+A
A-

جدحفص تنتظر عودة مبانٍ حكومية وخدمات “مهجورة” - تقرير -

مخطط لإنشاء حديقة “عالق” منذ 4 سنوات

معوق يناشد “الأشغال” انتشاله من مستنقعات المياه

المركز الاجتماعي مغلق للصيانة لمدة عام

سوق تفتقر إلى أبسط الخدمات والمرافق

خلاف بين مقاولي “الإسكان” و“الأشغال” يعطل إنجاز شارع 13

 

مبنيان حكوميان مهجوران، وسوق تفتقد أبسط الخدمات والمرافق، ومجموعة مشاريع معطلة، فإذا ما أضفت إلى المشهد، مخالفات إشغال الطريق، و“الاستحواذ” على مساحات عامة من جانب الأهالي، ستكتمل الصورة بشأن مدينة جدحفص.

“البلاد” جالت في المدينة قبل أيام برفقة النائب عن الدائرة علي العطيش، وسجلت العديد من النقاط والملاحظات إزاء واقع الخدمات وتواجد الجهات الحكومية في هذه المنطقة التي تعد أحد ضواحي العاصمة المنامة. مبنى بلدية جدحفص يعد واحدا من أقدم المباني الحكومية وأعرقها، غير أنه مهجور منذ أكثر من 3 سنوات “العام 2014”، وذلك بعد أن شهد حريقاً متعمداً.

وأثناء الجولة، أوضح النائب علي العطيش بأن فترة “هجران” المبنى طالت بعد أن جرى إعادة تنظيم المحافظات، وتغيير تصنيف جدحفص من “الشمالية” إلى “العاصمة”.

واستدرك: عملية ترحيل الأوراق من محافظة إلى أخرى استغرقت وقتا طويلاً، ورغم سداد مبلغ التأمين عن حادث الحريق بمقدار 150 ألف، إلا أننا لا نرى أي خطوة لإعادة إحياء المبنى في المستقبل القريب.

دائم أم مؤقت

مركز جدحفص الاجتماعي يعاني هو الآخر أيضاً الهجران وانقطاع خدماته عن الأهالي، ولمدة تقارب العام الكامل بحسب لافتة علقت على بابه الرئيس، وتشير إلى إغلاق “مؤقت” لأغراض الصيانة.

وبيَّن النائب علي العطيش أن الصيانة كان يفترض أن تستغرق فترة بسيطة، وألا يعطل المركز بما يقدمه من خدمات طوال هذه المدة.  وأردف: وعدنا ببناء طابق ثالث في المبنى وتخصيصه لتقديم الخدمات لكبار السن، وإذا به يعطل بشكل كامل.

هذا، ولم تظهر أي شواهد تشير إلى أن المبنى قد شَهِدَ أي خطوات للصيانة أو يتحضر لاستقبال أي منها قريبا.

وثيقة ملكية     

وزارت “البلاد” برفقة النائب العطيش أيضاً أرضاً تقع خلف محطة للبنزين، حيث أشار ممثل الدائرة المنتخب بأن هذه “المساحة الفضاء” كانت مخصصة لحديقة، ضمن مشروع وُضعت خططه وتصاميمه منذ العام 2013.  وأردف: فوجئنا بعد إقرار المشروع واعتماد الموازنة المخصصة له بأن الأرض لا يوجد لها وثيقة ملكية، وإنما مجرد شهادة مسح فقط، وذلك رغم أنها جزء من أملاك الدولة.     

وانتقد العطيش ما اعتبره تقاعساً من المسؤولين في التعامل مع أملاك الدولة وخصوصاً بعد صدور المرسوم الذي عين وزارة شؤون البلديات مسؤولية عن “أملاك الدولة”، محذراً من إمكان الاستيلاء على الأرض من جانب ما أسماهم بـ “المتنفذين”.

