+A
A-

جهود سعودية تضع عدن على “طريق التهدئة”

استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في الديوان الملكي بقصر منى، أمس الأحد، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وجرى خلال اللقاء، وفقا لوكالة الأنباء السعودية “استعراض العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، وبحث مستجدات الأوضاع في المنطقة وخصوصا على الساحة اليمنية، لا سيما تلك الأحداث التي آلت إليها الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن، ومختلف الجهود تجاهها في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار”.

وأثنى هادي على “الموقف الأخوي الصادق للأشقاء في المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وما تميز به من مسؤولية وحزم لرفض هذا الانقلاب على مؤسسات الشرعية والتأكيد على موقف المملكة الثابت الداعم للشرعية ولوحدة اليمن وأمنه واستقراره”.

وأكد الرئيس هادي أن هذه المواقف الأخوية “تجسد ما يجمع بلدينا من أواصر المحبة والإخاء والمصير المشترك في مواجهة المشروع الإيراني وأياديه المختلفة في الشمال والجنوب الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة”، معبرا عن تقدير اليمنيين “لهذه المواقف الصادقة التي ستظل حاضرة في الأذهان وفي ذاكرة الجيل العربي”.

من جانبه، جدد خادم الحرمين الشريفين موقف المملكة الثابت في دعم الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والوقوف إلى “جانب اليمن واستقراره ورفض كل ما يهدد أمنه ووحدته ونسيجه الاجتماعي وكذلك ممارسات المجلس الانتقالي التي تستهدف مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية ورفضهم لكل ما من شأنه تقويض مؤسسات الدولة”، داعياً إلى “رص الصفوف وتفويت الفرصة على كل المتربصين باليمن”، منوهاً إلى العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

“الانتقالي” ملتزم بالشرعية

من جانبه، أكد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إنه “لا تفاوض تحت وطأة التهديد”، مشددا في الوقت ذاته على الالتزام بشرعية الحكومة اليمنية والوقوف إلى جانب التحالف العربي بقيادة السعودية.

ونشر هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عبر حسابه في “تويتر”، تغريدة كشف فيها موقف المجلس من الأحداث الأخيرة في عدن، مؤكدا التزامه بشرعية حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ووقوفه إلى جانب التحالف العربي بقيادة السعودية.

وكان المجلس الانتقالي قد بدأ الانسحاب من بعض المناطق التي سيطر عليها في عدن، بعدما استهدفت قوات التحالف أحد المواقع التابعة له.

“الانتقالي” يبدأ الانسحاب

أكد مصدر مسؤول بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، إن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بدأت الانسحاب من بعض المواقع التي سيطرت عليها مؤخرا، وعلى رأسها المناطق المحيطة بقصر المعاشيق.

ورحب التحالف العربي بخطوات المجلس الانتقالي الأولية، مؤكدا أنه يراقب الانسحاب الكامل من المواقع التي سيطرت عليها قوات المجلس.

وكان تحالف دعم الشرعية دعا، السبت، المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن إلى وقف إطلاق النار، وخلال ساعات الليل أكد المجلس التزامه بالطلب، مرحبا أيضا بدعوة السعودية للحوار.

وعادت الحياة الطبيعية إلى أحياء مدينة عدن، حيث فتحت الشوارع التي كانت مغلقة من جراء الاشتباكات، كما فتحت بعض المحلات التجارية، وشهدت ساحة العروض في خور مكسر حضور كبير للسكان لأداء شعائر صلاة عيد الأضحى.

40 قتيلا و260 جريحا

قتل نحو 40 شخصاً وأصيب 260 منذ الخميس في القتال الدائر بين الانفصاليين الجنوبيين والقوات الموالية للحكومة الشرعية في اليمن في مدينة عدن بجنوب البلاد، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة أمس الأحد.

وجاء في بيان صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن “قتل وجرح عدد من المدنيين منذ 8 أغسطس الماضي حين اندلع القتال في مدينة عدن. وتفيد تقارير أولية أن ما يصل إلى 40 شخصاً قتلوا و260 جرحوا”. ونقل البيان عن منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي قولها “من المؤلم أنه خلال عيد الأضحى، هناك عائلات تبكي أحباءها بدلا من الاحتفال سويا بسلام”.

ومنذ الأربعاء، اندلعت اشتباكات عنيفة في عدن بين الانفصاليين والقوات الموالية للرئيس هادي على رغم أنهما يقاتلان معا في صفوف التحالف بقيادة السعودية منذ عام 2015.