+A
A-

تدشين كرسي الملك لحوار الأديان بجامعة سابينزا

أقيم تحت رعاية عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفل الافتتاح الرسمي لكرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي بجامعة سابينزا الإيطالية، حيث أناب جلالته، وزير التربية والتعليم، رئيس مجلس التعليم العالي ماجد النعيمي لحضور حفل التدشين.

وأكد مسؤولو الجامعة في حفل التدشين الذي أقيم أمس في روما أهمية المخرجات التي يحققها الكرسي الأكاديمي في نشر ثقافة التسامح وتعزيز مبدأ التعايش والتحاور. وشددوا على أهمية الكرسي الأكاديمي في إيجاد أرضية مشتركة لنشر الوعي ومحاربة التطرف، مؤكدين أن فكرة الكرسي الأكاديمي تعكس الروئ الحكيمة لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في نشر ثقافة الحوار وقيم التعايش.

وقال رئيس جامعة يوغينيو قوديو: “نحتفل اليوم بجهد استمر 3 سنوات لتحقيق تعاون قوي بين الجامعة ومملكة البحرين، وما كان لهذا التعاون أن يتم على الصورة التي نرها اليوم لولا توجيهات جلالة الملك”. وأضاف: “إن التعايش السلمي والحوار ركيزة أساسية للمجتمعات لمحاربة كل أنواع العنف والتمييز والكراهية”.

وبين: “نشكر البحرين على دعم الجامعة وهو ما مكن الجامعة من تحقيق أهدافها وتعزيز الثقافة وزيادة حجم الأنشطة الثقافية والبعثات الدراسية والعمل على مشاريع جديدة لتحقيق نتائج إيجابية”.

وبين “إن النتائج التي تحققت تؤكد عمق العلاقات مع البحرين؛ كون البحرين من أكبر الداعمين للجامعة ولا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر لصاحب الجلالة الملك على كل ما قدمه جلالته للجامعة”.

واختتم بالقول “إننا في جامعة سابيانز سنعمل بأفضل ما لدينا لدعم كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي لإيماننا بالمعنى الحقيقي لأهداف هذا الكرسي الأكاديمي والمخرجات العلمية التي ستقدم من هذا الكرسي”.

وقال أستاذ كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي أليساندرو ساجيورو: “إن اختيار مملكة البحرين جامعة سابيانزا لاحتضان كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي حمل الجامعة مسوؤلية كبيرة لنشر رسالة السلام التي ينبغي أن تكون أساس العلاقات الدولية”. وأضاف “إن الحوار بين الأديان والتعايش أصبح أمرا أساسيا لضمان الحرية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغدا عنصرا مهما؛ للحد من الحروب والكراهية والصراعات من خلال نشر التعددية الثقافية”.

وتطرق ساجيورو في كلمته إلى تعريف السلام ومفهوم التعايش بين الأديان، لافتا إلى أهمية الدين كهوية. وقال: “لابد لأتباع الديانات من التحاور والتدارس لديانات بعضهم البعض لفهم بعضهم البعض”. وأوضح: “بين جلالة الملك مع الإعلان عن الكرسي الأكاديمي أن دراسة مختلف الديانات لها أهمية كبيرة بين مختلف دول العالم وتمثل أهمية كبيرة للتعليم”.

يشار إلى أن كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي يضم 3 مستويات درجة البكالوريوس في التاريخ، العلوم الاجتماعية، والأديان ودرجة الماجستير في دراسات الأديان، ودرجة الدكتوراة في الأديان والتأملات الثقافية، ومن المتوقع أن ينضم للكرسي الأكاديمي 250 طالبا وطالبة للدراسة العام المقبل.

من جانبه، قال عضو هيئة التدريس بجامعة سابيانز يوجنيو جايدوا: “إن كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي له دور كبير في تعزيز الحوار بين أصحاب الأديان وتحقيق مفهوم التعايش السلمي”. وأضاف “إن فكرة هذا الكرسي الأكاديمي تعكس الروئ الحكيمة لملك البحرين في نشر ثقافة الحوار وقيم التعايش”.

وبين: “أن المفاهيم التي قام عليها مشروع الكرسي الأكاديمي لها بعد كبير وتؤسس لاحترام متبادل بين أتباع الديانات، وكلنا نستطيع العمل على تخطي العقبات والصعاب لتحقيق هذه الأهداف النبيلة”. متطرقا إلى تاريخ التعايش بين أتباع الديانات المختلفة على مر السنين.

وقال: “إن الكرسي الأكاديمي حقق تعاونا ثقافيا وأكاديميا بين جامعة سابيانز وجامعة البحرين، فقد وقعنا مذاكرات تفاهم لتبادل المشاريع”

يشار إلى أن جامعة سابينزا تضم أكبر جالية من الطلبة والأساتذة الجامعيين في أوروبا، إذ يوجد بالجامعة 120,000 طالب وطالبة، و3,500 أكاديمي و11 كلية و63 قسما و81 برنامجا. وبدوره، رفع النعيمي في بيان عقب الحفل، إلى صاحب الجلالة الملك، أخلص التهاني والتبريكات بمناسبة تدشين الكرسي في الجامعة الإيطالية العريقة، مشيدا بكل الفخر والاعتزاز بالتوجيهات الملكية الكريمة، والتي تؤكد على التعايش والتسامح الديني والحوار بين الأديان ليكون أساس العلاقات بين الشعوب، مشيرا إلى أن تدشين الكرسي وضع البحرين بشكل متميز أكاديميا على الصعيد العالمي، حيث سيوفر للطلبة بمختلف مراحل الدراسات الجامعية الإمكانات الكبيرة للبحث العلمي والدراسة في مجال التسامح وعلوم الأديان وغير ذلك من جوانب المعرفة الاجتماعية، مما سينعكس إيجابا على تعزيز قيم الترابط والحوار والتراحم الإنساني والتسامح والتعايش السلمي، وهي أمور مهمة في الحاضر والمستقبل، والفضاء الاكاديمي له دور كبير في نشر هذه القيم وتعزيزها في نفوس الأجيال، إضافة إلى أن هذا الكرسي سيتيح الفرصة لتدريب الباحثين الشباب على هذه القيم الإنسانية السامية، والتي تعد البحرين نموذجا حيا لها”.

وحضر الاحتفال وزير التربية والتعليم، رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، والنائب الثاني لرئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، رئيسة جمعية “هذه هي البحرين” بيتسي ماثيوسن، ورئيس جامعة البحرين رياض حمزة. وفي نهاية الحفل تبادل المسؤولون المشاركون في حفل التدشين مع إدارة الجامعة الهدايا التذكارية.