+A
A-

هل تحسم رئاسة الآسيوي بالتزكية؟

يسير الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة بخطى ثابتة للمحافظة على رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لولاية جديدة مدتها 4 سنوات، بعد التأييد الواسع والدعم الذي حظي به من قبل 40 اتحادا وطنياَ، بالإضافة إلى حالة الإجماع والالتفاف التي تعكس ثقة تلك الاتحادات بقدرة الشيخ سلمان بن إبراهيم للمضي قدما نحو قيادة أكبر الاتحادات القارية نحو المزيد من التألق والنجاح، وهو ما أعلنه رئيس الاتحاد الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب خلال مؤتمره الصحافي في المنامة حين قال بأن استمرار سلمان بن إبراهيم لمصلحة القارة الآسيوية..

وتشير جميع المعطيات الحالية على قوة حظوظ سلمان بن إبراهيم في المحافظة على كرسي الرئاسة وربما الفوز ب “التزكية”، أو الانتصار بفارق كبير في حال دخول اي مرشح آخر، مع فتح الباب على مصراعيه أمام أي مفاجآت جديدة قد تقلب الأوراق في الاستحقاق الانتخابي القادم رأسا على عقب، إلا أنها مستبعدة لغاية هذه اللحظة، في ظل الهدوء الذي يخيم على المشهد الانتخابي، باستثناء الجولات المكوكية التي يقوم بها سلمان بن إبراهيم للاتحادات القارية ومواقف الدعم والتأييد التي يتلقاها.

ومع تبقي حوالي أربعة أشهر ونصف على الانتخابات التي ستجرى 6 إبريل 2019 في العاصمة الماليزية كوالالمبور يتصدر اسم الشيخ سلمان بن إبراهيم المشهد الانتخابي لقيادة الاتحاد في المرحلة القادمة في ظل عدم وجود تحركات جادة من قبل ابرز المرشحين لمنافسته وهما السعودي عادل عزت والكوري (تشونغ مونغ-غيو) والتي تشير إلى تضاءل حظوظهما في منافسته بحال أقدما على الترشح رسميا.

السعودي عادل عزت وبحسب جبريل الرجوب لم يجري أي اتصال مع الاتحاد الفلسطيني بشأن ترشحه خلال الفترة القادمة، كما أن دعم 40 اتحادا للشيخ سلمان ليس من بينها الاتحاد السعودي والإماراتي والأوزبكستاني والكوري تبين عدم وجود تواصل فعال حتى هذه اللحظة مع باقي الاتحادات الوطنية من قبل المرشح السعودي لكسب دعمهم وثقتهم وهو ما يبين احتمالية عزوفه عن الترشح وربما التردد لإدراكه التام على الأرضية الصلبة التي يتكيء عليها سلمان بن إبراهيم في الاستمرار والتي تتجسد في تعزيز روح الوحدة والتضامن بين الاتحادات القارية بالإضافة إلى سلسلة النجاحات والمكتسبات التي حققها على الصعيد المالي والفني والإداري والتي تجبر الاتحادات الوطنية على التمسك به.

ومن بين المؤشرات التي لا تعزز موقف عادل عزت هي تفكك اتحاد جنوب غرب آسيا الذي يترأسه والذي كان يضم 13 اتحادا قبل أن تنسحب منه 7 دول من جنوب القارة وهي) بنجلادش، الهند، نيبال، بوتان، المالديف، سريلانكا، باكستان (خصوصا وأنه غير معترف به كاتحاد من قبل الاتحاد الآسيوي على غرار اتحاد غرب آسيا، واتحاد شرق آسيا، واتحاد وسط آسيا، واتحاد الآسيان، وإنما ككيان يمثل منطقة فقط (جغرافيا).

وأما بالنسبة لرئيس الاتحاد الكوري “تشونغ مونغ-غيو” فإن حظوظه تبدو ضعيفة في منافسة الشيخ سلمان بن إبراهيم، خصوصا بعدما التقى الأخير رؤساء ومسؤولي اتحادات دول منطقة شرق آسيا مؤخراً، والذين أكدوا دعمهم له في اجتماع الجمعية العمومية باستثناء كوريا الجنوبية التي اتخذت موقفا معارضا، يبدو أنه ناتجا عن توجه الرئيس الطامح في منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي ليغرد خارج السرب وحيدا في ظل التفاف اتحادات شرق آسيا البالغ عددها 9 اتحادات.

كل تلك الشواهد لا تكشف عن وجود منافس قوي بإمكانه مجابهة سلمان بن إبراهيم، والأيام القادمة ربما تكون حبلى بالمفاجآت ولا يستبعد أن تشهد الانتخابات دخول مرشح رابع في السباق الانتخابي، أو عدم ترشح عزت والكوري لانعدام حظوظهما، خصوصا وأنه في حال أجريت الانتخابات بدخول الثلاثة فإن سلمان بن إبراهيم هو الأوفر حظا والأكثر كفاءة بشهادة 40 اتحادا قاريا لقيادة الكرة الآسيوية إلى المزيد من النجاحات والإنجازات، فهل يحسم مرشح الوطن منصب الرئاسة بالتزكية؟