+A
A-

الحسابات الإعلانية على وسائل التواصل.. الأشدّ تأثيرًا

بعد أن كانت الإعلانات مقتصرةً على وسائل إعلامية محددة وبتكاليف باهظة تحدد بـ “السنتيمتر” و”الدقيقة” وبعد ثورة التواصل التي غيرت مجرى ومفهوم العلاقات بين الناس وغيرت حتى أنماط الحياة بما فيها الطريق الإعلاني، أصبح أرباب العمل (المبتدئين خصوصاً) يفضلون نشر أعمالهم والترويج لها عبر الحسابات اللي تملك أكبر عددٍ من المتابعين، سواء كان أصحابها من المشاهير، أو حتى الحسابات الإعلانية المتخصصة، التي غالباً ما يبدأ أصحابها بالنشر عن تجاربهم الشخصية لفئة معينةٍ ومحدودة من المتابعين حتى يجدوا أنفسهم قد تحولوا الى حسابٍ رسمي ومعتمد من قبل أعدادٍ هائلة من المتابعين.

في البحرين لدينا العديد من الحسابات المماثلة، بعضها عام يتناول كافة أنواع الأنشطة والمحلات التجارية مثل الاعلان لمحلات الملابس والمكتبات والمطاعم والمشاريع الشبابية بمختلف مجالاتها، والبعض يختص بمجال المطاعم مثلاً أو غيرها الكثير من الاختصاصات بأسعار أرخص نسبياً من الإعلانات بالوسائل الأخرى.

فهل من المتوقع أن يكتسح هؤلاء المجال الإعلاني؟ وهل يصلون إلى الجمهور بشكل أوسع وأكبر؟

حول وجهة نظرها، تقول طالبة الإعلان في جامعة البحرين نورة كلداري: “الأولوية في تفضيل الجمهور اليوم هي للمعلنين وهم مؤثرون بشكل كبير جداً، ليس بالضرورة أن يكون مشهوراً أو شخصية معروفة، هناك بعض الحسابات المحلية لا نعرف أصحابها شخصياً ولا حتى نرى صورهم، نكتفي ربما بسمع أصواتهم، جلّ ما يقدمونه هو الإعلانات وهم من أكثر الشخصيات المؤثرة والناجحة اليوم، يعود ذلك إلى انتشار المحلات الصغيرة والمشاريع المنزلية، التي لا يستطيع أصحابها دفع المبالغ الطائلة للإعلان في الوسائل الإعلانية التقليدية مثل التلفزيون والصحف، ثم يكون رد فعل الناس على اعلانه الذي نشره عن طريق هؤلاء المعلنين واضحاً، كمثال: بعض الحسابات الإعلانية عندما تعلن لأحد المطاعم، جزء من الإعلان أن يكون هناك تخفيض للزبائن الذين يذكرون أنهم من طرف هذا الحساب الشخصي، فيكون عدد الجمهور الذي وصل إليه الإعلان ملموساً، عكس الوسائل الأخرى التي لا تتصف برد الفعل المباشر.

بالنسبة لوصولهم للجمهور فهو شيء ملموس وواضح، لكن المشكلة أن بعضهم قد يعلن لمنتجات قد تضرّ المستهلك مثل بعض الكريمات الطبية وغيرها، ولشدة تأثيرهم ترى الناس قد انساقت وراء هذا الإعلان دون التثبت من المنتج وهذه هي النقطة السلبية ونتمنى أن تقوم الجهات المسؤولة بالرقابة أكثر على هذا الموضوع، من ناحية السلبيات أيضاً، إننا أصبحنا مجتمعاً مستهلكاً أكثر، ولشدة التأثر بهم يتجه الناس لشراء أي شيء يتم الإعلان عنه، كما أن المستهلك قد لا يعرف طبيعة بعض الأشياء مثل الملابس وخاماتها، بالإضافة إلى عدم وجود حقوق واضحة لطرفي الإعلان مما يسهل عمليات النصب. عموماً، ومن وجهة نظري الشخصية، أرى أن هذه الحسابات قد سهلت وبشكل كبير على المستهلك، ولأننا في عصر السرعة، أتاحوا لنا التسوق من المنزل وعرفنا أماكن وأشياء جديدة، خصوصاً وأن المتابع لهذه الحسابات قد اختارها برغبته ولم تفرض عليه مثل إعلانات التلفزيون مثلاً.