+A
A-

الطفل ثائر يجد بمصنع الأطراف الصناعية للخيرية الملكية أملًا لحياته

تواصل المؤسسة الخيرية الملكية تقديم مساعداتها الإنسانية عبر المشاريع التنموية التي أقامتها في العديد من الدول الشقيقة والصديقة إثر الظروف الأليمة التي مروا بها، وحصد أخيرا مركز الأطراف الصناعية بقطاع غزة قصة نجاح لطفل فقد رجله إثر الحرب على غزة، وسعى للحصول على العلاج في الخارج، لكن جميع المحاولات باءت في الفشل، لتبدأ قصة نجاحه من مركز الأطراف الصناعية التابع للمؤسسة الخيرية الملكية بعد أن وجد بصيص الأمل في هذا المركز.

إنه الطفل ثائر عصام جودة ذي السنوات العشر، فهل يمكن لأحدٍ أن يتصور هول تلك اللحظات التي غاب فيها ثائر عن الوعي في الحرب على قطاع غزة العام 2014، ليستيقظ وقد فقد والدته وأختيه الاثنتين، وأخويه الصغيرين ومعظم من كان يحبهم من أفراد عائلته شأن الكثير من العائلات الفلسطينية التي استشهد معظم أفرادها بينما بقي بعض أفراد العائلة ليكونوًا شهودًا على مجازر الاحتلال الإسرائيلي.

وإلى جانب مأساته في كل هؤلاء الأحباب الذين غابوا عن دنياه استيقظ في المستشفى على فاجعة أخرى، إذ وجد نفسه وقد بترت ساقه فضلًا عن إصابات مختلفة في كل أنحاء جسمه.

منذ ذلك الوقت بدأت معاناة هذا الطفل الذكي المجتهد، ولما كان هو من تبقى من العائلة، أصبح كل شيء بالنسبة لوالده، الذي راح يطرق كل الأبواب ليتمكن ابنه من السير ويواصل حياته ودراسته ويحفظ اسم العائلة. قدر لهذا الطفل أن يلقى اهتمامًا خاصًا فسافر للعلاج إلى ألمانيا لتركيب طرف صناعي، كما سافر للولايات المتحدة لنفس الهدف لكن كلتا المحاولتين لم تمنحا هذا الطفل الفرصة لمواصلة حياته بشكل طبيعي؛ بسبب عدم ملاءمة الطرف الصناعي الذي تم تركيبه في كلتا المحاولتين.

وأخيرًا توجه الطفل لمركز الأطراف الصناعية الممول من المؤسسة الخيرية الملكية، وحصل على طرف صناعي كان هو الأكثر ملاءمة لحالته، ليبدأ بعدها ممارسة حياته بكل أمل.

رغم كل الألم الذي عاني منه ثائر ورغم حاجته الماسة لتغيير هذا الطرف بسبب نموه الجسماني كونه في مرحلة النمو، فهو اليوم يذهب إلى مدرسته ويواصل تعليمه باجتهاد ويحصل على تقدير ممتاز، لديه إصرار كبير على مواصلة رسالته في التعليم وتحقيق طموحه في أن يكون طبيبًا يقدم الخدمة الإنسانية لمن هم مثله من الأطفال الذين هم بحاجة ليدٍ إنسانية تخفف آلامهم وليكون نموذجًا في النجاح والإصرار وإرادة الحياة التي تأبى الانكسار.

وبهذه المناسبة، أوضح الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية مصطفى بأن المؤسسة الخيرية الملكية قامت بتنفيذ العديد المشاريع التنموية في غزة حيث شملت هذه المشاريع إعادة إعمار غزة على مرحلتين، شملت المرحلة الأولى بناء مركز مملكة البحرين الصحي في خان وبناء مكتبة للأطفال في فناء مدرسة الفاخورة كما قامت المؤسسة الخيرية الملكية بتصنيع وتركيب أطراف صناعية لـ 1000 معاق من النساء والرجال والأطفال في غزة مع تأهيلهم وتدريبهم مهنيًا بالتعاون مع الإغاثة الإسلامية عبر العالم، إضافة إلى تجهيز المختبرات العلمية في الجامعة الإسلامية في غزة وبناء مدرسة مملكة البحرين في تل الهوى، إلى جانب توقيع اتفاقية لبناء قسم مهني في جامعة غزة الإسلامية لتدريب ضعاف البصر والمكفوفين، وتوقيع اتفاقية أخرى لدعم مركز الصم والبكم بدير البلح وتأهيلهم للانخراط في سوق العمل ومساعدتهم للعيش بصورة طبيعية. فيما يتم حاليًا العمل في المرحلة الثانية والتي تشمل إنشاء مكتبة عامة ومستشفى ومدرسة، إلى جانب إنشاء مكتبة القدس العامة في البلدة القديمة في القدس الشريف.

وأشاد بدعم القيادة للقضية الفلسطينة وبالدعم الذي تحظى به المؤسسة الخيرية الملكية من لدن عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية، بقيادة ممثل جلالة الملك للاعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الاعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الاولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ودعم رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان ال خليفة، ومؤازرة لي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.