+A
A-

الفنيون يتفقون: “تعديل الفيفا” تطويري لكرة القدم بعد جائحة “كورونا”

خضير: سيقلل التعب النفسي للاعبين

الشملان: سيغير مفاهيم عدة للمدربين

كرامي: لتثبيته في الفئات العمرية

جاء قرار مجلس إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم إجراء تعديل مؤقت على المادة رقم 3 من قانون اللعب في السماح بـ 5 تبديلات عوضًا عن 3 في المباريات؛ تقليصًا لآثار جائحة كورونا العالمية.  “البلاد سبورت” استطلع آراء الفنيين البحرينيين حول الخطوة التي اتخذها “الفيفا”، وطبقتها معظم الدول التي استأنفت مسابقاتها، كما تنوي بقية الدول تطبيقها في حال الاستئناف.

واتفق الفنيون على العديد من المكتسبات الإيجابية للقرار في خطوة ستقلل من الآثار السلبية لفترة التوقف الطويلة التي زادت على 3 أشهر، في حين لم تغب السلبيات وإن كانت قليلة.

الناحية الصحية

المدرب الوطني والمحاضر الآسيوي خضير عبدالنبي ذهب إلى القول “إن أصل اتخاذ هذا القرار جاء من الناحية الصحية في المقام الأول”.

وقال عبدالنبي “قد يشعر اللاعبون بالتعب سريعًا بعد فترة التوقف الطويلة، وهنا نقصد التعب النفسي بدرجة كبيرة، إلا أن وجود 5 تبديلات قد يقلل من هذا الشعور ويخفف من العواقب السلبية على المستوى الفني داخل المستطيل الأخضر”.

وأضاف “التدريبات الاعتيادية تعطي اللاعبين الطاقة اللازمة لتأدية واجباتهم على أكمل وجه، إلا أن الجلوس في المنزل خلال 3 أشهر بفترة ركود كبيرة، علاوة على قلة التمارين قبل الاستئناف سيقلل مخزون اللياقة لدى اللاعبين، فصار لزامًا اتخاذ مثل هذا القرار المساعد لجميع أطراف اللعبة”.

وبيّن عبدالنبي أن التدريبات المنزلية لها فائدة، لكنها دون وجود محاسبة أو مراقبة من الجهاز الفني بعكس التدريبات الاعتيادية، مشيرًا إلى أننا شاهدنا مستوى المباريات يرتفع تدريجيًا وببطء في الدوري الألماني مع استئناف من جديد”.

وحول مكتسبات القرار للفرق الصغيرة والكبيرة، أوضح المحاضر الآسيوي أن الفرق الصغيرة ستستفيد منه؛ كونه عاملًا لرفع مستوى اللياقة مع مرور الدقائق، ويمكن للفريق أن ينافس في مجريات اللعب، أما الفرق الكبيرة فستكون فرصة لأجهزتهم الفنية لتجربة لاعبين جدد.

واستبعد خضير أن يكون القرار مؤثرًا على خطط المدربين، مشيرًا إلى أن إجراء التبديلات هي خيارات للمدربين، وستكون الآن متاحة بشكل أكبر وبالتزامن مع الأجواء الصيفية، التي تأخذ فيه الحرارة مخزونًا كبيرة من نسبة الأكسجين التي تقل لدى اللاعبين وتشعرهم بالتعب.

وأكد عبدالنبي أهمية عمل الأجهزة الفنية على رفع مستوى اللياقة؛ للتمكن من الوصول لذات النفس الذي يمكنك من الاستمرار 90 دقيقة دون هبوط كبير في المستوى العام.

تطوير اللعبة

أشار مدرب فريق الحد والمحاضر الآسيوي محمد الشملان إلى أن القرار يصب في صالح تطوير اللعبة.

وقال الشملان “القرار إيجابي للغاية، فجميعنا شاهد الدوري الألماني وهو في مستوى متقدم بكثير علينا، وكيف أثرت الإصابات على المستوى العام. ووجود 5 تبديلات سيكون أمرًا إيجابيًا ويعطي ميزة لطرفي المباراة”.

