العدد 5674
السبت 27 أبريل 2024
banner
نعمات مدحت
نعمات مدحت
رمضان هذا العام
الأحد 17 مارس 2024

رمضان هذا العام مختلف في كل شيء، في مواعيده، ومواقيته، وتساليه، مختلف مثلاً في الدراما السنوية، في طبيعتها الأخاذة، وفي برامجها اللافتة. 

الشهر الفضيل يهل هذه السنة ومعه لفائف من المسلسلات التي حرصت شركة المتحدة للخدمات الإعلامية فيها أن تكون متوافقة مع وعي الناس، معبرة عن قضاياهم، راسمة لملامح مجتمعهم، حرصت من خلال 20 مسلسلاً دراميًا تلفزيونيًا و30 برنامجًا على الوصول إلى المتلقي أينما كان، على احترام عقله ومشاعره، ومراعاة عاداته وتقاليده.

فنجد مثلاً المسلسلات بعد أن تم تصفيتها من العنف المبرمج، الألفاظ النابية، والصورة والأحداث المتجاوزة للقيم الإنسانية، نجده في صلة رحم وهو يقاوم الجريمة المنظمة لبعض الخارجين عن القانون، وفي "أعلى نسبة مشاهدة" ليعبر عن البيئة الشعبية الجديدة بكل مشكلاتها وقضاياها والمحن التي تمر بها في الوقت الحاضر، ثم نجده في "الحشاشين" وهو يرصد مرحلة تاريخية مهمة مختلف عليها وعلي سياقات أحداثها بل وعلى الحقائق التاريخية التي تعبر عنها، ونجده في الوقت نفسه مع "صدفة" ليحكي لنا أحلى صدفة في صورة مُدرسة التاريخ البسيطة التي تتعرض لعدوان من رجل أعمال يُزور وثيقة عقد زواج معها لغرض في نفس ابن يعقوب، ويستمر المسلسل على غموضه وإثارته من دون تجاوز أو خروج عن النص حتى النهاية التي مازالت مثيرة وغامضة.

ثم يأتي يحيى الفخراني بمسلسله عتبات البهجة ليرسم صورة العقل وهو يفكر والحدث الدرامي وهو يتحدث عن تجربة، وفريق العمل الملتف حول البطل وهم يخرجون بالعمل الدرامي من كهوف السرد الممل والتكرار المخل، إلى التعمق في الأحداث، والتتبع للحلقات بكل شغف واحترام وقدرة على التواصل مع الفكر الجديد في الدراما المصرية والعربية.

بعد ذلك يأتي دور الطفل، الأهمية البالغة التي تفردها البرامج له، الدراما الهادفة التي تسعى لتصويب توجهاته والوفاء بحاجاته، الكارتون والأنيميشن التي يتم استخدامها باحتراف وإبداع رفيع من أجل أن تستهدف عددًا كبيرًا من أطفالنا الذين يقضون أوقاتًا مع العائلة لمشاهدة التلفاز.

علاوة على ذلك كانت دراما شهر رمضان الفضيل هادفة من خلال مسلسلات برامجية دينية وثقافية واجتماعية لإيصال الرسائل التربوية بشكل مباشر وغير مباشر إلى كل من يهمه الأمر، فتلقى استقبالاً حافلاً بكل ما هو مثير وكل ما هو جدير بالمشاهدة.

أما التوثيق فقد كان له نصيب وافر من التعاطي في شهر رمضان الكريم، خاصة ذلك الذي يتصل مباشرة بالحضارة المصرية والتأكيد على السير الذاتية الحقيقية لبعض الملوك والملكات، بالإضافة طبعًا إلى ذلك الاشتباك الواضح بتأكيد الهوية المصرية بعد تعرضها للاختطاف والسرقة من خلال بعض الأعمال الدرامية التي تم التعاطي معها في منصات ومقالات عالمية وأوراق بحثية تم نشرها من خلال مؤتمرات ولا تحمل أية أدلة تاريخية ولا براهين حقيقية ولا حقائق علمية.

مسلسل نور الكوكب السعيد مثلاً قدم نوعًا من الدراما المؤسسة على مخاطبة العقل النوعي للطفل العربي من خلال توعيته بالقضايا المختلفة وإثارة خياله عبر تشكيل وعيه بالقيم الإنسانية والحضارية وتوجيهه نحو عالم جديد خالٍ من العنف والكراهية والصراعات، والعدوان على البيئة وحمايتها من التدمير، بالإضافة طبعًا إلى تهيئة الأجيال الجديدة وتوجيهها نحو عالم يسوده التسامح والإخاء والمحبة وقبول الآخر، إلى جانب محاولة الارتقاء بالذوق العام والفن الراقي الذي يمحو مختلف أشكال الإسفاف والتعامل مع البشر وكل الكائنات على كوكب الأرض بالرحمة والوعي الكافي بالمحافظة على هذا الكون من التحريف والتجريف والتدمير والتلوث والتصحر وكل ما يعود بنا ملايين السنين إلى الوراء.

دراما رمضان هذا العام خرجت من خلال أكثر من مسلسل بأكثر من بطل، وأكثر من مخرج وأكثر من وجه جديد، انطلقت من بوتقة التهريج إلى آفاق العقل الجمعي، لتحاوره وتجادله وتعيش معه أحلى 30 يومًا من الحب، وكل عام ودراما رمضان بألف خير.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية