+A
A-

في العهد الزاهر تطورت البحرين وتسارعت مسيرة التنمية

شارك سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأميركية الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة في حفل التخريج الذي نظمته مدرسة ابن خلدون الوطنية للفوج التاسع والعشرين من طلبتها وذلك وسط احتفال افتراضي أقيم أمس في خليج البحرين، حيث ألقى كلمة الخريجين القدامى جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأستاذ الفاضل مدير مدرسة ابن خلدون الوطنية

السيدات والسادة

بداية، شكرا على هذه المقدمة اللطيفة، وإنه لشرف لي أن أتحدث إليكم اليوم.

فعندما طلبت مني مدرسة ابن خلدون الوطنية إلقاء كلمة في حفل التخرج، حرصت على تلبية ذلك، رغم ضغوط العمل.

الخريجون الأعزاء.. أنتم دائما مميزون، وتخرجكم اليوم حدث تاريخي، فريد .. وهذا كلاما ليس اعتياديا ولا أقوله من فراغ، فأنتم بالفعل مثل الرمح النادر المصنوع بجودة عالية بعد أن تعرضتم لاختبارات عديدة.

قد لا تدركون ذلك الآن، لكن الواقع يؤكد أن التجارب التي مررتم بها خلال الأشهر الستة الأخيرة، قد صقلتكم وقدمت لكم دروسا عملية وطورت من شخصياتكم بشكل سيدوم معكم لسنوات قادمة.

ورغم تفشي جائحة كورونا عالميا بصورة لم يسبق لها مثيل، واصلتم المسار ولم تتراجعوا بسبب القلق أو اتباع طرق تعليمية جديدة عليكم وإنما تكيفتم مع الأمر وأبديتم تصميما وإصرارا عاليا من خلال الدراسة والتطوير.

لذلك، أنا فخور بأن أطلق عليكم “أعضاء فريقي” وكما ترون، فإن كلا منكم ليس فقط زميلي في فريق البحرين وإنما “أنتم... البحرين” سواء كنت طفلا تتفتح عيناه في فصل دراسي، أو أما أنجبت طفلها الأول للتو، أو جنديا يحمي الوطن، أو أولئك الذين تلتقون بهم أثناء الدراسة أو العمل خارج الوطن، أنتم ترفعون اسم مملكتنا، مملكة البحرين.

بغض النظر عما ستقومون به بعد ذلك في الحياة، تذكروا أنكم البحرين وكيف تكون على أفضل وجه.

من خلال تواضعكم وتفهمكم وشهامتكم، ستؤثرون بالكثيرين بطرق قد لا تتخيلونها وسيبدو عليهم الإعجاب ليس بكم فقط، ولكن أيضا بالوطن الذي قدمتم منه.

ما أنا عليه الآن، هو في الواقع بسبب الرجال والنساء من أعضاء هيئة التدريس الذين قضيتم حياتكم وأنتم تستمعون إليهم وتسألونهم وتسجلون إعجابكم بهم، لقد تركوا لدي انطباعا وتأثيرا لا يمحى. فقد عمل المدرسون على إعدادي بطرق متنوعة، تتجاوز الجانب الأكاديمي، وهو ما قمت باستيعابه على مدى عقود.

ليس فقط أعضاء هيئة تدريس مدرسة ابن خلدون الوطنية، أصحاب الفضل لوجودهم هنا اليوم، ولكن أولياء أموركم أيضا “وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”، فما قاموا به أمر عظيم. وبصفتي الآن وقد أصبحت أبا، يمكنني تأكيد ذلك لكم.

الخريجون الأعزاء

لا تشعروا بالقلق، فرغم أننا نتحدث عن وباء ومسؤوليات واعية واحتفالات افتراضية وما قد يبدو عليه وكأنكم على حافة الهاوية، بخلاف الخريجين السابقين عليكم، إلا أنه بالنظر إلى الواقع الأقل ضبابية من أي دولة أخرى، فأنتم في الواقع ترتقون في أكثر اللحظات إثارة في تاريخ أمتنا.

فاليوم، أصبحت صناعة التكنولوجيا المالية لدينا مصدر إعجاب للعالم، والاستثمارات في الطاقة والسياحة مزدهرة، والهندسة المعمارية المتميزة، تنتشر في كل مكان. فقد قام جلالة الملك بإحداث نهضة فكرية في البحرين، قادرة على نقلكم بشكل سريع إلى صدارة أي صناعة أو قضية. وتحرص الشركات المتطورة مثل Amazon Web Services على اختيار البحرين موطنا لها؛ لذا يجب عليكم اليوم أن تفرحوا وتحتفلوا بما أنجزتموه وتبتهجوا بما يمكنكم القيام به الآن!

انظروا إلى من حولكم، أولئك الذين ينظرون إليكم، وهم بجانبكم مباشرة، بغض النظر عن مدى معرفتكم بهم، وقولوا بفرح: لقد حققناها!