+A
A-

“فَيا حَمَدٌ لَكَ العَلياءُ دَارٌ” . - قصيدة -

قصيدة للإلقـاء أمام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى حفظه الله و رعاه عند تشرف مواطني محافظة العاصمة بالسلام على جلالته خلال شهر رمضان المبارك لسنة 1440هـ - 2019.

 

سَلامٌ حَيثُ قد وَجَبَ السَّلامُ

وَتَبجِيلُ عَظِمٌ وَاحتِرَامُ

وَإِني إذ أُجِزتُ بَقَولِ شعرٍ

يُشَرِّفني بِمجلسكُم قِيامُ

وَمِنكُم يا أبا سَلمانَ عزماً

سَأطلُبُهُ لِيُسعِفُنِي الكلامُ

إذا خَانَ الكَلامُ فَصِيحَ قَومٍ

بِحضرتِكُم فَذَلكَ لا يُلَامُ

لِأَنَّ سُطُورَ ما يَنوِيهُ قَولاً

لِهَيبَتِكُم مُهِمَّاتٌ جِسَامُ

فَمِنكُم أستَمِيحُ العُذرَ قُدماً

إذا ما ضَلَّ فِي قَولِي المُرَامُ

ومِثلُكَ مَن يَرَى لِلكُلِّ عُذرَاً

وَمِنكَ الطَّبعُ صَفحٌ مُستَدَامُ

إذا زُرتَ الكرامَ غَدوتَ رَبَّاً

لِبيتٍ كانَ يَسكِنُهُ الكِرَامُ

وإن رُمتَ الحَقِيقَةَ تَبتَغِيها

فَخذ قَولاً يُسَطِّرُهُ العِظَامُ

وَإن رُمتَ المُروءَةَ فهيَ أُفقٌ

رَفِيعٌ ليسَ يَبلُغُهُ الغَمَامُ

وَإن رُمتَ الزُّلالَ فَسِرْ لِنَبعٍ

وَلا يُثَنِيكَ عَن نَبعٍ زِحَامُ

وَإن شِئتَ الأمَانَ فَذاكَ أَمرٌ

يُوفِرهُ لَكَ البَطَلُ الهُمَامُ

وَإن تَبغِ النَّدَى فَالجُودُ بَحرٌ

وَهذا البَحرُ يعرِفُهُ الأنَامُ

وَإن رُمتَ الشَّجاعةَ فهي في مَن

إذا ما صالَ يَخشَاهُ الحِمامُ

وَتَجتنبُ الرِّجَالُ لَهُ نِزالاً

وَيَعشَقُ رَاحَ قَبضَتهِ الحُسَامُ

وَإن رُمتَ الجَمِيعَ فلن تراهُم

سِوى في مَن لَهُ العَليا سَنامُ

وَليسَ سِوى أبا سَلمانَ أعنِي

لَهُ في المَجدِ قد عَظُمَ المَقَامُ

فَيا حَمَدٌ لَكَ العَلياءُ دَارٌ

فَمَن يَأوِي لِدَارِكَ لا يُضَامُ

فَأَنتَ لَنا أبا سلمانَ ظِلٌّ

لَنا في ظِلِّكُم طَابَ المُقَامُ

فَمَهما قُلتُ لَن أُوفِيكَ حَقَّاً

فَأَنتَ البَدرُ، يا حَمَدُ ’ التَّمَامُ

فَلستُ أرى سِوَى حمداً مَلِيكاً

وَلَو كُلُّ الأّنَامِ عَلَيَّ لَامُوا

زِيَارَتُكم تُشَرِّفُنا جَمِيعاً

وَفي شهرٍ بهِ فُرِضَ الصِّيامُ

فَشَهرٌ بَارَكَ الرَّحمَانُ فِيهِ

لَأَحرَى أَن يَكُونَ بِهِ التِئامُ

زِيارَتُكُم أبا سلمانَ فَخرٌ

على صَدرِ الجَمِيعِ لَنَا وِسامُ

نُعاهِدُكُم أبا سَلمَان عَهداً

وَإنَّ العَهدَ دَينٌ وَالتِزامُ

نَظَلُّ لَكُم جُنوداً مُخلصِيناً

وَما في ذاكَ يا حَمدٌ مَلامُ

فَحُبُّ مَلِيكِنا فَرضٌ عَلَينا

أَداءُ الفَرضِ يَلزمُهُ الدَّوَامُ

أرى في حُبِّكُم أَمرَاً عجِيباً

فَحُبُّكَ أَنتَ يا حَمَدٌ هِيَامُ

أَدَرتَ شئونَ حُكمِكَ بِاقتِدَارٍ

كَأحسنِ مَن بِهذا الأَمرِ قَامُوا

تَشَرَّفَ حُكمُكُم بِكَ إذ عَلَوتُم

لِسدَّتِهُ فَحمُكُمُو قَوَامُ

لِشَعبكَ قد غَدوتُم نَبعَ خَيرٍ

فَعَمَّ الحُبُّ شَعبَكَ والوِئامُ

نُفَدِّيكُم وَأَرضاً أنتَ فِيها

وَلن نَرضَى بِما يَنوِي اللِّئامُ

فَكَمْ مِن مُدَّعٍ للأرضِ حُبَّاً

وَيَكمُنُ في نَواياهُ الخِصامُ

فَلن نعطِي لِمِثلِ ألاءِ بَالاً

فَعَن وَجهِ الرِّيَا سقَطَ اللثَّامُ

فَلَسنا وَاهِمِينَ كما يَقُولُوا

يَدُسُّ الرَّأسَ في الرَّملِ النَّعَامُ

فحبُّ مَلِيكِنا وَالأرضِ نُورٌ

بِهذا النُّورِ يندَحرُ الظَّلامُ

فَعَهدُ الشَّعبِ لِلمَلِكِ المُفَدَّى

بإذن اللهِ ليسَ لَهُ انفِصَامُ

فَعَن حُبِّ المَليكِ وَحُبِّ أَرضٍ

بِها قَد قامَ ليس لَنا فِطَامُ

فَبَحرَينٌ لَنَا أمٌّ وَأنتُم

كَأَفضَلِ مَن عَلى العَدلِ استَقَامُوا

يُعَطِّرُ ألسُنَ الداعِين مِسكٌ

دِعَاءٌ بِالسَّدَادِ لَكم أَدامُوا

خِتَامُ القَولِ يَا حَمَدٌ دُعَائِي

إلى رَبٍّ جَلِيلٍ لا يَنَامُ

بِأَن يُبقِيكَ لِلبَحرَينِ عِزَّاً

يَضُوعُ بِمِسكِ ذِكرِكُمُ الخِتَامُ

 

 

عبد الله بن أحمد منصور آل رضي