالم السحري، وبعد فترة من الزمن والحصول على المعلومات الكافية في معرفة كل ما يدور في هذا المجال قام بانشاء المقهى بالمواصفات التي يريدها بعد قراءة فاحصة ومعمقة للسوق وللمنتج ولرغبات الناس فنجح المشروع نجاحا كبيرا أذهل الجميع.
إن الاصرار على بلوغ الأهداف يحتاج منا للعمل بجد وبتفكير هادي وصبر على الفشل في المرحلة الأولى التي تصطدم دائما بالمعوقات، لذا نحتاج لقراءة الواقع بشكل واقعي وعمل المعالجات بشكل مدروس، فإن تعليم الأساسيات في العمل التجاري مسألة في غاية الأهمية لكل مشروع ناجح، مؤخرا أصبحت المنتجات الأسرية ذات أهمية كبيرة، خاصة بعد اكتشاف سوء المنتجات الغذائية التي تصنع في بيئة سيئة جدا تصنع بطريقة مقززة ما كنا ندري عنها لولا وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي جعلنا نتجه لمنتجات الأسرالمنتجة البحرينية ونعتمد عليها كليا، فلا زال السوق المحلي يستوعب الأفكار المبدعة المتميزة المبتكرة التي تلبي رغبة المستهلكين.
هذه نصيحة للشباب المقبل على الحياة بقوة، وخاصة الذين تخرجوا حديثا من الجامعات، لا بد أن تفكروا (خارج الصندوق) ولا تكونوا مُقلدين، لديكم طاقات ذهنية جبارة استخدموها بالشكل الأمثل وفكروا وأدرسوا المشاريع الناجحة في المجتمع لتستفيدوا من الطرق التي اتبعوها، واقروا الواقع قراءة صحيحة تنجحوا باذن الله تعالى.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .