+A
A-

تكريم علي الغرير في “مهرجان العين”.. مبادرة إنسانية سينمائية مشكورة

كان تكريم مهرجان العين السينمائي للفنان البحريني علي الغرير، ضمن مبادراته، تكريمًا لكل بحريني وخليجي عشق هذا الفنان المحبوب، وأهل الإمارات معروف عنهم كرمهم ووفائهم وحسن ضيافتهم، خصوصًا وان الراحل كان يكن للإمارات محبة خاصة، أثناء مشاركته في العديد من الفعاليات والمسلسلات والأعمال الفنية.

وهذه المبادرة تسعدنا نحن كبحرينيين، والجمهور لازال يفتقد هذا الفنان المتواضع، ويعد هذا التكريم من قبل إدارة المهرجان أسوة بالمهرجانات الكبيرة التي تكرم أسماء فنية رحلت مع انطلاقة فعالياتها.

ويعتبر تكريم الفنان البحريني الراحل من قبل مهرجان العين السينمائي مهما جدا، بعد جهود إدارة المهرجان ورئيس المهرجان عامر سالمين المري، الذي سعى منذ أول ساعات وفاة الراحل شخصيا معي، ومع فريقه بالاتصال والمتابعة، وحرص على وجود تكريم كبير له في المهرجان، ما يؤكد أن لا حدود أبدًا بين شعوب الخليج العربي، خصوصًا بين البحرين والإمارات، وأن التكريم هو تكريم لكل الفنانين الخليجيين، وتم بوجود وفد بحريني كبير، إضافة إلى زميله الفنان خليل الرميثي وأمين الصايغ، إلى جانب الوفد البحريني على أرض الإمارات، هو شكر مضاعف وتكريم بسيط لفنان أعطى الكثير لفنه، ولجمهوره في البحرين والإمارات والفن العربي أيضًا.

وجاء مهرجان العين السينمائي، الذي أطلق دورته الأولى في 2019؛ ليسد الفراغ، الذي أحدثه غياب أكبر مهرجانين كانت تقيمهما الإمارات في أبوظبي ودبي، خصوصا التحدي الذي واجهته الإدارة؛ بسبب أن الدورة الأولى من المهرجان التي أقيمت في مايو من العام الماضي، لم يمر عليها سوى 7 أشهر، فكان من الصعب إقامة دورتين في عام واحد، لكن وبوجود فريق سينمائي متمكن بقيادة رئيس المهرجان المخرج والمنتج عامر المري، ومدير المهرجان الفني المخرج والمنتج الإماراتي هاتي الشيباني، ومدير العلاقات العامة علي المرزوقي ونحلة المهرجان ايفان خضير، وباقي الفريق الذين سخروا كل جهودهم؛ من أجل تنفيذ هذه الدورة واختيار أهم وأبرز الأفلام.

واستقطب “العين السينمائي” عددًا من الأفلام البحرينية، التي حققت النتائج والجوائز، إضافة إلى الخليجية والعربية، إلى جانب مبادرات وبرامج وعدد من المسابقات والأنشطة الخاصة، بما فيها العرض الافتتاحي، والعروض السينمائية الخاصة للأفلام العربية والعالمية في عرضها الأول، وتنوعت مسابقات المهرجان مسابقة “الصقر الإماراتي القصير” و”الصقر الخليجي الطويل”، و”الصقر الخليجي القصير” و”أفلام المقيمين” و”أفلام الطلبة” و”سينما العالم”.

وشهدت الدورة الثانية حضور العديد من نجوم “الفن السابع”، أبرزهم: أحمد بدير وبشرى وطارق العلي والعديد من نجوم الفن والسينمائيين الإماراتيين والعرب والمخرجين العالميين.

والدورة الثانية من المهرجان استقطبت عددا كبيرا من النجوم والمخرجين وصناع السينما، على المستويين المحلي والعربي وأيضا من الغرب، إذ جمع المهرجان بين السينما والسياحة، فتم إعداد جولات سياحية للضيوف من خارج الإمارات، إضافة إلى اختيار قلعة الجاهلي التراثية لحفل الافتتاح، كما كرم المهرجان بالافتتاح الممثل الإماراتي ضاعن جمعة، والممثلة الإماراتية مريم سلطان، والممثل الكويتي طارق العلي والممثل المصري أحمد بدير.

وعلى هامش مهرجان العين السنيمائي، عقدت ندوات بارزة، منها بعنوان “السينما الخليجية بين الواقع والطموح”، واحتل الواقع الرقمي النقاشات؛ كونه أصبح يسيطر على صناعة السينما، تحدث فيها كل من مؤسس ومدير عام المهرجان عامر سالمين المري، الذي قال “لم تعد الأفلام المعنية بالجوانب الفنية موجهة للنخب فقط، اليوم نحن أمام ضرورة ملحة لتحقيق معادلة الجمع بين الأفلام التجارية والفنية، وتحقيق نجاح جماهيري، ونيل جوائز ومشاركة في كبريات المهرجانات، وتطويع الوسيط الرقمي لصالح عشاق الفن السابع”.

وشارك الناقد السينمائي عماد النويري، الذي علق قائلا “إن المنطقة تعاني في صناعة السينما وأزمة التوزيع محليًا وخارجيًا، ولكن وبعد نشاطات كبرى في الإمارات خصوصًا في الإمارات، مثل مهرجانات ضخمة أقيمت، أصبحت مؤثرة ومشاركة في مهرجانات عربية وكذلك عالمية، لذا من المهم حاليًا، إنشاء معاهد فنية متخصصة وزيادة الدعم لهذا القطاع، ونظم المهرجان أيضًا مؤتمرًا صحافيًا، لطاقم عمل فيلم “ستموت في العشرين” للمخرج السوداني أمجد أبو العلا، والممثلين مصطفى شحاتة وإسلام مبارك، وبثينة خالد وطلال عفيفي ومحمود السراج، ونال الفيلم إعجابًا كبيرًا، وأثار نقاشات واسعة.

وقدمت ورشة عمل “كيف تصبح صانع أفلام في الإمارات”، بالتعاون مع “إيمج نيشن”، وقال جهاد درويش، من فريق عمل برنامج استديو الفيلم العربي، التابع لشركة “إيمج نيشن”،إنهم بدأوا منذ ما يقرب من 8 سنوات بالبرنامج الروائي، والآن يقدم 7 برامج متكاملة في صناعة الأفلام، مثل البرنامج الوثائقي، والبرنامج الروائي، وبرنامج كتابة وتطوير السيناريو، وغيرها، وجمعت أكثر من 200 مشارك قدموا أفلامًا عرضت في مهرجانات حول العالم أكثر من 400 مرة، وحصلت على 25 جائزة.

وأضاف أن “الاستديو يمنح الكوادر الشابة في الإمارات من المواطنين والمقيمين، لتطوير مهاراتهم في صناعة الأفلام، كما يخصص برنامجًا لطلاب المرحلة الثانوية”.

وعقد قبيل ختام المهرجان، ندوة بعنوان “كيف تصبح صانع أفلام في الإمارات”، وشهد اليوم الختامي لـ ”العين السينمائي” توقيع اتفاقية تعاون بين المهرجان، والمعهد العالي للسينما في القاهرة، بحضور عميد المعهد محسن التوني، ومدير المهرجان عامر المري، والمدير الفني هاني الشيباني، ومدير العلاقات العامة علي المرزوقي، وهي الاتفاقية الأولى من نوعها التي يوقعها المعهد.