+A
A-

“نائب رئيس المفتين الروس”:موسكو تدعم حوار الأديان

مرتلين القرآن الروس يشاركون في 20 مسابقة دولية بينها في البحرين

نهتم بأخذ تجربة المملكة في مجال الصيرفة الاسلامية لموسكو

عزيمة حقيقية لأن تكون العلاقات الروسية البحرينية في أوج حالات التطور

 

قال النائب الأول لرئيس مجلس شورى المفتين لروسيا والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية روشان عباسوف إن مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي هو باكورة نابضة في المنطقة كلها، موضحاً أن لديه اهتماما بدراسة عمل هذا المركز ونقلها إلى روسيا.

وأوضح عباسوف في حوار أجرته معه “البلاد” من مقر اقامته في المنامة أن العلاقات البحرينية الروسية في أزهى مراحلها، وأن معرض “صنع في روسيا” المزمع اقامته في البحرين نهاية الشهر الجاري يأتي في اطار الدفع بالعلاقات بين البلدين نحو مزيد من الازدهار والتعاون.

وأضاف “كمؤسسة دينية نهتم بتعزيز العلاقات ما بين مسلمي روسيا بشكل عام، واخوانهم في البحرين، ليس بالاتجاه الديني فحسب، بل في كل الاتجاهات، منها المجالات السياسية والتجارية والثقافية والتعليمية والتي تأتي ضمن نشاطاتنا ومنها هذه المعرض”. وفيما يلي نص اللقاء.

بداية، كيف تقرأ تطور مسار العلاقات البحرينية الروسية؟

ما نراه اليوم، هو أن هناك عزيمة حقيقية لأن تكون العلاقات الروسية البحرينية في أوج حالاتها من التطور والتعاون وعلى أعلى المستويات السياسية بكلا البلدين، هذه اللقاءات المستمرة والمتبادلة أعطت زخما لهذه العلاقات وإضافة، ونحن كمؤسسة دينية نكمل هذا الاطار العام.

ونهتم كمنظمات دينية لأن نقوي من هذا الحراك بما فيه مصلحة البلدين الشقيقين، والحمد لله كانت هناك زيارة مثمرة قبل 4 أعوام من قبل مجلس شورى المفتين لروسيا إلى مملكة البحرين برئاسة المُفتي راوي عين الدين والتي أثمرت حينها بالكثير من النتائج والاتفاقات المُثمرة.

وفي خلال هذه الزيارة، تشرفنا بمقابلة عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وتحدثنا مع جلالته عن العلاقات الروسية البحرينية وسبل الدفع بها قدماً، كما كان لدينا توافقات مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ممثلة بالشيخ عبدالرحمن بن محمد آل خليفة، حيث تم توقيع اتفاقية تفاهم وتعاون لتبادل زيارات الوفود المعنية بالشؤون الإسلامية.

وأضاف أن الشيخ عبدالرحمن هو عضو في لجنة الرؤية الاستراتيجية الروسية مع العالم الإسلامي، وهي اللجنة التي يرأسها رئيس جمهورية تترستان روستام ميخانيوف وهي رئاسة عهدت اليه من قبل الرئيس الروسي فيلاديمير بوتن.

واشار إلى أن تلك اللجنة يدخل في عضويتها كبار الشخصيات من الدول الإسلامية وتهدف لتطوير العلاقات بين روسيا والدول الإسلامية.

هل هنالك أواصر تعاون سابقة في الحقل الديني بين البلدين؟

بكل تأكيد، منها على سبيل المثال رعاية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للمسابقة الدولية للتلاوة وتحفيظ القرآن الكريم التي نظمت في موسكو العام 2017 وسميت حينها باسم جلالته، وهي للتوضيح مسابقة سنوية يشارك فيها قراء وحفظة من شتى أنحاء العالم وبإجمالي 40 دولة.

وأشار في هذا الجانب، إلى أنه سبق وأن تسلمنا من قبل مملكة البحرين بزيارة سابقة العام 2017، هدية نفيسة هي “مصحف البحرين” وبعدد 10 الآلاف نسخة، حيث تم توزيعها على المساجد في جميع أقطار جمهورية روسيا الاتحادية، وهو أمر نقدره لجلالة الملك وللبحرين قيادة وشعبا.

كما تم إهداؤنا مجموعة كبيرة من الكتب الإسلامية المهمة والثرية والتي تمثل أمهات المراجع الإسلامية المهمة، وهي اهداء من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين إلى المركز الثقافي الاسلامي في موسكو، هذه الكتب لا تزال موجودة، ويستفيد منها الكثير من العلماء والباحثين والطلبة الدارسين في الشؤون الإسلامية.

