+A
A-

الصوم يطهر الأمعاء

اكتشف الخبراء أن حصر كمية الطعام المستهلكة نهارا يسهم في الوقاية من مشكلات صحية مثل ارتفاع مستوى الكولسترول وأمراض القلب والبدانة، فضلا عن تحسين الصحة النفسية والراحة عموما. وعند الامتناع عن الأكل بالكامل، يستطيع الجسم أن يركّز على تفريغ السموم، ويأخذ جهاز الهضم قسطا من الراحة.

يسمح الصوم للأمعاء بتطهير بطانتها وتقويتها، كما أنه يحفّز على إطلاق عملية الالتهام الذاتي، حيث تطهّر الخلايا نفسها وتتخلص من الجزيئات المتضررة والخطيرة. وقد حلّل العلماء الرابط بين الحمية الغذائية وصحة الأمعاء والراحة النفسية، واستنتجوا أن الصوم قد يؤدي إلى إطلاق عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ. ويبدو أن هذا النمط يحمي الخلايا الدماغية ويخفف حدة الاكتئاب والقلق، وحتى خطر الإصابة بالخرف.

ويلاحظ عدد كبير من الناس أيضاً أن الصوم عند تطبيقه بالشكل المناسب يساعدهم على خسارة الدهون واكتساب كتلة عضلية هزيلة.

كل من يعاني مشكلات صحية أو يخضع لمراقبة طبية مستمرة بسبب إصابته باضطرابات صحية يجب أن يستشير طبيبه قبل أن يجرّب هذه الطريقة لتجنب بعض الآثار الجانبية المحتملة. قد يؤدي الصوم إلى تراجع مستويات الغلوكوز في الدم، مما يعني انخفاض قدرات التركيز وزيادة التعب. ولا يمكن الحفاظ على الوزن المفقود إلا عبر الصوم المنتظم، وقد تتلاشى آثار فقدان الوزن خلال شهر رمضان بسهولة عند استئناف أنماط الأكل اليومية الاعتيادية. ومع ذلك، تتفوق الإيجابيات على السلبيات. على المدى الطويل، يستطيع الصوم، شرط تطبيقه بشكلٍ صحيح، أن يحسّن أداء الجهاز الهضمي والأيض عموما. خلال ساعات الصوم، أي حين نمتنع عن استهلاك أي نوع من المأكولات أو المشروبات، يستعمل الجسم مخزونه من الكربوهيدرات (في الكبد والعضلات) والدهون؛ لتجديد الطاقة بعد استنزاف جميع السعرات الحرارية المشتقة من المأكولات المستهلكة خلال الليل.

ولا يستطيع الجسم أن يخزّن المياه؛ لذا تحتفظ الكلى بأكبر قدر ممكن منها عبر تخفيف الكمية المفقودة عن طريق البول، لكن لن يمنع الجسم خسارة جزء من تلك المياه أثناء التبول، أو عبر البشرة، أو خلال التنفس والتعرق إذا كان الطقس حارا.