العدد 5674
السبت 27 أبريل 2024
banner
كمال الذيب
كمال الذيب
دولة من دون أرض ولا سماء أو سيادة
الأحد 24 مارس 2024

في زحمة العدوان الإسرائيلي على فلسطينيي غزة - بدعم غربي كامل - عادت الأحاديث مجددا عن حل الدولتين، بالرغم من أن الولايات المتحدة وأغلب الدول الغربية لم تفعل شيئا ملموسا من أجل إلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، لكن ما سر هذه العودة للحديث عن حل الدولتين، وإن صوريا؟
لقد بدأت رحلة العرب والفلسطينيين وراء سراب السلام من خلال معادلة الأرض مقابل السلام، والتي لم تحقق أي تقدم حقيقي نحو إقامة السلام القائم على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وبناء الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين.. وذلك لرفض إسرائيل أية حلول تفضي إلى استعادة الأرض والسيادة وتحقيق الاستقلال للفلسطينيين، بل عملت على محو حقوقهم وإجبارهم على القبول بالاحتلال الدائم، وحتى اتفاقيات أوسلو فإنها تحدثت على دولة شبحية من دون مقومات دولة، وهي مجرد لعبة لغوية يعاد تسويقها الآن، لم يقبل بها الفلسطينيون في السابق ولن يقبلوا اليوم، لأن الحقوق المشروعة غير قابلة للمساومة والتصرف. والتوصل إلى سلام لن يتم إلا إذا اتخذت إسرائيل ومعها الولايات المتحدة الأميركية قراراً بالانسحاب الكامل إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967، تمهيدا لإنشاء الدولة الفلسطينية. إن الكلام المبهم حول حل الدولتين هو (مجرد كلام) ترفضه حاليا حكومة المستوطنين التي تحكم إسرائيل، وجيش المستوطنين يرفض كل صيغ السلام لأنهم يدركون أن أي حل سيكون على حسابهم، لذلك منعوا منذ اتفاقيات أوسلو 1993م حصول أي اتفاق بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، وساعدوا الجيش في القضاء على الانتفاضات المتتالية، إلا أن صمود الشعب الفلسطيني واستبساله في الدفاع عن أرضه، جعل هذه السياسة غير قابلة للصرف، فالجيش الإسرائيلي لم يتمكن من حسم معاركه المتكررة لا في جنين ولا حتى في غزة، إذ لا مجال للانتصار على شعب بأكمله، مستعد للموت من أجل حريته واستقلاله. 
إن العودة إلى الحديث عن مفهوم غامض لحل الدولتين، فإنه محاولة جديدة لجعل العدوان ضد غزة، يفتح نافذة أمل ولو صورية للمناورة وتخفيف الضغط على إسرائيل. إن معركة غزة هي جولة فقط من جولات النضال من أجل التحرير واستعادة الحقوق، وسوف تنتهي - مهما كانت نتائجها العسكرية المباشرة - بانتصار الحق الفلسطيني في النهاية. هذا ما تقوله دروس التاريخ.


*كاتب وإعلامي بحريني

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .