+A
A-

كيف كانت البحرين ستنظم كأس آسيا 2019؟

من كان يصدق بأن النسخة الحالية من كأس آسيا لكرة القدم التي تقام في الإمارات على 8 ملاعب معظمها ذات موصفات عالمية متميزة وملاعب تدريب وبنى تحتية عالية الجودة كانت ستقام على أرض مملكة البحرين؟

إنه ليس ضربا من الخيال.. فالنجاح التنظيمي الرائع لخليجي 21 التي استضافتها المملكة 2013 واقيمت على ستاد البحرين الوطني الذي يتسع لحوالي 22-25 ألف متفرج وستاد مدينة خليفة الرياضية الذي يستوعب حوالي 10 آلاف متفرج شجع المسئولين في الاتحاد للتقدم باستضافة النسخة 17 من كأس آسيا 2019 حتى أن الاتحاد كان قد شكل لجنة لإعداد ملف لاستضافة البطولة لدراسة أهم متطلبات الاتحاد القاري.

وكان الاتحاد الآسيوي آنذاك قد تلقى 11 طلبا لاستضافة كأس آسيا تتقدمها الإمارات إلى جانب البحرين، الصين، إيران، الكويت، لبنان، ماليزيا، ميانمار، عمان، والسعودية وتايلاند، وقد دعمت الدول المتقدمة لطلب استضافة النهائيات مطلبها بالأوراق والملفات المطلوبة من حيث الضمانات الحكومية والبنى التحتية، وغيرها من المعايير المطلوبة..

وبعد اسابيع قليلة من إعلان الترشح أعلن الاتحاد البحريني انسحابه من سباق استضافة نهائيات كأس آسيا بعد التنسيق مع الاتحادات الخليجية الراغبة في تنظيم الحدث.. حيث اصدر الاتحاد بيانا قال فيه “ ‘القرار جاء بعد دراسة وافية واتصالات مكثفة مع الاتحادات الخليجية.. الملف البحريني لن يكون رسميا بعد اليوم في سباق المنافسة.”

وأقيمت النهائيات القارية في منطقة دول الخليج ثلاث مرات إذ استضافتها قطر (1988 و2011) والكويت (1980) والإمارات 1996.

والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف كانت البحرين ستلبي جميع اشتراطات الاستضافة في ظل وجود ملعبين من بينها واحد فقط يتسع لأكثر من 20 ألف متفرج، خصوصا وأن النسخة الحالية تشهد مشاركة 24 منتخبا لأول مرة، فيما يسير مشروع المدينة الرياضية في منطقة الصخير التي تتضمن ستاد كرويا ببطء شديد وعدم تحرك واضح لإخراج المشروع إلى النور أو وضع حجر الأساس على اقل تقدير للمدينة الرياضية الموعودة والإعلان عن كافة تفاصيلها.

والمتابع للحركة الرياضية في المملكة لا يمكن أن ينكر حجم التنامي الكبير في المنشآت الرياضية على امتداد السنوات الـ 15 الماضية من صالات وملاعب كروية خاصة بالأندية والمراكز الشبابية النموذجية، ومقار للأندية والاتحادات، بيد أن مشروع الملاعب الكروية مازال يراوح مكانه في ظل وجود اربعة ملاعب تقام عليها المسابقات الكروية وهي ستاد ناديي الأهلي والمحرق وستاد مدينة خليفة الرياضية وستاد البحرين الوطني وهي تخضع للصيانة الدورية وغير مهيأة بالشكل الكافي لاستضافة بطولة بحجم كأس آسيا وإن استضافت المملكة بطولة كأس آسيا تحت 19 عام 2016 والتي لا تتطلب اشتراطات ومتطلبات صعبة على غرار كأس آسيا للرجال التي تعتبر أكبر حدث كروي في القارة الآسيوية.

وفي ظل أزهى صور التنظيم الرياضي التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة في مدنها الأربع أبوظبي ودبي والعين والشارقة وما تقدمه من تسهيلات وخدمات وبما تضمه من ملاعب رائعة تؤهلها لاستضافة أكبر الأحداث الكروية العالمية، يبقى السؤال كيف كانت ستنظم البحرين هذه النسخة؟ وعلى ماذا كان يعول الاتحاد السابق لتوفير الاشتراطات والمعايير اللازمة من قبل الاتحاد الآسيوي والدولي.. كل ما يمكن قوله ان قرار الانسحاب كان حكيما.