+A
A-

“الصحة العالمية”: أزمة “كورونا” قد تسوء “أكثر فأكثر”

حذرت منظمة الصحة العالمية أمس الاثنين من أن أزمة فيروس كورونا قد تسوء “أكثر فأكثر” إذا لم تلتزم الدول بأساسيات التدابير الاحترازية.  وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحافي افتراضي من جنيف “دعوني أكون صريحا، الكثير من البلدان تسير في الاتجاه الخاطئ، ولا يزال الفيروس العدو العام الأول”. وأضاف “إذا لم يتم اتباع الأساسيات، فإن الاتجاه الوحيد الذي سيتبعه هذا الوباء هو أن يسوء أكثر فأكثر فأكثر. ولا يجب أن تسير الأمور على هذا النحو”.

ووفقا لإحصائيات وكالة “رويترز”، فإن حالات الإصابة بالفيروس تجاوزت 13 مليونا في العالم، بعد تسجيل زيادة بمليون إصابة في آخر 5 أيام، فيما توفي أكثر من نصف مليون شخص جراء العدوى.

ودفعت المخاوف من حصول موجة ثانية من الإصابات بفيروس كورونا المستجد عددا من السلطات ولا سيما في إسبانيا والمغرب والفيليبين إلى إعادة فرض الحجر المنزلي في مناطق محددة، فيما باتت أميركا اللاتينية تسجل ثاني أعلى حصيلة من الوفيات جراء الوباء بعد أوروبا، متخطية حصيلة أميركا الشمالية.

وفي إسبانيا، دخلت الحكومة المحلية في كاتالونيا في اختبار قوة مع القضاء لفرض الحجر المنزلي مجددا على سكان مدينة ليريدا ومحيطها اللذين عزلا منذ أسبوع عن باقي المناطق.

وفيما أعلنت محكمة المدينة أنها “قررت عدم المصادقة على هذه التدابير” التي اتخذتها الحكومة “لأنها تعارض القانون”، أكد رئيس منطقة كاتالونيا الانفصالية كين تورا أمس أنه سيصدر مرسوم قانون لفرض الحجر المنزلي.

لكن في شوارع ليريدا، لا تزال معظم المتاجر مفتوحة ولا تزال المقاهي والمطاعم تستقبل الزبائن على أرصفتها، فيما السكان يواصلون الخروج واضعين كمامات، على ما أفاد مراسل وكالة “فرانس برس”.

والمنطقة البالغ عدد سكانها حوالى 200 ألف نسمة والواقعة على مسافة حوالى 150 كلم من برشلونة، هي من بؤر الوباء التي تثير مخاوف السلطات في بلد هو من الأكثر تضررا جراء وباء (كوفيد - 19) في أوروبا إذ تخطت حصيلته 28400 وفاة.

أميركا اللاتينية ثاني منطقة أكثر تضررا

وباتت أميركا اللاتينية ثاني منطقة أكثر تضررا في العالم من حيث عدد الوفيات بعد أوروبا، مع تسجيلها رسميا أكثر من 144 ألف وفاة. والدولة الأكثر تأثرا فيها هي البرازيل التي تعد وحدها أكثر من 72100 وفاة، متخطية حصيلتي كل من الولايات المتحدة وكندا.

وإلى إسبانيا، عمدت دول أخرى أيضا إلى إعادة فرض الحجر المنزلي محليا. وفي ألمانيا، حذر وزير الصحة ينس شبان الإثنين من “خطر فعلي” بحصول موجة ثانية من الإصابات، داعيا مواطنيه الذين يقضون عطلة في الباليار إلى الالتزام بتدابير الحيطة. وفي المغرب، قررت السلطات إعادة فرض تدابير العزل الصحي في مدينة طنجة (شمال) البالغ عدد سكانها حوالى مليون نسمة اعتبارا من بعد ظهر الاثنين إثر ظهور بؤر جديدة من الوباء.

وسيتم وقف وسائل النقل العام في المدينة وإغلاق المقاهي والمراكز التجارية والأسواق والمساحات العامة وتعزيز تدابير المراقبة لمنع السكان من مغادرة منازلهم “إلا للضرورة القصوى”، وفق ما أوضحت وزارة الداخلية.

كما قررت الفيليبين فرض الحجر مجددا على حوالى 250 ألف نسمة من سكان مانيلا بعد تسجيل زيادة حادة في الإصابات.

حظر التجول

وفي جنوب إفريقيا، قرّر الرئيس سيريل رامافوزا إعادة فرض حظر تجوّل؛ بسبب زيادة الإصابات اليومية بالفيروس، كما سيتم حظر الزيارات العائلية.

وباشرت جنوب إفريقيا في مايو رفع القيود المفروضة منذ مارس لمكافحة تفشي الوباء في البلد الأكثر تضررا في القارة الإفريقية والذي بلغت حصيلته حتى الآن 264,184 إصابة من أصلها 3971 وفاة.

كما يسود قلق كبير أستراليا حيث طلبت السلطات أمس من سكان سيدني الحد من التجمّعات الاحتفالية بعد ظهور بؤرة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا المستجد في إحدى حانات المدينة، وذلك بعد معاودة فرض الحجر المنزلي الخميس على سكان ملبورن، ثاني أكبر مدن البلد، لستة أسابيع.

وفي الولايات المتحدة التي تسجل أعلى حصيلة من الإصابات والوفيات في العالم، يواصل الوباء تفشيه ولا سيما في ولايات الجنوب، وقال مسؤول في وزارة الصحة في واشنطن الأحد أنه من غير المستبعد إعادة فرض حجر منزلي في هذه المناطق.

وقال مساعد وزير الصحة بريت غيروير ردا على أسئلة شبكة إيه بي سي “يجب وضع جميع الاحتمالات على الطاولة”.

وسجلت الولايات المتحدة الأحد 59,747 إصابة جديدة في 24 ساعة، وفقا للتقرير اليومي لجامعة جونز هوبكنز.

وبلغ اجمالي الوفيات 135,171 وفاة من أصل 3,301,820 إصابة مؤكدة.

وقبل 4 أشهر من الانتخابات الرئاسية، يحتدم الجدل بشأن إعادة فتح المدارس، وهو إجراء يدافع عنه الرئيس دونالد ترامب بينما يعتبره معارضوه الديموقراطيون مصدر خطر. وأودى الوباء بـ 569,135 شخصا حول العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في أواخر ديسمبر.