+A
A-

هل صحيح أن الدراما المحلية في تراجع والخليجية في تطور؟

الدراما البحرينية التي خرجت بالعديد من الأعمال الفنية المميزة، خصوصا التراثي منها، أصبحت تقبع آخر الترتيب في الدراما الخليجية كما هو ملحوظ في السنوات الأخيرة، فلم نعد نرى أعمالا بحرينية تستقطب الجمهور أو تحاكي رغباته الفنية، إذ لم تعد البحرين ذلك الملاذ الآمن الذي يقصده بعض المنتجين، وتُعاني الدراما البحرينية حالياً من فقرٍ إنتاجي للأعمال الدرامية وكذلك من هجرةٍ مُستمرة للطاقات التمثيلية، بينما نجد الدراما الخليجية وفي ظل الدعم الكبير الذي تحظى به بدأت تتطور قياساً بالأعوام الماضية خصوصا الدراما الكويتية والاماراتية.

طرحنا سؤالا على بعض المخرجين والممثلين والمؤلفين عن “أسباب تراجع الدراما البحرينية” حيث ذكر المخرج والمؤلف محمد القفاص أن أسباب تراجع الدراما البحرينية من وجهة نظري عدم رصد ميزانية سنوية لإنتاج اعمال فنية درامية، ومن أبرزها عدم الوعي بأهمية الدراما وتأثيرها وترسيخها كهوية وطنية.

وأضاف: أصبح الاهتمام بالفن والفنانين في بلادنا متدن جداً وهو في مقام متأخر عن الرياضة والرياضيين مثلاً، وهذا ما سبب ببعثرة وهجره الفنانين والمبدعين خارج بلادنا نتيجة الفرص الأكثر من حيث القيمة والنوعية.

وتابع قوله: التركيز على أسماء محدودة طوال العشرين سنة الماضية بالنسبة لعدد من المؤلفين والمخرجين والممثلين، مما شكل انعدام وجود صفوف اخرى بالمجالات المذكورة.

أما المخرج محمود الشيخ كان له رأي ايضاً حول هذه القضية حيث قال: التراجع في الدراما البحرينية كان من ناحية الانتاج، فخلال العشر سنوات الاخيرة الانتاج البحريني لم يتجاوز 8 اعمال واغلبها انتاج خاص، تلفزيون البحرين هو كان المنتج الوحيد منذ انطلاق الدراما وكان الانتاج غزيرا ومتنوعا بين اعمال تراثية ومعاصرة وفي وقتها كانت اعمالا ناجحة لأنها تحاكي ظروف المجتمع في ذاك الوقت.

وأضاف: اما احد أسباب فشل الأعمال التي أنتجت خلال 7 سنوات الماضية، والقائمون عليها يريدون احياء الأعمال القديمة مما ادى الى أعمال ممسوخة وسيئة فنية ولم تنجح جماهيرياً، لتتطور ثقافة المشاهدة الى أعمال أجنبية ذات قصص جديدة ومشوقة واكثر جودة.

حيث ذكر الممثل يحيى عبد الرسول 3 أسباب من وجهة نظره: السبب الأول توقف تلفزيون البحرين عن انتاج الأعمال الدرامية ولا نعلم السبب الحقيقي على الرغم من ان القناة كانت نشيطة في هذا المجال خلال فترة الثمانينات والتسعينات وبداية الألفية وأنتجت أعمالا درامية كثيرة ناجحة لاقت استحسان واعجاب المشاهدين على المستوى المحلي والخليجي، أما السبب الثاني عدم وجود مؤسسات إنتاج قادرة على إنتاج مسلسلات بشكل دوري الا في حالات قليلة كل ثلاث او اربع سنوات عمل واحد بالرغم من وجود الطاقات الفنية المقبولة جماهيرياً من ممثلين ومخرجين وفنيين وهؤلاء مطلوبين على مستوي الخليج، أما السبب الاخير الأمور المالية تقف عائق لإنتاج المسلسلات الدرامية.

كما شارك الممثل والمخرج عبدالله ملك برأيه: الدراما البحرينية لم تتراجع بل اختفت ولم تعد تُمارس من قبل الممثلين البحرينيين، وكما نعلم بأن المنتج الوحيد كان تلفزيون البحرين، ظهر بعض المنتجين ولكن لم يستمروا فكان آخر عمل أنتجه تلفزيون البحرين منذ 4 سنوات وهو “أهل الدار” من إخراج المخرج أحمد يعقوب المقلة، كان عبارة عن حلقات تراثية منفصلة وهذا لا يشبع رغبة الممثل وطموحه، الدراما الخليجية سبقتنا، انفتاح في الدراما السعودية وإنتاج غزير في الكويت، أما نحن تراجعنا لعدم الانتاج وليس لمستوى الانتاج.

وذكر: لتعود الدراما قوية كسابق عهدها، يجب زيادة عدد الانتاج ويكون بشكل متدفق على أقل 3 أو 4 أعمال سنوياً، واعطاء فرص للمنتجين واحتضان المخرجين والمؤلفين والممثلين البحرينيين، الاستمرارية وتكرار وتقديم اعمال متواصلة سيعطي زخما للدراما البحرينية، غير ذلك سنحتاج لإبراز مواهبنا في الخارج.

وسلط الضوء والكاتب والمؤلف الصحافي علي إبراهيم الصايغ على أكثر الاسباب تأثيراً: أولها عدم توافر الميزانيات الكافية، وثانياً افتقارنا لقناة واحدة، وافتقارنا لعدد كاف من النجوم المسوقين للأعمال على المستويين الخليجي والعربي، وثالثاً اعتمادنا على الجهود الشخصية من غير وجود دعم مدروس وممنهج للحركة الدرامية في البحرين، واخيراً غياب العناصر الفاعلة التي توجت الدراما في الماضي لأن تكون نبراساً يثير الإعجاب على المستوى الخليجي، هذه العناصر باتت غير حاضرة اليوم في المشهد الدرامي البحريني.

فيما قال الممثل والمؤلف والمخرج المسرحي والتلفزيوني هاني الدلال: تكرار وضعف نمط قصص الأعمال الدرامية، وقلة الإنتاج من قبل وزارة الإعلام (هيئة التلفزيون والإذاعة)، وايضاً وجود خلل في لجنة اختيار النصوص الدرامية مما ادى الى عزوف وتوقف وهجرة خيرة الممثلين والمخرجين والمؤلفين للأعمال الخليجية بسبب الإحباط الفني.

بينما الكاتب والمؤلف حسين المهدي له رأي مغاير واكتفى بقول: السبب معروف ولا يمكن نشره.

أتفق الجميع في بعض النقاط التي طرحت، وأبرزها تلفزيون البحرين هو المنتج الوحيد وعدم تخصيص ميزانية لإنتاج أعمال درامية ذات نصوص قوية تستطيع جذب الجمهور، وإعادة الروح للدراما البحرينية، لذا ومن وجهة نظري المحدودة يجب العمل وبشكل جدي على تطوير الدراما من خلال توفير ميزانية مخصصة لدعم الأعمال الدرامية واعطاء المخرجين فرصا لإثبات جهودهم وقدراتهم في تطوير وانعاش الدراما لتستعيد بريقها السابق، ولتستطيع أن تنافس الدراما الخليجية وتتصدر قائمة أكثر الأعمال اقبالاً من الجمهور البحريني والخليجي والعربي ايضاً.

تقرير الطالبة: رباب النايم