+A
A-

روان: لوحاتي تعرفني أكثر من أي شيء آخر

تتسم أعمال الفنانة روان الساعاتي، بطابع واقعي يحمل روحا جميلة طورته بطريقتها الخاصة، كما أن اللون عندها غني ودسم وله شخصية خاصة به وهذا دليل على الخلق الفني الرفيع.

“البلاد” سجلت هذه الوقفة مع الفنانة روان الساعاتي.

ماذا تعني لك اللوحة، روح تنطق أم نص مكتوب؟

اللوحة تعني لي روح تنطق، فأنا أُعدها روحي ولغتي الخاصة التي من خلالها أعبر عما بداخلي بكل أريحية، أما ألواني وفرشاتي فجزء لا يتجزأ من عالمي الخاص “الكانفاس”، ولا أبالغ إن قلت إنهم أساس هذا العالم الخاص بي لأنني بواسطتهم أكون قادرة على التعبير دون أن ينطق لساني بكلمة.

‎فأعمالي تكون مستوحاة من الواقع المحيط بي ولوحاتي عبارة عن أجزاء مني وعندما أجمعها أشعر بأنها تمثلني، إنها تعرفني أكثر من أي شيء آخر، كالمرآة التي يمكنها أن تعكس ما بداخلي التي يصعب على إظهارها بالكلام.

ويأتي إلهامي دائمًا من الخارج فيدخل في نفسي ويتسلل إلى ذهني ببطء ويحدث فيها ضوضاء غريبة، وأقوم أنا بتحويل الضوضاء وضجيج إلى طاقات في يدي تحركها في حركات اللاوعي في اللوحة.

ما طقوسك؟

أقوم بالاستماع لموسيقى هادئة لأشهر الموسيقيين ومنهم بيتهوڤن، وعندما استمع للموسيقى أشعر أن مشاعري الداخلية تتحرك طالبة الخروج من الداخل فأساعدها على ذلك، وأدخل مباشرة في عالمي الخاص لأتجول فيه ويكون فيه أنا ولوحتي وألواني لوحدنا نتحاور فيما بيننا.

وأحيانًا فقط يراودني شعور مفاجئ ورغبة شديدة في إنتاج عمل فني يكون مرسومًا في عقلي في اللحظة الراهنة، وقد أحلم بتلك اللوحة في مراحلها.

كيف تنظرين إلى دور الجمعيات التشكيلية في دعم المواهب؟

من وجهة نظري، اليوم الجمعيات التشكيلية لا تلتفت بشكل قوي للجيل الشبابي الموهوب، وعند النظر في الماضي استشفيت أن حركة الجمعيات سابقًا تجاه الشباب كانت تشبه المغناطيس الذي يجذبهم وتتبناهم لتطور من قدراتهم وتنمي موهبتهم الفنية وتقوي حضورهم في الساحة الفنية كعائلة جمعية معينة، أما اليوم فقلت رؤيتي إلى هذا النوع من الدعم، وأصبح الشباب يواجهون صعوبة كبيرة في الانخراط مع فنانين الساحة الفنية.

وهذا لا يعني أنه ليس هناك دعم للفنانين الشباب، فنحن لا ننكر فضل هيئة البحرين للثقافة والآثار التي تقوم بمجهود جبار في دعم الشباب الفني واستهدافهم، من خلال العديد من البرامج التي تطرحها سنويًا، ولكن نحن نأمل أيضًا من الجمعيات التشكيلية الأخرى المزيد من الدعم لأننا نريد أن نعيد للفن مجده السابق وهدفنا التقدم وليس التراجع.

بمن تأثرت من الفنانين المحليين؟

تأثرت بالعديد من الفنانين، منهم الفنان عبدالرحيم شريف وهو أول محطاتي في مسيرتي الفنية وتعلمت منه الكثير وتدربت تحت يده، إضافة للفنانين عباس الموسوي وراشد سوار من خلال أعمالهما لطبيعة البحرين وسواحلها.

وكنت وإلى الآن حريصة على الالتقاء برواد الفن التشكيلي، وتأثري بهم واضح فهم المدارس والإرث الثمين لفن البحرين الذي يجب أن تتوارثه الأجيال.

لكل فنان أسلوب يمتاز به.. ما أسلوبك؟

أقوم بتجربة كل الأساليب الفنية، والأسلوب التعبيري الذي اتبعه في الطبيعة لاسيما طبيعة مملكة البحرين من شواطئها وتصوري لأسواقنا القديمة، كما أميل أحيانًا إلى الأسلوب الواقعي والتجريدي في التعبير عن ما بداخلي وترجمتها بلغتي الفنية الخاصة على القماش الأبيض.

هل تضعين عنوان اللوحة قبل أم بعد إنجازها؟

نادرا ما أختار عنوانًا للعمل قبل البدء، فتردد العنوان في ذهني قادر على رسم اللوحة لي ذهنيًا وأصورها في عقلي الباطن. أما أغلب أعمالي فكنت قبل البدء بالعمل أكتب فكرة العمل ومن ثم أجعل مشاعري تتحرك معها ولا أحد من حريتي، بل أنطلق إلى أن أصل إلى النتيجة التي ترضي روحي الفني، ثم تبدأ العناوين تتشكل وتفرض نفسها.