+A
A-

إسرائيل تقمع المشاركين في “جمعة عمال فلسطين”

أطلقت القوات الإسرائيلية، أمس الجمعة، الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب محتجين فلسطينيين توافدوا على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، في الجمعة السادسة من مسيرة العودة الكبرى مما أسفر عن إصابة نحو 30 منهم.

وقال مسعفون إن عشرة أشخاص أصيبوا بالرصاص وإنهم عالجوا 20 آخرين بعد استنشاقهم الغاز المسيل للدموع على الجانب الفلسطيني من السياج الحدودي حيث أقام سكان غزة مخيمات في إطار “مسيرة العودة الكبرى” التي بدأت يوم 30 مارس.

ودفع شبان إطارات سيارات بعد أن أضرموا فيها النار إلى مسافة تقل عن 500 متر من السياج الحدودي ليشكل دخانها ساترا يعوق القناصة الإسرائيليين على الجانب الآخر عن التصويب.

وأطلق الفلسطينيون على تظاهرات هذا اليوم “جمعة عمال فلسطين” لتزامنها مع يوم العمال العالمي.

وبدأ آلاف الغزيين في التوافد على المخيمات المقامة بالقرب من السياج الحدودي الممتد لمسافة 40 كيلومترا.

وكان الفلسطينيون أطلقوا في 30 مارس الماضي احتجاجات على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، مطلقين عليها اسم “مسيرة العودة الكبرى”، وقتلت فيها إسرائيل 44 فلسطينيا وأصابت الآلاف بعضهم بات يعاني من إعاقة دائمة.

وتعرض الجيش الإسرائيلي لانتقادات شديدة بسبب إطلاقه الرصاص الحي على المتظاهرين، ورفضت تل أبيب نداءات دولية لإجراء تحقيق مستقل حول سقوط القتلى.

ومن المتوقع أن تبلغ المسيرة ذروتها في الذكرى السبعين للنكبة في 15 مايو. وهي تهدف إلى المطالبة بتفعيل “حق العودة” للاجئين ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع.

من جانب آخر، قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتذاره أمس الجمعة بعد اتهامه بمعاداة السامية وذلك بعدما قال في كلمة إن الاضطهاد التاريخي لليهود الأوروبيين نجم عن سلوكهم وليس دينهم.

وأدان عباس في بيان أصدره مكتبه في رام الله معاداة السامية وقال إن المحرقة “أشنع جريمة في التاريخ”. وصدر البيان بعد اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني استمر أربعة أيام أدلى خلاله عباس بالتصريحات عن اليهود.

وجاء في البيان “إذا شعر الناس بالإهانة من خطابي أمام المجلس الوطني الفلسطيني، وخاصة من أتباع الديانة اليهودية، فأنا أعتذر لهم. وأود أن أؤكد للجميع أنه لم يكن في نيتي القيام بذلك، وأنني أؤكد مجددا على احترامي الكامل للدين اليهودي، وكذلك غيره من الأديان السماوية”.

ووجه قادة إسرائيليون ويهود ودبلوماسيون انتقادات لعباس (82 عاما) واتهموه بمعاداة السامية وإنكار المحرقة بعد تصريحاته يوم الاثنين خلال كلمته الافتتاحية أمام المجلس الوطني الفلسطيني.

وسريعا رفض وزير الدفاع الإسرائيلي اعتذار عباس. وكتب على تويتر “أبو مازن ناكر بائس للمحرقة أعد رسالة دكتوراه عن إنكار المحرقة ونشر لاحقا كتابا عن إنكار المحرقة. هذه الطريقة التي يجب معاملته بها. اعتذاراته غير مقبولة”.

ويوم الأربعاء اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عباس بمعاداة السامية وإنكار المحرقة.

وفي اعتذاره يوم الجمعة قال عباس “وأود أيضا أن أكرر إدانتنا للمحرقة النازية، كونها أشنع جريمة في التاريخ، وأن أعرب عن تعاطفنا مع ضحاياها”.

وتابع “كذلك فإننا ندين معاداة السامية بجميع أشكالها، ونؤكد التزامنا بحل الدولتين، والعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن”.