+A
A-

لماذا نشرب القهوة؟

القهوة ليست مجرد مشروب دافئ ومنشِّط بل إنها قد تكون مفيدة جداً لك. في السنوات والعقود الأخيرة، درس العلماء آثار القهوة على مختلف جوانب الصحة وكانت النتائج التي توصلوا إليها مدهشة على أقل تقدير. إليكم 7 أسباب تجعل من القهوة أحد أفضل المشروبات الصحية في العالم، أوردتها المجلة العلمية PopularScience.

تزيد مستوى الذكاء

لا تساعدك القهوة على التيقظ فحسب بل قد تجعلك أكثر ذكاءً أيضاً. المادة الفاعلة في القهوة هي الكافيين، وهي مادة منشِّطة وتُعتبر من أكثر العناصر التي تؤثر على الصحة العقلية وتُستهلَك في العالم. تعيق آلية الكافيين الأولية في الدماغ آثار ناقل عصبي مثبط اسمه الأدينوسين.

من خلال إعاقة آثار الأدينوسين المثبطة، تزيد مادة الكافيين عموماً نشاط الخلايا العصبية في الدماغ وتطلق ناقلات عصبية أخرى مثل الدوبامين والنوريبينيفرين. درست تجارب دقيقة عدة آثار الكافيين على الدماغ، فأظهرت أنه قد يحسّن المزاج، ووقت ردود الفعل، والذاكرة، ونسبة التيقّظ، والوظيفة المعرفية عموماً.

باختصار، يعيق الكافيين بفاعلية ناقلاً عصبياً مثبطاً في الدماغ، ما يؤدي إلى أثر منشِّط واضح. تشير التجارب الدقيقة إلى أن الكافيين يحسّن المزاج والوظيفة الدماغية في آن.

تساعد على حرق الدهون وتحسين الأداء الجسدي

ثمة سبب وجيه لدسّ الكافيين في معظم المكملات التجارية الخاصة بحرق الدهون.

تعزز مادة الكافيين، بفضل آثارها المنشِّطة على الجهاز العصبي المركزي، عملية الأيض وتزيد أكسدة الأحماض الدهنية. يمكن أن يحسّن الكافيين أيضاً الأداء الرياضي بفضل آليات عدة، من بينها جمع الأحماض الدهنية انطلاقاً من الأنسجة الدهنية.

تخفّض جذرياً خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري

النوع الثاني من السكري داء متعلق بأسلوب الحياة وقد بلغ مستويات وبائية كونه ارتفع بعشرة أضعاف خلال بضعة عقود، وها هو يصيب الآن نحو 300 مليون شخص.

يترافق المرض مع ارتفاع مستويات غلوكوز الدم بسبب مقاومة الأنسولين أو العجز عن إنتاج الأنسولين. في دراسات بحثية، ارتبطت القهوة بشكل متكرر بتراجع خطر الإصابة بالسكري. تتراوح نسبة تراجع الخطر بين 23 % وصولاً إلى 67 %.

تخفّض خطر الإصابة بأمراض الزهايمر والباركنسون

لا تساهم القهوة حصراً في زيادة مستوى الذكاء على المدى القصير، بل إنها قد تحمي الدماغ أيضاً في مرحلة متقدمة من السن.

داء الزهايمر الاضطراب العصبي التنكسي الأكثر شيوعاً في العالم، وهو أحد أبرز أسباب الخرف. في الدراسات التحليلية، لوحظ تراجع خطر الإصابة بالزهايمر والخرف بنسبة 60 % عند مستهلكي القهوة. الباركنسون ثاني أبرز اضطراب عصبي تنكسي ويترافق مع موت الأعصاب التي تنتج الدوبامين في الدماغ. قد تساهم القهوة في تخفيض خطر الإصابة بمرض الباركنسون بنسبة تتراوح بين 32 و60 %. باختصار، ترتبط القهوة بتراجع حالات الخرف والاضطرابات العصبية التنكسية مثل الزهايمر والباركنسون.

قد تكون مفيدة جدا للكبد

الكبد هو عضو مهم وينفذ مئات الوظائف الحيوية في الجسم، وهو ضعيف جداً أمام النزعات المعاصرة مثل استهلاك سكر الفركتوز.

تليّف الكبد هي المرحلة النهائية من تضرر الكبد الناجم عن أمراض مثل التهاب الكبد حيث يُستبدل نسيج الكبد عموماً بنسيج مليء بالندوب. أثبتت دراسات عدة أن القهوة يمكن أن تخفّض خطر تليّف الكبد بنسبة تصل إلى 80 % ويكون الأثر قوياً على وجه التحديد عند الأشخاص الذين يشربون 4 أكواب أو أكثر يومياً. قد تساهم القهوة أيضاً في تخفيض خطر الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 40 % تقريباً.

قد تخفّض خطر الوفاة

يبدو أن كثيرين يظنون حتى الآن أن القهوة غير صحية. لكنّ هذا الاستنتاج ليس مفاجئاً لأن الأفكار التقليدية الشائعة تتناقض بشدة مع نتائج الدراسات الدقيقة.

في دراستين وبائيتين شاملتين، تبين أن شرب القهوة يرتبط بتراجع خطر الوفاة لمختلف الأسباب.

يكون الأثر عميقاً على وجه التحديد في حال الإصابة بالنوع الثاني من السكري. فقد لاحظت إحدى الدراسات تراجع خطر الوفاة بنسبة 30 % عند مستهلكي القهوة خلال فترة 20 سنة.

باختصار، يبدو أن استهلاك القهوة يرتبط بتراجع خطر الوفاة وفق دراسات وبائية تحليلية، ولاسيما في حال الإصابة بالنوع الثاني من السكري.