ولفت الشملان إلى أن مساعدة كبيرة قدمت للمدربين عبر هذا القرار التطويري، خصوصًا أنه إيجابي للمدرب في توفير العديد من الأدوات له لاستخدامها داخل أرضية الملعب. وفيما يخص رأيه بمكتسبات القرار للفرق، أشار إلى أنه سيساعد الفرق الصغيرة والكبيرة بشرط معرفة الاستغلال الأمثل للتبديلات الخمسة المتاحة، مبينًا أهمية العمل التكتيكي على وجود 5 تبديلات ودراسة الخيارات المتوافرة لصنع التغيير والفارق.

وذكر مدرب متصدر فرق دوري ناصر بن حمد الممتاز للموسم الحالي أن القرار فيه جوانب تكتيكية عالية للمدربين، الذين يملكون الفرصة للتغيير في قراءتهم الفنية سواء الدفاعية أو الهجومية.

وأوضح الشملان أن الحديث عن التطوير لا ينصب في كونه سيرفع المستوى الفني، بل أنه عامل مساعد للاعبين خصوصًا في تلافي الإصابات المحتملة، إضافة إلى إسهامه في توفير مخزون لياقي إضافي عبر اللاعبين الإضافيين؛ لعمل موازنة داخل الملعب وعدم الهبوط في المستوى الفني.

وأضاف “أعتقد أن القرار سيفيد اللعبة على المدى البعيد مع تقادم المنافسات والجولات في البطولات”.

وأكد الشملان أن وجود 5 تبديلات يعني إمكانية تغيير خط دفاع كامل أو خط هجوم كامل، فهو يعادل نصف الفريق، وبإمكانك أن تغير شكل الفريق بأكمله كمدرب، وأضاف “أعتقد أنه قرار إيجابي وسيغير العديد من المفاهيم لدى مدربي الفرق”.

تعديل صائب

بدوره، قال مدرب منتخبنا لفئة الشباب لكرة القدم إسماعيل كرامي “إن التعديل على القانون جاء في وقت صائب”.

وأشار كرامي إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم اتخذ خطوة إيجابية وعلى الطريق الصحيح في هذه الفترة، التي تأثر عبرها اللاعبون والمدربون بالتوقف الطويل، الذي طال الأنشطة الرياضية.

وأضاف “الحجر المنزلي الطويل يؤثر بلا شك على المستوى العام، ووجود مثل هذه القرارات ستسهم في تقليل الآثار السلبية وتطوير المستوى للمباريات في حال الاستئناف”.

وذكر كرامي أن الإعداد للدوريات للاستئناف جاء بفترة من 4 إلى 6 أسابيع، وهي فترة ليست طويلة قياسًا بفترة الحجر المنزلي التي امتدت أكثر من 3 أشهر، مضيفًا “من الضروري أن تتوافر لدى المدرب تبديلات أكثر، حتى تكون أوراقه أكثر للتغيير في النتيجة أو المحافظة عليها”.

وتابع قائلًا “كما لا نغفل جانب اللياقة البدنية المهم للاعبين، فوجود 5 تبديلات يساعد على المجاراة وعدم التأثر بانخفاض المستوى اللياقي”.

ولم يستبعد المدرب الوطني وجود سلبيات للقرار، مشيرًا إلى أن فترات التوقف الطويلة التي تستلزمها التدريبات قد تكلف الفريق المتأخر في النتيجة، مؤكدًا أن هذا السبب بارز ويطفو على السطح، لكنه لا يلغي إيجابيات القرار أيضًا.

وحول رأيه في مدى تأثير القرار للفئات العمرية، أوضح أنه جميل جدًا للفئات العمرية وأنه يؤيد استمراره، خصوصًا لأنه يمنح الفرصة الأكبر لعدد أكبر من اللاعبين للعب والاحتكاك والمنافسة، وهو ما يحتاجه اللاعبون الشباب والصغار.

وفيما يخص مدى التأثير على المستوى الفني العام، أكد كرامي أن المستوى سيتأثر قليلًا بتوقفات التبديلات وإضاعة الوقت، لكنه سيساعد في جوانب أخرى مهمة، كتلافي الإصابات وعدم تأثر القلب بالمجهود المتعب.