إهمال

عدسة “البلاد” وثقت أيضا حجم الإهمال الذي تعانيه سوق جدحفص التي تعد واحدة من الأسواق الشعبية العريقة في المملكة، ويستقبل كثيراً من المتسوقين القادمين من محافظتي الشمالية والعاصمة.   من جهته، أشار المواطن جعفر حمادة إلى أن مشروع تطوير السوق قديم أيضاً، ويعود إلى العام 2010، ويقضي بإنشاء مركز تجاري متكامل، ومن ثم منح السوق الشعبية مساحة الطابق الأرضي منه.   وأردف: كما حال الكثير من الأمور والمشاريع، حصل تأخير في مباشرة المشروع، وتأجيل تبعه آخر، وها هي السوق على حالها، تفتقد أبسط  مستلزمات البنية التحتية.

تعطيل

جولتنا مع العطيش شملت تفقد الشارع 13، والذي بدا غير مكتمل، ولم يرصف بعد، وتنتشر عليه شاحنات واقفة، فيما يؤكد النائب أن عملية إنجاز الشارع معطلة منذ قرابة 6 أشهر.  واستطرد: إن شارع 13 شهد مشروعين مرتبطين بالبنية التحتية، الأول لإنجاز “الصرف الصحي”، والآخر يتعلق بتصريف الأمطار.

وتابع قائلاً: انتهى المشروعان، ولكن المقاولين الذين أنجزهما “واحد متعاقد مع وزارة الأشغال، والآخر مع وزارة الإسكان”، يتقاذفان المسؤولية بشأن جزئية الرصف، والشارع “مكانك قف”.

حالة إنسانية

ولم تغب الحالات الإنسانية عن  سير جولتنا في جدحفص، إذ اقترح النائب العطيش زيارة منزل معوق “مشلول” وغير قادر على المشي بتاتاً، وذلك بعد أن أجرى عملية جراحية في إحدى المستشفيات الخاصة داخل المملكة.

وأثناء دخول “البلاد” المنزل قرابة الساعة 11 صباحاً، أشار ابن صاحب الملك/ابن المعوق إلى نقطة لتجمع المياه ناتجة عن انخفاض الأرض عما حولها من أرضٍ، مؤكداً أن هذه “النقعة” تصبح أكبر حجماً أثناء الليل والصباح الباكر قبل أن تجف، وذلك نتيجة نشاطات غسيل السيارات أو السجاد أو غيره من جانب الجيران.

ترميم المنزل

وأما والده المواطن علي حسن المتوج، فشكا تأخر عدد من الجهات الحكومية عن تقديم الخدمات الضرورية له “وزارة الصحة والأشغال ووزارة العمل والتنمية الاجتماعي”.

وقال المتوج: أنا مشلول منذ العام 2003، وطلب ترميم منزلي يتجاوز عمره 10 سنوات، انظروا للغرفة والحمام المرافق لها، هل تصلح لسكن واستخدام معوق ومشلول؟ انتظر بفارغ الصبر أن أتمكن من تجهيز الحمام بمرافقه الصحية الكاملة والمناسبة.

حصار المياه

ولفت المتوج إلى صعوبة خروجه من المنزل لزيارة الطبيب نتيجة “مستنقع” المياه الذي يحاصر بوابة منزله في أغلب الأوقات، مشيراً إلى أن موظفي وزارة الأشغال عاينوا المنطقة و”النقعة” قبل عام تقريباً، ولم يعودوا مجدداً.   

وهنا، تدخل النائب علي العطيش، قائلاً: جمعني لقاء مع وزير الأشغال وشؤون البلديات عصام خلف في أكتوبر 2016، وكان حل إشكالات المواطن المتوج على قائمة الوعود/المشاريع التي قدمها الوزير لنا، ولكن لم يتحرك أي شيء لغاية اللحظة.

“البلاد” شهدت خلال جولتها في مدينة جدحفص أيضا العديد من المخالفات المرتبطة بإشغال الطريق العام، وأبرزها تمثل في حجز مساحات عبر تظليل مواقف للسيارات، وكذلك زراعة مساحة ليست ببسيطة خارج المنزل، فيما تجاوز بعضهم لـ “تسوير” ما زرعه من امتداد خارج منزله، وهي مساحات تعود ملكيتها للدولة.