+A
A-

وفيات “كورونا” تتخطى 160 ألفًا حول العالم

أودى وباء “كوفيد 19” بنحو 161 ألف شخص في العالم نحو ثلثيهم في اوروبا في وقت نفى مختبر ووهان الصيني مسؤوليته عن انتشار الفيروس بعد اتهامات مصدرها وسائل اعلام اميركية وتحذيرات وجهها دونالد ترامب.

وأظهر احصاء لوكالة فرانس برس يستند الى مصادر رسمية أمس الاحد ان الولايات المتحدة هي البلد الاكثر تضررا لجهة عدد الوفيات (38664 وفق جامعة جونز هوبكينز).

وفي فصل جديد من المواجهة بين واشنطن وبكين، قال مدير المختبر الذي اتهمه الاعلام الاميركي بأنه مصدر انتشار فيروس كورونا المستجد “يستحيل أن نكون مصدر الفيروس”. وندد يوان زيمينغ في مقابلة مع قناة حكومية باتهامات “من دون ادلة” بهدف “خداع الناس”.

ويرجح غالبية العلماء أن الفيروس الجديد انتقل من الحيوان الى الانسان، وتحديدا في سوق شعبية في ووهان تبيع حيوانات حية. لكن وجود المختبر على بعد بضعة كيلومترات من السوق ساهم في زيادة التكهنات حول احتمال تسرب الفيروس من هذه المنشأة الحساسة.

وهاجم ترامب الصين مجدداً. وقال “كان يمكن أن يتمّ إيقافه (الوباء) في الصين قبل أن يبدأ، وهذا لم يتمّ”. أضاف “والآن، العالم كلّه يُعاني من جرّاء ذلك”. وتابع “إذا كانوا مسؤولين عن عمد، نعم، لا بدّ إذا أن تكون هناك عواقب”.

في هذا الوقت، احتفل اكثر من 260 مليون مسيحي ارثوذكسي يعيشون خصوصا في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي السابق، أمس بعيد الفصح في ظروف غير مسبوقة راوحت بين التزام الحجر و”التمرد” عليه.

وجاء ذلك بعد اسبوع من احتفال الكاثوليك والبروتستانت في ظروف مماثلة.

وتوجه رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشنكو الذي يرفض الاعتراف بخطورة الوباء، الى كنيسة في الريف منتقدا “من أغلقوا طرق الكنائس امام الناس”. وسجلت ايضا تجمعات لمصلين في جورجيا واوكرانيا وبلغاريا.

وفي رومانيا وصربيا والبانيا ومقدونيا الشمالية ولبنان ظلت الكنائس مغلقة. وفي اليونان، جهد الاف من عناصر الشرطة معززين بمروحيات وطائرات مسيرة لمنع الناس من تمضية العطلة خارج منازلهم.

وفي روسيا، ترأس بطريرك موسكو كيرلس قداسا غاب عنه المصلون في الكاتدرائية الرئيسية في العاصمة. وقال في عظة نقلها التلفزيون ان “هذا المرض الرهيب طاول مواطنينا لكننا معا: عائلة كبيرة من المؤمنين الارثوذكس”.

واحتفل الرئيس فلاديمير بوتين بالفصح في كنيسة صغيرة في مقره الرسمي. لكن العديد من الكنائس فتحت امام المصلين في روسيا المترامية والتي سجلت 42853 اصابة بالفيروس بينها 361 وفاة.

من جانبها دعت أستراليا الأحد إلى إجراء تحقيق مستقل في طريقة الاستجابة العالمية لوباء كوفيد 19 وكيفية معالجة الأزمة من جهة منظمة الصحة العالمية، التي تتعرض هي أيضاً لانتقادات من جانب البيت الأبيض لقربها المزعوم من بكين.

وفي البرازيل، يبدو الوضع الصحي مقلقا بشكل خاص في الأحياء الفقيرة. وجدّد الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو معارضته لفرض أي حجر منزلي وقال “يجب ألا نتخاذل أمام هذا الفيروس، بل أن نواجهه مرفوعي الرأس، الله معنا”.

في أوروبا، بدأت بعض الدول مثل النمسا والدنمارك بتخفيف اجراءات العزل بحذر.

وأعلنت برلين أن الوباء بات “تحت السيطرة”، في وقت تبدو ألمانيا الدولة الأوروبية التي تعاملت مع الأزمة على أفضل وجه إذ بقي عدد الوفيات فيها دون أربعة آلاف، وذلك بفضل إجرائها فحوصا على نطاق واسع لكشف الإصابات.

ووافقت الحكومة الإسرائيلية على تخفيف التدابير الاحترازية الصارمة التي كانت أقرتها لاحتواء جائحة كوفيد -19 اعتباراً من أمس الأحد، في إطار خطة “مسؤولة وتدريجية” تسمح باستئناف بعض العمال لنشاطهم.

لكن بالنسبة الى منظمة الصحة العالمية فإن الوباء لا يزال بعيدا عن السيطرة مع تسجيل “ارقام ثابتة او متزايدة” في أوروبا الشرقية وبريطانيا حيث قررت الحكومة تمديد الحجر “لثلاثة أسابيع على الأقل”.

ومع تمديد إجراءات العزل، تُطرح أكثر فأكثر مسألة تأثير ذلك على الصحة العقلية. ويرى الخبراء “ارتفاعاً مقلقاً لحالات القلق والاكتئاب” لدى السكان الذي يخضعون لتدابير عزل صارمة كانت قد أصبحت طي النسيان منذ عقود في مجتمعاتنا المعاصرة. وذكرت عاملة في مجال الرعاية الصحية في بلجيكا أن في دور العجزة “يمكن أن يموت البعض من الوحدة”. وأضافت “إذا كان العزل سيدوم بضعة أشهر، نواجه احتمال خسارة أرواح نتيجة الوحدة أكثر من جراء كوفيد 19”.