+A
A-

تقرير بيئي: تكرار تسجيل تجاوز الجسيمات الدقيقة في البحرين

كشف تقرير بيئي وطني عن تكرار تسجيل تجاوز الجسيمات الدقيقة الأصغر من 10 و2.5 مايكورن، للمعايير الوطنية في جميع المحافظات، وفقا للتقارير الفنية لجودة الهواء.

وبين التقرير أن تلك المعايير الوطنية التي تم الاعتماد عليها أعلى من معايير منظمة الصحة العالمية.

وأرجع التقرير هذا التجاوز المتكرر للجسيمات إلى زيادة شدة وتكرار العواصف الترابية والغبارية إقليميا في العقدين الماضيين، حيث إنها تعد مشكلة عابرة للحدود، ونتيجة الجفاف بفعل تدني الهطول المطري في المنطقة.

وبين أن العلاقة بين عدد أيام الغبار ومجموع الهطول السنوي عكسية، إذ تزداد أيام الغبار في السنوات التي يتناقص فيها الهطول المطري كما في العام 2008.

وأشار إلى أن الجفاف الذي تعرضت له بادية الشام والعراق مؤخرا قضى على الغطاء النباتي وفكك تربتها وجعلها عرضة للرياح، فزاد من عواصف الغبار والرمال الزاحفة.

ورأى أن ذلك الأمر يتطلب حماية الغطاء النباتي عبر التوسع في إقامة المحميات الطبيعية العابرة للحدود في الأجزاء الشمالية لمنطقة غرب آسيا، لما تمثله المناطق المحمية من تآزر بين الاتفاقات البيئية المتعددة الأطراف المتمثلة في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والاتفاقية المتعلقة بالتنوع الحيوي، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ، وبما يحقق حفظ للتربة من الانجراف والحد من مشكلة الغبار وتجاوز الجسيمات الدقيقة.

وأضاف أن زيادة الأنشطة التنموية من مشاريع التشييد والبناء وتزايد أعداد المركبات والتنمية الصناعية، زادت من تركيز تلك الجسيمات الدقيقة في الهواء المحيط.

تدابير المملكة

وأشار التقرير إلى التدابير التي اتخذتها المملكة في هذا الصدد كإصدار القرار رقم 10 لسنة 1999 بشأن المقاييس البيئية، والذي وضع معيارا وطنيا يتناسب وطبيعة المملكة وبيئتها، وللحد من الانبعاثات الغازية والسائلة في قطاعات عديدة، وقياس جودة الهواء المحيط.

ولفت إلى اعتماد مجلس الوزراء في 27 نوفمبر 2016 قرارا بشأن تكليف المجلس الأعلى للبيئة بوضع إستراتيجية وطنية لجودة الهواء بالمملكة، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وبالتعاون مع بيت خبرة متخصص؛ لتحسين جودة الهواء وتوفير بيئة صحية لمملكة البحرين.

ونوه بتوسع المملكة في إنشاء الحدائق والمتنزهات والسواحل والواجهات البحرية ومضامير المشي والساحات الشعبية وتشجير وتجميل الشوارع في مختلف مناطق المملكة، واستزراعها بالنباتات المحلية وبما يراعي متطلبات جميع الفئات من الاطفال والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم.

كما تضمنت تدابير التخفيف من ظاهرة الغبار وتلوث الهواء في المناطق الحضرية، إعادة تأهيل عيون البحرين القديمة وما حولها، وتحويلها إلى متنزهات كعين عذاري وعين أم شعوم وإتاحتها للجميع مما أدى إلى الحفاظ على تراث البحرين وساهم أيضا في الحفاظ على البيئة ورفاهية الإنسان.

الجسيمات الدقيقة

ووفقا لمنشورات منظمة الصحة العالمية، فإن الجسيمات الدقيقة تتألف من مزيج معقد من المواد العضوية المعلقة في الهواء في شكل صلب وسائل، وأن الأضرار التي تلحقها بالناس يفوق ما تلحقه بهم سواها من الملوثات. وذكرت المنظمة أن الجسيمات الأصغر حجما، والتي يبلغ قطرها الأيروديناميكي أقل من 2.5 مايكرون، أخطر من الجسيمات الأكبر حجما الأقل من 10 مايكرون، إذ يمكن للجسيمات التي تنتمي إليه إذا ما تم استنشاقها بلوغ النواحي المحيطية من القصيبات التنفسية وعرقلة عملية تبادل الغازات داخل الرئتين.

وأشارت إلى أن التعرض المزمن للجسيمات يساهم في زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية والأمراض التنفسية، فضلا عن سرطان الرئة.