+A
A-

عمليات دفن موتى “كورونا” شرعية وسليمة

القبر بعمق مترين والزيارة بعد 24 ساعة وحضور 20 شخصا من ذوي الميت

حضور رجل دين وفريق مختص للدفن وآخر طبي وفني

الأهالي يشكرون الجهات المسؤولة على جهودهم الجبارة

 

الإجراءات التي تقوم بها السلطات في عمليات تجهيز ودفن الميت سليمة وشرعية، هكذا خلص ذوو ضحايا كورونا القول في حديثهم مع “البلاد” بعد أ ن أطلعت الصحيفة على كافة التفاصيل والإجراءات موثقة من عوائلهم.

منذ بدء جائحة كورونا اتخذت السلطات احترازات كثيرة على مستويات عدة وكان من بين هذه الإحترازات طريقة تجهيز ودفن ضحايا كورونا، وأعلنت عن تعليمات مغايرة عن ما كان معمول به في سابقًا في عمليات تجهيز ودفن الموتى ومآتم العزاء.

بدأت السلطات بمنع إقامة مآتم العزاء ودفن الميت وفق ضوابط عديدة منها تشييع الفقيد وسط حضور 20 فردا من أهاليه مع الفريق المخصص الذي أسندت له عمليات دفن موتى كورونا.

ونظرًا لاحتمالية انتقال العدوى أثناء التعامل مع الجثمان خرجت السلطات بقرارات خاصة بعملية المواراة من ضمنها أن يجهز الميت ويغسل ويدفن بقبر على عمق نحو مترين أمام مرأى من فريق فني صحي وتقني وشرعي مع عدد من أهالي الفقيد.

المواطن (ح،أ) قال لـ “البلاد” توفى أحد من العائلة نتيجة مضاعفات مرضه بفايروس كورونا وكوني من المقربين بالدرجة الأولى من الفقيد حضرت عمليات الدفن والتجهيز، ووقفنا على كافة التفاصيل المتعلقة بالغسل والتجهيز والصلاة على الميت والمواراة وكانت جميعها شرعية ولم نسجل أي مخالفة أو ملاحظة على الفريق المخصص لدفن الموتى.

وعلى ذات الصعيد تحدث لنا المواطن (ح،ج) الذي فقدت عائلتهم مؤخرًا عمهم بسبب معاناته مع فايروس كورونا وأكد أن الإجراءات المتبعة من قبل الفريق المختص بعمليات تجهيز ودفن الموتى ممتازة وليس عليها أي غبار أو شائبة.

وأضاف: “سألنا رئيس الفريق المعني عن مكان الدفن فقلنا له في مقبرة الحورة، وتوجه الفريق المختص على الفور للمقبرة وحفروا أكثر من ثلاث قبور ولكن لم نوفق للدفن في المقبرة لأن المياه تتواجد في القبر بعد عمليات الحفر، لذلك اقترح علينا رئيس الفريق أن ندفن الفقيد في مقبرة سترة، ووافقنا على اقتراحه”.

وتابع: “توجهنا لمقبرة سترة أحضرت الجنازة وكانت مغسلة، وصلينا عليها صلاة الميت بإمامة أحد العلماء وكانت الجنازة في السيارة وتوجهنا بعدها إلى القبر ورأينا الحفرة وقام فريق مختص بعمل اللازم بانزال الفقيد للقبر واستقبال الجثة للقبلة وبعدها انزلوا (الفروش) في القبر وجهزوا الطين سد الفتحات ومن ثم قاموا بإهالة التراب”، مؤكدًا أن رئيس الفريق سأل العائلة إن كانت تريد دفن أي شيء مع الفقيد أو تجفينه بجفن آخر، وكان يهتم بكافة التفاصيل المتعلقة بعمليات الدفان.

وأفاد أن عمليات التلقين قام بها الشيخ قبل عند القبر، وكانت جميع العمليات التي قام بها الفريق شرعية وأمام أعيننا ولم نسجل ولا ملاحظة أو مخالفة.

وشكر (ح،ج) الدفاع المدني ووزارة الصحة وإدارة الأوقاف على مجهودهم وسعة صدرهم وتصديهم لهذا الأمر، مشيرًا إلى أن رئيس الفريق بمعية أصحابه ذوو أخلاق عالية وصدر واسع، وكانوا مشاركين في العزاء كأنهم من أصحاب الفقيد.

وعلى صعيد متصل أكد مصدر عليم أن إدارتي الأوقاف السنية والجعفرية قامتا بتخصيص فريقين مختصين لعمليات المواراة وغسل الميت وتجهيزه، وذلك بإشراف طبي متخصص، وهذا الفريق أوعزت له المهام الخاصة فيه بكل حرية ولكن بأخذ الاحترازات من اللباس والتعقيم والكمامات والقفازات وملابس طبية خاصة. وأفادت المصادر أنه وفقًا لأنظمة طبية عالمية تقوم وزارة الصحة بوضع الجثة في كيس مقفل مقاوم، لمنع تسرب السوائل من الجثث لكي لا ينتقل الفايروس.

وبين أنه فيما يتعلق بذوي الموتى فإن وزارة الصحة منعت أي تلامس بين ذوي المتوفي والجثمان مثل “التقبيل أو لمس الجثمان”، لاحتمالية انتقال فيروس عالق على الجثة، كما أنّ إجراءات الغُسل ستكون بواسطة عدد محدود من العاملين. وأشار إلى أن السلطات ووفقًا للاحترازات الطبية تقوم بمنع الأهالي بالتواجد على القبر لمدة 24 ساعة بعد الدفن ومن ثم تسمح لهم بزيارة القبل ووضع الشواهد عليه، مشيرًا إلى أن السلطات تقوم بعمليات التطهير لوسائل النقل المستخدمة وتأخذ مسلتزمات الوقاية الشخصية الخاصة بالقائمين على عمليات الدفن في أكياس خاصة ويتعامل معها بكل احتراف ومعنية.

وأفاد بأنه قد جرت لبعض حالات الموتى في الأعداد الأولى مواراة بتيمم الجثة وهو من الناحية الشرعية جائز لوجود الخطر، ومع توافر المعلومات الطبية الخاصة تم اعتماد عمليات التغسيل في الجثث اللاحقة.

هذا وتواصلت “البلاد” مع عدة علماء وطرحت عليهم المسألة وأكدوا سلامة عمليات الدفن والمواراة من الناحية الشرعية، كما واطلعت على عدة فيديوهات تفيد بذلك الأمر.