+A
A-

البحرين تشارك في مؤتمر حوكمة الإنترنت في جنيف

شارك عضو جمعية الانترنت البحرينية علي المشعل  في مؤتمر حوكمة الانترنت بدورته الثانية عشرة، وهو مؤتمر عالمي يعقد سنويًا، حيث استضافته  هذه المرة جنيف تحت عنوان “شكل المستقبل الرقمي الخاص به” (Shape your digital future) في الفترة من 18 إلى 21 ديسمبر المقبل.

وبين المشعل في حديث مع “البلاد” أن البحرين شاركت  بورشة عمل هي الوحيدة في المؤتمر من دول الخليج العربي، وهي ضمن 180 ورشة قبلت لتشارك في دورة هذا العام، تمت تصفيتها من بين 300 ورشة عمل.

وأوضح أن ورشة العمل البحرينية التي أدارها  تحمل عنوان “المعلومات.. مصدر بديل للنفط”، واستمرت  لمدة ساعة ونصف  في حين شارك في المؤتمر  10 متحدثون على مستوى العالم من القطاعين الحكومي والخاص، وممثلون عن أصحاب أعمال والمختصين في تقنية المعلومات والعاملين بالقطاع المالي.

وقال المشعل إن أول ما يتبادر إلى الذهن عند التطرق إلى “الاقتصاد الرقمي” هو الشركات الناشئة الرقمية وشركات التكنولوجيا. لكن لا يجب أن نغفل أن 75 % من وقع الانترنت على التنمية هو على القطاعات التقليدية، ويستفيد منه كامل الاقتصاد. كما يمكن للانترنت أن يعزز حركة التجارة ما بين 0.4 %- 0.6 % سنويًا، الأمر الذي يدعم الناتج المحلي وينوع الاقتصاد.

ويضم الاقتصاد الرقمي جميع الأنشطة الاقتصادية من الشركات الصغيرة الحجم التي تسعى إلى تحسين سلسلة الامداد ورواد الأعمال الذين يرغبون في الوصول إلى عدد أكبر من المستخدمين مرورا بالحكومات التي تطبق أنظمة الحكومة الالكترونية على مستوى واسع، ونشاطات منصات الانترنت العالمية مثل “فيسبوك” أو إقليمية مثل سوق دوت كوم (Souq.com) .

وتابع المشعل “من أجل ضمان توزيع منافع الاقتصاد الرقمي على نطاق واسع، يجب أن يتمتع الانترنت بانتشار كبير ويخترق الاقتصاد بالعمق، وألا يقتصر فقط على الشركات المتخصصة بالتكنولوجيا والمتواجدة فقط على الانترنت”.

ولفت إلى أن (Souq.com) بدأ بخمسة موظفين في سنة 2005 في حين تضم الشركة اليوم 3 آلاف موظف، وباتت منصة بيع لأكثر من 70 ألف تاجر، و400 ألف منتج، وهي تحظى بـ 23 مليون زيارة شهريًا. ويعتبر الموقع هو الشركة الناشئة الأولى التي تخطت قيمتها المليار دولار.

وأضاف المشعل أن صادرات المنطقة غير المرتبطة بالنفط تشكل 1 % من السوق العالمية فقط، (...) تعتبر نسبة البيع بالتجزئة على شبكة الانترنت منخفضة نسبيًا مقارنة مع مناطق أخرى، حتى تلك الأقل نموًا.

وأكد أن عدد الشركات الناشئة التي تعنى بالتكنولوجيا وتبلغ قيمتها 100 مليون دولار ارتفع من واحدة فقط في سنة 2008 إلى 16 في سنة 2017. وهذه الشركات تساعد على زرع مفهوم ريادة الأعمال، وتثمين المهارات، وتوفير رأس المال. كما أن عدد شركات التكنولوجيا الناشئة يبلغ بالكاد 24 شركة منذ 20 عامًا، أما اليوم فهي تعد بالآلاف. ويتحول اهتمام الشركات الجديدة اليوم من التجارة الإلكترونية والترفيه إلى تكنولوجيا الأسواق المالية، وتقنيات الطاقة النظيفة، والتعليم.

وأكد أن بروز هذه الشركات الجديدة يساعد على استقطاب الاستثمارات، وتطوير ريادة الأعمال، ويخلق فرص عمل، ويساعد على نضوج السوق.

وأشار المشعل إلى أن 7816 فرصة عمل تولدت من قبل 16 شركة ناشئة مقرها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهي تمثل 1 % من أكبر الشركات الناشطة في المنطقة.

وذكر أن معدل اختراق الانترنت في البلدان العربية سجل 36.9 % لدى النساء و46.1 % لدى الرجال في سنة 2016، أما في البحرين فقد وصلت إلى 95.2 % لدى الإناث، و92.5 % لدى الذكور في العام 2015.

ولفت إلى أن دول الخليج تحتل المراتب الأولى من حيث اختراق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط مع تغطية خليوية بالحزمة العريضة تقارب الـ 100 %.

وعن المشاركين بورشة العمل، أوضح المشعل أن المشاركين من القطاعين الحكومي والخاص، إذ شارك من البحرين أكثر من متحدث  من بينهم الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة “بيتاب”، عبدالعزيز الجوف ومشاركون من أرمينيا والسويد وتونس ولبنان ومصر واليونان والهند وباكستان.

وتركزت  محاور الورشة على كيفية الاستفادة من المعلومات وقوتها ومستقبل الاقتصاد الرقمي وجاهزية الدول العربية، فتقرير ماكنزي أظهر أن مساهمة المعلومات في اقتصاد منطقة الشرق الأوسط متدنية قياسًا بالدول الأوروبية والأميركية، إلا أن البحرين تعتبر مساهمتها على غرار أميركا وفقًا للمعطيات.

كما تم استعراض تجارب المشاركين والتعرف على وضعهم وهل هم في مصاف الدول أم لا وماذا نستطيع الاستفادة منها، فعلى سبيل المثال أن الهند تحتسب إنتاجية البرمجة في الناتج المحلي الإجمالي، وسيتم بحث إمكانية تطبيقها من عدمه.

وأشار المشعل إلى أهمية المؤتمر من حيث المشاركين اذ كان  هناك تواجد لشركات عالمية مثل أمازون ومايكروسوفت وعلي بابا، ما يعني أن مشاركة البحرين تدعم وضعها وتعزز تواجدها العالمي خصوصا أنها تتجه لتصبح مركزًا للتقنية المالية “الفنتك”، والذي سيؤدي بدوره إلى ضخ المزيد من رؤوس الأموال وخلق سوق جديدة.