العدد 5695
السبت 18 مايو 2024
banner
محمد جناحي
محمد جناحي
لحظه لحظه.. إعادة نشر مع سبق الإصرار
السبت 13 فبراير 2021

للأسف الشديد وصلنا لعام 2021 ومازالت هناك شريحة لا يُستهان بها تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بلا مسؤولية كافية، تلك الفئة لم تستوعب الدروس السابقة التي اظهرت للجميع مدى فداحة نشر خبر بلا مصدر أو من مصادر غير موثوقة على المجتمع وعلى جميع الأصعدة السياسية منها والأمنية والصحية والاجتماعية والدينية بل قد يقع الضرر على القارئ بشكل مباشر وفوري وقد يفقد حياته ان وصلته إشاعة على احدى منصات التواصل الاجتماعي وعن طريق الصدفة خبر مفاده وفاة أحد من افراد عائلته وهو بعيد عنهم أو في غربة.

اعلم بأن البعض منهم يقوم بإعادة نشر خبر ما بغرض عمل الخير أو المساعدة وبحسن نية ولكن الأمر يتطلب قليلاً من التحري قبل ذلك، فبعض الأخبار نتلقاها وتكون صحيحة مئة بالمئة ولكنها اخبار قديمة ومضى عليها شهور وربما سنين ومن قام بإعادة نشرها في هذا الوقت له مآرب أخرى وانت سمحت له بان يستخدمك لهذا الغرض عندما قمت بإعادة نشرها فور تلقيك الرسالة، والأساليب كثيرة ومتنوعه فمن الاخبار التي تأتيك على شكل صورة لأحد المسؤولين أو الوجهاء ويُكتب تحتها بيان أو تصريح على لسانه كذباً وافتراء، اما مقاطع الفيديو فالفبركة فيها اصبح فن يقتات البعض عليه، فكن يقضاً ولا تجعل من حسن نواياك أداة .

وبما أنى أحد مستخدمي تطبيق الواتساب على سبيل المثال ولا أختلف كثيرا عن معظم المستخدمين المحليين لهذا التطبيق، لدي في القائمة بعض المجموعات "قروبات" الخاصة بالأصدقاء والزملاء والعائلة ومجموعات عامه أخرى هنا وهناك.. لاحظت تواجد اشخاص من تلك الفئة التي ذكرتها حيث ان منهم كبار السن وبعض البسطاء.

وكأي مجموعة لديك في الواتساب يكسر حاجز الصمت احد الأعضاء ويرسل خبر ما أو تحذير من شيء دون مصدر او ادنى منطقية في محتوى الخبر فتقوم بالبحث قليلاً لتجد ان ما تم إرساله غير صحيح بل قد يسبب انتشار مثل هذا الخبر شيء من الذعر أو الفتنه بين الناس، في هذه اللحظة انت امام خيارين وثالثهما الصمت والساكت عن الحق شيطان اخرس، فالأول ان تقوم بإرسال في ذات المجموعة تصحيح لما تم نشره مع ذكرك المصادر التي استعنت بها، اما الخيار الثاني ان تتحدث مع مرسل الخبر على انفراد وتحاول  إقناعه بعدم صحة ما قام بنشره على امل ان يقوم بتصحيح ذلك في المجموعة سريعاً قبل ان يقوم شخص آخر في المجموعة بنشر هذا الخبر في محيطه الشخصي خاصه وان كان الصمت هو السائد من قبل الأعضاء بعد تلقيهم هذه الاشاعة يصبح الوضع غير مطمئن ولا تستطيع ادراك ما يجري الان من إعادة نشر لهذه الاشاعة هنا وهناك ولكن.. تكتشف ان الخيار الأول والثاني يؤديان لذات النتيجة.. في الأغلب سيتعامل مع الامر بشكل شخصي جداً وكأنك طعنت في شخصيته وفي رجاحة عقله وان ابدى لك حسن النية وابتسم فلن يعترف بخطئه وستراه يكابر ويبحث له عن مخرج ما.. سينتهي حواركما بأي شكل من الأشكال ولكن ستتفاجأ في الأيام المقبلة بأن نفس الشخص وبعد الحوار الذي دار بينكما كان يترصد لما تقوم بنشره ويحاول التشكيك وخلق نوعاً من الجدال الغير مبرر في المجموعة بعد كل رسالة عامه تقوم بنشرها، ففي نظره أصبحت انت عدو النجاح ويجب محاربتك، هو يرى ان هذه هي الطريقة الوحيدة لرد الاعتبار ولن تستطيع إقناعه بأنك ضد الاشاعات والأخبار المفبركة بشكل عام وليس ضده هو شخصياً

قد تستحضر ذاكرتك بعض الأشخاص الذين تتواصل معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعية بعد قراءتك هذا المقال ولكن السؤال الأهم ما هو الحل الأنسب مع تلك الفئة؟

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية