يتغير عالم الأعمال باستمرار، وقد يكون من الصعب على الشركات مواكبة هذه التغيرات. ويُعرف هذا بالمنظور الديناميكي والذي يتميز بمنظر الأعمال الدائرة بالتقلبات والضبابية (VUCA) ، و يشير إلى التقلبات Volatility ، وعدم اليقين Uncertainty، والتعقيد Complexity والغموض Ambiguity.
لذا فأن معظم المؤسسات وعند عمل التحليل لعمل الخطط الاستراتيجية تعتمد على تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات الحالية، ولكن المنظور الديناميكي يجعلنا نفكر في نطاق أوسع من ذلك. ويجعل المؤسسات تسأل أنفسها ماذا لو حدث ذلك بطريقة غير متوقعة؟ ماهي الأدوات والتقنيات التي تساعد على ذلك خصوصا في ظل السرعة والدقة المطلوبة لمواكبة المتغيرات.
يمكن أن تتغير الأمور مثل متغيرات السوق وتفضيلات العملاء والضغوط التنافسية، احتياجات الموظفين، وعوامل جذب الكفاءات بسرعة، مما يجعل من الصعب على الشركات البقاء في المقدمة او التخطيط للمستقبل دون القدرة على التكيف مع التغيير بسرعة واستخدام البيانات لاتخاذ القرارات.
ان الذكاء الاصطناعي يصبح أكثر انتشارًا في المشهد التنافسي الحالي، مما يتيح للمنظمات الحصول على ميزة تنافسية من خلال تقديم مجموعة متنوعة من القدرات. تقنية الذكاء الاصطناعي لها الكثير من القدرات التي تساعد المؤسسات في المرونة والسرعة للتعامل مع المتغيرات التنافسية وإدارة المخاطر المحتملة. أهمها التحليل التنبؤي واتخاذ القرارات وتحسين استغلال الموارد. وكلها تتسم بالسرعة لمواكبة التغييرات والمنافسات الموجودة.
على الرغم من مزايا الذكاء الاصطناعي، إلا أن تنفيذه في المنظمة لا يزال يواجه تحديات. تشمل بعض هذه التحديات جودة البيانات المجمعة والمخزنة، ونقص الخبرة في هذا المجال، وتكلفة تنفيذ الأنظمة. لذا ولتحقيق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي وتهيئة البيئة المناسبة للبدء في استخدامات نماذج الذكاء الاصطناعي، على المؤسسات التنقل بنجاح في هذه القضايا لتوفير الارض الخصبة. فعلى سبيل المثال، نماذج الذكاء الاصطناعي تحتاج لتفعيل ميزة التعلم العميق للآلة وهذا لا يكون الا بتوفر البينات. ولكن على الرغم من توفر البيانات لدى بعض المؤسسات الا انها مازالت تعاني من جودة هذه البيانات، وعدم القدرة على ادارتها بشكل صحيح الى جانب توفرها في أماكن متفرغة بدون رابط يضمن سلامة وصحة عملية نقل او ربط البيانات.
هذا النموذج يُصوّر كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في بناء استراتيجية المنظمة وتحديثها بمرونة تتناسب مع المتغيرات الطارئة. حيث نبدأ بإنشاء أساس تنظيمي يسمح بإدخال البيانات من مصادر مختلفة بعد التأكد من جودتها. ومن خلال دمج الذكاء الاصطناعي في طبقات متعددة ومنها التعلم العميق للألة من خلال البيانات المدخلة، يتم تحليل الرؤى الناتجة ثم استخدامها لتطوير استراتيجيات فعالة.
كما ان التقييم المستمر لنتائج الأداء يوفر حلقة ردود فعل تسمح بتطوير استراتيجي متجاوب. واضعين في عين الاعتبار المتغيرات المستمرة والطارئة والتي تكون مدخل أساسي لإعطاء التنبؤات العميقة من قبل النماذج الذكية، التي تساعد متخذي القرار.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |