+A
A-

واشنطن: كل الخيارات مطروحة بعد مقتل أميركيين بالعراق

قتل 3 عناصر من التحالف الدولي، بينهم أميركيان، في هجوم على قاعدة عسكرية في العراق، قبل أن تسفر غارات جوية عن مقتل 26 مقاتلا عراقيا مواليا لإيران في سوريا، في تصعيد جديد بين واشنطن وطهران أثار قلق بغداد والأمم المتحدة أمس الخميس.

وذكر وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، امس، أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة بعد الهجوم الصاروخي في العراق الذي أسفر عن مقتل جندي بريطاني وجنديين أميركيين، وقال إن ميليشيات تدعمها إيران تقف وراءه.

وقال إسبر للصحافيين: “هجوم أمس الذي شنته جماعات شيعية مسلحة مدعومة من إيران تضمن نيراناً متعددة غير مباشرة انطلقت من منصة ثابتة واستهدف بوضوح قوات التحالف والقوات الشريكة في معسكر التاجي”.

وأضاف: “دعوني أكون واضحاً.. الولايات المتحدة لن تتساهل مع الهجمات على شعبنا ومصالحنا وحلفائنا”.

وتابع “كل الخيارات مطروحة على الطاولة في سبيل مثول الجناة أمام العدالة ومواصلة الردع”.

وقتل جنديان، أميركي وبريطاني، ومتعاقد أميركي مساء الأربعاء في هجوم بـ 18 صاروخ كاتيوشا، استهدف قاعدة التاجي العسكرية العراقية التي يتمركز فيها جنود أميركيون شمال بغداد، ما فاقم التوتر بين واشنطن وحلفائها من جهة، وطهران والفصائل الموالية لها من جهة أخرى.

ولم ترد أنباء فورية عن سقوط ضحايا عراقيين ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها.

وأشادت كتائب حزب الله، وهو فصيل متشدد ضمن الحشد الشعبي بالهجوم ومرتكبيه، دون ان تتبنى الهجوم.

وقالت المجموعة في بيان “نعتقد أنه الوقت الأنسب لاستئناف القوى الوطنية والشعبية عملياتها الجهادية لطرد الأشرار والمعتدين من أرض المقدسات”.

وانتقدت كتائب حزب الله “أولئك الذين سارعوا للتنديد والتعبير عن تعاطفهم” في تلميح لكبار المسؤولين العراقيين الذين أدانوا الهجوم الصاروخي.

وبعيد هذا الهجوم، الذي يعد الأكثر دموية على الإطلاق ضد مصالح أميركية في العراق منذ سنوات عدة، قتل 26 مقاتلا عراقيا في غارات جوية “يرجح” أنها من قبل التحالف الدولي، استهدفت مواقع لحلفاء طهران على الحدود العراقية السورية، بحسب ما أكد لوكالة “فرانس برس” مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.

وقال المرصد السوري أمس الخميس إن “26 عنصرا من الحشد الشعبي العراقي قتلوا في ضربة جوية في شرق سوريا ليل الأربعاء”.

ونفى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شن أي غارات خلال الليل على سوريا أو العراق.

تصاعد الهجمات

ويعد هذا الهجوم في العراق، الثاني والعشرين منذ نهاية أكتوبر ضد مصالح أميركية في العراق.

وقال التحالف الدولي في بيان إنه “قتل 3 من أفراد قوات التحالف (...) وأصيب ما يقارب 12 فردا إضافيا” في الهجوم على معسكر التاجي، مشيرا إلى سقوط 18 صاروخ كاتيوشا.

وقال مسؤول عسكري أميركي إن القتلى هم جنديان، أميركي وبريطاني، إضافة إلى متعاقد أميركي.

وسبق لهجمات مماثلة استهدفت جنودا ودبلوماسيين أميركيين أو منشآت أميركية في العراق أن أسفرت عن مقتل متعاقد أميركي وجندي عراقي.

وبعد يومين من مقتل أميركي في استهداف قاعدة عسكرية عراقية في كركوك بثلاثين صاروخا في نهاية 2019، نفذت القوات الأميركية غارات على 5 قواعد، في العراق وسوريا، تتبع لفصيل مسلح موال لإيران، هو كتائب حزب الله.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي على القاعدة العسكرية، لكن واشنطن عادة ما تتهم الفصائل الموالية لإيران بشن هجمات مماثلة، في إطار التوتر القائم بين إيران والولايات المتحدة منذ أشهر.

“ساحة للثأر”

ويضم التحالف الدولي الذي تشكل ضد تنظيم داعش في 2014 بقيادة الولايات المتحدة، عشرات الدول الأعضاء، ولا يزال آلاف الجنود في العراق.

وعلى الرغم من خسارة التنظيم الجهادي لكل الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق إلا أنه ما زال يحتفظ بخلايا نائمة لا تزال قادرة على تنفيذ هجمات.

وفي كل مرة، تؤكد القوات العراقية العثور على منصة إطلاق الصواريخ في تلك الهجمات، إضافة إلى صواريخ غير منفجرة، غير أن التحقيقات لم تؤد أبدا إلى منفذي الهجمات.

وفجر أمس الخميس، أصدرت قيادة العمليات المشتركة بيانا نددت فيه بالهجوم الذي يعد “تحديا أمنيا خطيرا جدا”.من جهتهما، دان رئيسا الجمهورية برهم صالح والبرلمان محمـد الحلبوسي “الاعتداء الإرهابي” الذي “هو استهداف للعراق وأمنه”.

ودعت البعثة الأممية في العراق إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس”، معتبرة أن “قيام جماعات مسلحة بأعمال مارقة يشكل مصدر قلق دائم” في العراق.

وأضافت البعثة في بيان امس أن “آخر ما يحتاجه العراق هو أن يكون ساحة للثأر والمعارك الخارجية”.