+A
A-

المقتنيات الأميرية من “لختنشتاين” في أبوظبي

ضمن نشاطات مهرجان أبوظبي 2019 قدم معرضه السنوي للفنون التشكيلية، والذي يقام هذا العام تحت عنوان (آفاق بعيدة)، خلال شهري فبراير ومارس. ويقدم المعرض، لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، مجموعة فريدة من الأعمال الفنية التي تستعرض تاريخ رسم المناظر الطبيعية في أوروبا لأول مرة في الشرق الأوسط، وذلك بعرض المقتنيات الأميريّة من لختنشتاين إحدى أهَم وأعرق المجموعات الخاصة في أوروبا والعالم وذلك بمنارة السعديات في جزيرة السعديات بأبوظبي حيث كان لمسافات البلاد زيارة خاصه هناك.
تنقسم الأعمال المعروضة في (آفاق بعيدة) إلى موضوعات عدة مرتبطة بالمناظر الطبيعية الأوروبية منها قسم المناظر البحرية، إذ كان البحر يمثل سبيلاً لرؤية عالمية شاملة وثروة صناعية كبرى، كما كان يشكل مصدر تهديد، وهو ما جعل السواحل والموانئ موضوعاً للعديد من الأعمال الفنية. أما قسم مشاهد المعارك والحروب فيضم أعمالاً تصور المعارك والمحاربين بين بيئة طبيعية، كما شكلت المعارك المتكررة في القرنين ال17 وال18 في أوروبا مع الجيوش التركية موضوعاً رئيساً للوحات المعارك.
وضم قسم الصيد أعمالاً عدة، من أبرزها عملان للفنان بيتر بول روبنز يشكلان رابطاً بين الميثولوجيا القديمة وعصر الباروك الأوروبي، حيث يصوران آلهة الصيد القديمة ميليجر واتلانتا أو ديانا في مطاردة بالأسهم والرماح، إلى جانب لوحة تمثل مشهداً للصيد بالصقور الذي كان شائعاً في أوروبا الوسطى ولايزال يمارس.
ويرسم قسم المناظر الطبيعية للمدن والمساحات المفتوحة ملامح أبرز الأماكن الأوروبية في تلك الفترة، من بينها لوحات جيوفاني أنطونيو كال المعروف باسم كاناليتو الثاني لمدينة البندقية، ولوحات جيريت بيركهيد التي تصور مشاهد مدن بتفاصيل ساحرة.
ويذكر أن مهرجان أبوظبي في يناير الماضي، في إطار دعمه للتشكيليين الإماراتيين، إقامة فنية لخمسة فنانين إماراتيين من المنتسبين لمبادرة (رواق الفن الإماراتي) من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، هم: عائشة جمعة، حمدان بطي الشامسي، أسماء خوري، تقوى النقبي، ميثاء عبدالله.
وأتاحت لهم الإقامة الدولية فرصة لزيارة مؤسسات فنية وثقافية كبرى في فادوز، و(لختنشتاين)، وفيينا بالنمسا، تمكيناً لهم لتطوير معارفهم الفنية وتبادل خبراتهم ورؤاهم المختلفة.
ويتضمّن المعرض أكثر من سبعين عملاً، تغطي أربعمائة عام من التشكيل، منَ القرن الخامس عشر حتى التاسع عشر، لكبار الفنانين، أمثال بيتر بول روبينز، جان بروغيل الأكبر، جوس دي مومبر، أليساندرو بونفيتشينو، جين موريتو، الموجودةُ أعمالهم في اللوفر باريس، برادو مدريد، متحف فيكتوريا وألبيرت في لندن، سميثسونيان واشنطن ومعهد الفنون في شيكاغو، متروبوليتان نيويورك، وغيرها.
كما تشمل فعاليات المعرض التشكيلي (آفاق بعيدة)، برنامجاً تعليمياً حافلاً، يقدم لجمهور المهرجان فرص المشاركة في الجلسات الحوارية وجولات الزوار، وورش العمل الإبداعية من وحي الأعمال الفنية المعروضة.
يشار إلى أن تاريخ اللوحات يعود إلى القرن الخامس عشر وبعضها ينتمي إلى الحركات الفنية لعصر النهضة المتأخر والحقبة الباروكية، بما في ذلك أعمال لوكاس كراناخ الأكبر، وجو دي مومبر، وجان بروغل الأصغر، وغيرها.