+A
A-

الفنان محمد مراد لـ “البلاد”: لا أرسم إلا الوجوه الجميلة

محمد علي مراد، شاب بحريني في بداية الثلاثينات، بدأ منذ أكثر من 28 عاما بهواية الرسم والتي تحولت مع الوقت إلى موهبة استثنائية ميزته بين أقرانه بتوظيف لغة الألوان بمهارة؛ للتعبير عن قسمات الشخصية فيمن يضعهم في لوحات (البورتريه) التي يبرع بها.

وكاهتمام مستمر من صحيفة “البلاد” بلقاء الكفاءات البحرينية الشابة وإبرازها، نلتقي اليوم مراد لتسليط الضوء على مسيرته الغضة، وأبرز محطات التحول والتفوق.

حدثنا عن بداياتك الأولى، وكيف نمت فكرة الفن وعشقه في داخلك، وهل شجعك أحد من أفراد العائلة؟

بدأت حب الرسم وعمري 5 سنوات، كنت أعشق رسم الخيول، ومع دخولي التاسعة بدأت أرسم (البورتريه) وباجتهاد شخصي، وكنت ولا أزال لا أختار إلا الوجوه الجميلة لرسمها، حيث أحب النظر إلى العيون والتناسق في ملامح الوجه، ثم رسمها.

وفي الحادية عشرة، اكتشف موهبتي الفنان القدير عباس الموسوي، فاختارني من بين ألفي طالب لرسم شجرة الحياة لمسابقة كان مشرفا عليها بذلك الوقت، ولقد أعجب بها كثيرا، وقال لي حينها “أنت موهوب وستكون فنانا عالميا”.

في سن التاسعة عشرة، وبعد أن تعلمت تاريخ الفن في المدرسة، كنت على تواصل مع النجمة اللبنانية باسكال مشعلاني وقدمت لها أربع لوحات في برنامج صندوق الدنيا في روتانا بلبنان، وبعدها انشغلت بالدراسة والعمل، وصرت ارسم بهدف إقامة معرضي الخاص.

وأشير هنا إلى أن الموسوي لا يزال يتابع رسوماتي بإعجاب، ويقدم لي النصائح، وأنا أقدر له ذلك كثيرا.

لوحاتك ترسمها بالزيت والفحم والـ (الطبشور)، لماذا هذه الألوان الصارخة، وماذا تعني؟

كل خامة لها ميزتها، والألوان التي أحبها وأفضلها، هي الدرجات ما بين الأزرق والبنفسجي، والأخضر؛ لأني أحب الألوان الصارخة، ولا أحب الألوان القاتمة، ولأنني أرى الجمال من خلالها.

لم تدرس فن الرسم، بل كانت موهبة طورتها بجهودك الشخصية، هل تفكر أن تدرس هذا الفن وتخوض تجربة الفن التشكيلي بشكل عام؟

أفضل أن يكون لي لوني الخاص، ومدرستي الذاتية في الرسم؛ لأنها تساعد على الاختلاف والإبداع وتقديم الجديد.

ما أهم الشخصيات التي قمت برسمها، وكيف تقرأ تجربتك بهذا الجانب؟

جلالة الملك، وسمو رئيس الوزراء، وسمو ولي العهد، وسمو الشيخ ناصر بن حمد، وسمو الشيخ خالد بن حمد، وسمو الشيخ عيسى بن سلمان طيب الله ثراه، وسمو الشيخ خليفة بن علي، وسمو الشيخ هشام بن عبدالرحمن، والسفير الكويتي السابق والجديد، والسفير الإماراتي سمو الشيخ سلطان آل نهيان، ومن الوسط الفني أحلام، وهنالك لوحات قادمة لفنانين من الوسط الفني الشامي والتركي، بتجربة جديدة لفنان شاب بحريني.

هل تفكر بأن تقيم لك معرضا خاصا في المستقبل؟

نعم، باستثناء الرسومات التي تخص رموز القيادة السياسية؛ لأنها إهداء للوطن، وعليه، فسوف أقيم معرضا سيشمل الخيول العربية والشخصيات المرموقة، وشخصيات من وحي الخيال.

هل قدّمت عروضا لاحتضان مهنتك؟

في الواقع أنا لا أزال بمرحلة البناء، إذ لم أسوق لنفسي كثيرا بهذا الجانب، باعتبار أن مهنة الفن (لا تؤكل عيش) على مستوى دول المنطقة، لكن في الخارج، في أوروبا وأميركا، فإن الوضع مختلف تماما كما تعرف.

ولي مشاركات في الكويت وتركيا ودول أخرى عديدة، لكنني اهتم بالانتقاء، وفقا لمعايير محددة، أهتم خلالها بتشريف بلدي، وبإيصال ثقافة البلد وهويتها بالشكل الذي يؤمل به.

هل تطمح لتحويل موهبتك إلى مهنة؟ لماذا؟

إذا كان بذلك فائدة للبلد وللقيادة وللناس، فسأقدم على ذلك، وإذا كانت لغاية شخصية فردية تدفعني لأن أترك حياتي كلها خلفي، فإن من الصعب ذلك.

لماذا أنت بعيد عن الوسط التشكيلي؟

بسبب انشغالي بمشاريع دراسية وخاصة عديدة، ناهيك عن أن ليس كل حدث أو فعالية يفترض للفنان أن يشارك بها، فالمشاركة يجب أن تكون مدروسة وبعناية.

ما اللوحة الأقرب إلى قلبك ولماذا؟

أحب كل أعمالي بلا استثناء، ولكن أقربها هي لوحة لجلالة الملك واسمها (جلالة الملك نور البحرين) وتعبر عن وصول البحرين للعالمية بعهد جلالته، وبفضله فإن البحرين جميلة بكل ألوانها.

واللوحة الثانية هي لسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة؛ لأنني شعرت خلالها أن سموه صديق أكثر من رمز كبير في القيادة، وتظهر الصورة طيبته وتواضعه وشجاعته من خلال عينيه.