+A
A-

“الصحة العالمية” تحذّر من تخفيف إجراءات مكافحة الوباء

حذّرت منظمة الصحة العالمية أمس الخميس من أن أوروبا، التي سجّلت أكثر من 90 ألف وفاة، لا تزال “في عين الإعصار” بالنسبة لتفشي فيروس كورونا المستجد، في وقت قررت حكومات عدة أو تعتزم تخفيف إجراءات العزل المفروضة في إطار مكافحة الوباء العالمي.

وقال مدير فرع أوروبا في المنظمة هانس كلوغي خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت عقده في كوبنهاغن إنه بالرغم من “رصد مؤشرات مشجعة (...) فإن عدد الحالات المعلنة خلال الأيام العشرة الأخيرة في أوروبا تضاعف تقريبا ليقارب المليون”.

وحضت المنظمة الأممية قادة الدول الأوروبية على “عدم التراخي” والتثبت من أن الفيروس تحت السيطرة قبل رفع القيود. وتفيد آخر حصيلة أن وباء كوفيد-19 الذي ظهر في الصين للمرة الأولى في ديسمبر، أصاب أكثر من مليوني شخص في أنحاء العالم، وأودى بحياة أكثر من 137 ألف شخص، أكثر من 90 ألفا من بينهم في أوروبا فقط، وفق تعداد أعدّته وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية أمس. ويخضع أكثر من 4,4 مليار شخص في العالم، أي قرابة 57 % من سكان العالم، للعزل حاليا أو لحال الطوارئ أو تُرغمهم السلطات على البقاء في منازلهم.

وتشعر عدة دول أوروبية بالقلق جراء التداعيات الدراماتيكية للقيود على اقتصاداتها المتوقفة وبدأت بتطوير خططها لتخفيف إجراءات العزل، وحتى إنّ بعضها قام بتخفيف عدد من هذه التدابير، متذرّعةً بتباطؤ أعداد الأشخاص الذين يتمّ إدخالهم إلى العناية المركزة وإلى المستشفيات.

وأعلنت سويسرا أمس رفع إجراءات العزل بشكل “بطيء” و”تدريجي” اعتبارا من 27 أبريل بعد تباطؤ الوباء في البلاد التي تعدّ أكثر من ألف وفاة.

من جهتها، فرضت بولندا وضع الأقنعة الواقية في الأماكن العامة، فيما تعيد بعض المحلات التجارية فتح أبوابها في ليتوانيا. وتنوي ألمانيا إعادة فتح بعض محالها التجارية قريبا، واعتبارا من الرابع من مايو، سيأتي دور المدارس. في إسبانيا، (19130 وفاة)، استأنف قسم من العاملين عملهم في المصانع وورش العمل الإثنين. لكن العمل عن بُعد لا يزال سائداً حيثما أمكن ويُرجّح أن يتمّ تمديد العزل إلى ما بعد 25 أبريل. في فرنسا، حيث توفي 17 ألفا و167 شخصا بالفيروس، تعد السلطات خطتها لرفع إجراءات العزل تدريجا اعتبارا من 11 مايو، بعدما قررت الإثنين تمديد قيودها. وأعلنت الحكومة البريطانية أمس تمديد إجراءات الحجر المتخذة في 23 مارس “لثلاثة أسابيع على الأقل”، في سياق محاولاتها للحد من تفشي وباء كوفيد-19. وأظهرت بيانات وزارة الصحة البريطانية أمس وفاة 861 شخصا إضافيا في المستشفيات جراء الإصابة بكوفيد-19.

وقال وزير الخارجية دومينيك راب الذي يتولى مهام رئيس الوزراء بوريس جونسون منذ إصابته بالفيروس، إنّه يتوجب تمديد الإجراءات الحالية لمدة “ثلاثة أسابيع على الأقل”.

وأحصي في الولايات المتحدة العدد الأكبر من الوفيات في العالم وبلغ 30 ألفا و990 من أصل 639664 إصابة.

ووفق الجامعة التي تُعتبر مرجعا في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجدّ، توفي بالوباء 30990 شخصا في الولايات المتحدة منذ بدء الجائحة. والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تسجيلا للوفيات بكوفيد-19 أمام إيطاليا (21645 وفاة) وإسبانيا (19130 وفاة)، وفرنسا (17167 وفاة). وسجّلت الولايات المتحدة، أكبر قوة اقتصادية في العالم، في اليومين الأخيرين حصيلة قياسية للوفيات اليومية، في حين تخطّى عدد الإصابات المؤكدة بكوفيد-19 على أراضيها 640 ألفا. وتعد مدينة نيويورك أكبر بؤرة للوباء في البلاد، وقد أعلنت تسجيل 3778 وفاة إضافية “مرجّحة” بكوفيد-19. وأمس تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالكشف عن خارطة طريق لإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد الأميركي بشكل تدريجي. وأكد “سنعيد فتح الولايات، بعضها قبل الأخرى وبعض الولايات يمكن أن تفتح في الواقع قبل الأول من مايو”. تتوقع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) انهيارا في الطلب العالمي على النفط خلال العام 2020 بسبب الشلل الاقتصادي العالمي الناتج عن جائحة كوفيد-19، متحدثة أمس عن “صدمة تاريخية وقاسية وشديدة وعالمية” في السوق.