+A
A-

العمل التطوعي هو الدائم بقلوب الناس وليس الربحي

إطلاق حملة لشخصيات المحرق لاقى صدى واسعًا بدول الخليج

ملصق عيسى بن راشد

التقت “البلاد” في مدينة المحرق، بالمصمم الجرافيك عبدالرحمن الغريب والذي مزج ما بين إبداع “الجرافيك” من جانب، والعمل التطوعي من جانب آخر، بخليط وطني، سمته الرئيسة إبراز الشخصيات الوطنية ونشرها بشبكات التواصل الاجتماعي.

وكان الغريب، قد بدأ منذ فترة طويلة، بأخذ صور عدد واسع من الشخصيات البحرينية وإعادة “فلترتها” ببرامج جرافيك خاصة، وتذليلها العبارات التشجيعية والوطنية، والتي لاقت قبولا وانتشارا واسعا بين الناس.

وفيما يلي نص اللقاء:

متى بدأتَ مسيرة الجرافيك والتصميم والإبداع؟

العام 1977 في المدرسة تحديداً، حيث هويت كتابة الخط واحترافه فيما بعد كـ “خطاط” ثم عمل تصاميم “اللوغو” واستمررت على هذا المنوال، حتى خروج الكمبيوتر وتطوره في تسعينات القرن الماضي، لأبدأ بعدها عمل الملصقات الدينية والتوعوية والناصحة للناس، كلها بشكل تطوعي ومن دون مقابل. في العام 2012 ومع خروج نظام “الاندرويد” ومعه التطبيقات الخاصة بالتصميم، سُهلت الكثير من الأعمال التي أقوم بها، وتطورت كصناعة كليبات الفيديو، والتي تنوعت ما بين المقاطع الوطنية والدينية والمعززة لحب القيادة وجلالة الملك.

هل هنالك مناسبات معينة تركز عليها في نشر هذه المقاطع؟

العيد الوطني وعيد الشرطة، حيث تصل في كل منهما الى أربعين مقطعا، وكل هذه الجهود هي في حب الوطن، لا أكثر ولا أقل، وأنا دائما أردد بأن المصمم يجب أن يبذل الجهود على غرار غيره كالكاتب والشاعر والرياضي والجندي.

 

أطلقت حملة لشخصيات البحرين بدأت بها من شخصيات المحرق، حدثنا عنها.

في البداية، قمت بتصميم فيلم بعنوان (لهم بصمة) أبرزت خلاله الكثير من الشخصيات البحرينية التي لهم البصمة الإيجابية والمؤثرة في حب البحرين، ومنهم رحلوا عنا من شعراء ومطربين ورياضيين وفنانين ومثقفين.

هذا الفيديو

ثم بدأت بعدها بعمل تصميمات لشخصيات المحرق، والتي تخطت لوحدها حتى الآن المئتين شخصية، نفتخر جميعا بها.

 

كم عدد الشخصيات التي قمت بإعادة تصميم صورهم بالمُجمل؟

الآلاف من الصور.

 

ما استفادتك من هذه الجهود التطوعية؟

محبة الناس لا تقدر بثمن، ولا تُشترى بالمال، أضف أن هذه الأعمال توثق جهود رجالات الوطن الأحياء منهم والأموات، والذي قد يُنسى البعض منهم مع  ظهور الأجيال الجديدة.

 

كيف تنظر لصدى انتشار الصور؟

كبير جدا، ولقد لاقت استحسانا على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، لما لها من تأثير إيجابي في أوساط المجتمعات، وتشجيع على التكافل والتعاون، وذكر الآخرين بالخير، ولأجل ذلك أتلقى الكثير من الاتصالات المثنية على هذه الجهود حتى اللحظة، من الداخل والخارج.

 

وهل يصل عملك لمناسبات خليجية؟

نعم، في الأعياد الوطنية، كالعيد الوطني السعودي والإماراتي والكويتي والعماني، حيث أقوم بالكثير من التصميمات والتي تعبر عن السعادة والفرح، توجد جسورا من الحُب والاحترام معهم جميعا.

 

كيف ترى تجاوب الإعلام المحلي معك ومع مساعيك؟

محدود.

هل هنالك أعمال تطوعية أخرى تقوم بها؟

أنا من يدير حساب (تواصل البحرين) للمناسبات في تطبيق “الانستغرام” ومن يقوم بكافة أعمال التصاميم له.

 

هل من السهل أن يقوم الآخرون بالعمل على غرارك؟

أشجع على ذلك؛ لأن فيه نشر للخير، ولكن الفكرة هي وجود الروح في العمل، وليس استنساخه فقط.

 

ما مشاريعك القادمة؟

توثيق شخصيات “الفرجان” وأبرازها وإبراز مواقفها الوطنية، كلاً حسب الفريج الذي نشأت به، وأيضا التعريف بالبيوت الموجودة والتي انتهيت منها.

الوثيق بهذا الجانب أمر مهم، لتعريف النشأة بتاريخ بلادهم، وفرجانهم، والشخصيات، وايضا تعزيز مفاهيم العمل التطوعي؛ لأنه الدائم في قلوب الناس، وليس الربحي.