وأوضح أنه وضمن الاتفاقية التي وقعت مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، كان البند الرئيس للعمل بشكل مشترك معه لنشر قيم الإسلام الصحيحة ومنها التعايش والوئام وحسن الجوار، ونبذ العنف والكراهية، والعداء للآخر.

وضمن هذا الإطار، نحن نتعاون مع مملكة البحرين في نشر القيم السمحة للإسلام الحنيف والتي يأتي ضمن سياسة المملكة بهذا الجانب.

كيف هي التجربة الروسية لحفظة القرآن الكريم وتدريس علومه؟

لدينا كثير من الحفظة والمرتلين الروس، والذين نهتم بأن يشاركوا في قرابة 20 مسابقة دولية في حفظ القرآن وترتيلة، ومنها في البحرين، ولقد فاز أحدهم في المرتبة الثانية بإحدى هذه المسابقات في المنامة قبل سنوات عدة.

ولقد اهتمت الدولة الروسية منذ العام 1991 بأن تفتح لنا الأبواب على مصراعيها، وتساعد أبناءنا على تطوير مهاراتهم في حفظ القرآن الكريم وتجويده، وفي المشاركة بالمسابقات المحلية والدولية، وتنظيم الأحداث الكبرى المتعلقة بهذا الشأن.

لدينا في روسيا حوار متطور وناضج بين الأديان، ولدينا مجلس خاص في التعاون ما بين الديانات، ويمثل الديانات الأربع الرئيسة وهي الإسلام، المسيحية، البوذية، واليهودية، وهو تحت رعاية الرئاسة الروسية نفسها.

كما أن للرئيس فلاديمير بوتين مجلسا خاصا يلتقي فيه بين حين وآخر مع رؤساء الأديان وممثليهم، بحديث شفاف ومنفتح وديمقراطي.

هل هنالك تجربة معينة استوقفتكم في البحرين؟

بالتأكيد، هناك تجارب بحرينية عديدة ورائعة أولها مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي والذي يعتبر باكورة نابضة في المنطقة كلها، ونحن ندرس عمل هذا المركز باهتمام بالغ ونحتاج لفكره المستنير والرائد، بل إن هناك توجه لأن نعقد مؤتمرا كبيرا في روسيا بمشاركة بحرينية عن التسامح والتعايش الديني.

إلى ذلك، هناك كذلك مركز الدراسات المالية الإسلامية في المنامة ولدينا اتفاقيات متعددة معه، وشراكات متعددة، باعتباره مركز المعايير الأساسية للصيرفة الإسلامية.

ونهتم لأن نأخذ التجربة البحرينية الرائدة في حقل المصارف والبنوك الإسلامية، وننقلها إلى روسيا، وهنالك اهتمامات حقيقية بالوقت الراهن في البنك المركزي الروسي لقراءة هذه التجربة المميزة، والعمل بها، لكنه بالمقابل أمر يستلزم تغيير وتعديل بعض القوانين لدينا.

زيارتكم هذه هي زيارة تحضيرية لحدث مهم سيكون في 25 من الشهر الحالي وهو المعرض الأول للمنتجات الروسية تحت عنوان “صنع في روسيا”، كيف تنظرون لهذا المعرض ولأهدافه؟

 

المعرض يأتي كخطوة مثمرة نحو الأمام بتعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين، ونحن كمؤسسة دينية نهتم بتعزيز العلاقات بين مسلمي روسيا بشكل عام، واخوانهم في مملكة البحرين، ليس بالاتجاه الديني فحسب، بل في كل الاتجاهات، منها المجالات السياسية والتجارية والثقافية والتعليمي والتي تأتي ضمن نشاطاتنا منها هذه المعرض.

ما أهم القطاعات التجارية التي ستشارك في المعرض؟

سيكون هناك ممثلون لقطاعات معالجة المياه باستخدام التقنيات صديقة للبيئة، قطاعة التجزئة (الأقمشة والأزياء)، قطاع النفط والغاز، مصنعي الموارد الزراعية والاطارات الصناعية، موردي المواد البيولوجية والكيمائية، مواد البناء، المواد الغذائية، المواد العضوية للمواد الغذائية ومستحضرات التجميل، منتجات الدواجن واللحوم الحلال، موردي المعدات الطبية، أنظمة تقنية المعلومات الخاصة بالأمن.