+A
A-

اليورو يتمتع بعام مليء بالنجاح... وهذه الأسباب - تقرير -

 مفاجأة! اليورو حقق أفضل أداء لعام 2017 بين العملات الرئيسة. وتعززت العملة بشكل كبير خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري بسبب النمو الاقتصادي القوي غير المتوقع في أوروبا، وانخفاض المخاطر السياسية وضعف العملات المنافسة.

إذ ارتفع اليورو بنسبة 13 في المائة مقابل الدولار الأميركي منذ يناير الماضي، متجاوزاً المستوى الرئيسي (1.20 دولار) الثلاثاء الماضي. كما ارتفع بنسبة 8.4 في المائة مقابل الجنيه الإسترليني و6.6 في المائة مقابل الفرنك السويسري.

وكان خبراء الاقتصاد يتوقعون استمرار ألم العملة في بداية عام 2017، بل إن بعض المراقبين كانوا يشككون في قدرته على البقاء على قيد الحياة.

وقال ستيفن براون، خبير الاقتصاد الأوروبي في مؤسسة “كابيتال إكونوميكس”: “كانت المؤشرات الاقتصادية أقوى بكثير في منطقة اليورو عما كان متوقعاً في البداية هذا العام، كما شهدنا انخفاضاً كبيراً في التصورات المتعلقة بالمخاطر السياسية.” وأضاف: “في الولايات المتحدة، حدث العكس.”

ونما اقتصاد أوروبا بوتيرة أقوى في عام 2017 مما توقعه خبراء الاقتصاد.

ومن المتوقع أن يستمر الأداء إذ رفعت المفوضية الأوروبية توقعاتها للنمو الاقتصادي للكتلة إلى 1.7 في المائة هذا العام و 1.8 في المائة في 2018.

كما أظهرت البيانات الصادرة عن المفوضية الأوروبية، الأربعاء الماضي، أن الثقة الاقتصادية في المنطقة قفزت إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 10 سنوات.

وقال كريس ويليامسون، كبير خبراء الاقتصاد في مجال الأعمال في “IHS Markit”: “هناك مؤشرات كثيرة على أن هذا هو أفضل معدل للنمو شهدته المنطقة منذ الأزمة المالية العالمية.”

وواجه المستثمرون في بداية هذا العام مخاوف من ارتفاع الشعبوية المناهضة للاتحاد الأوروبي التي عززتها نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية واستفتاء بريطانيا حول الخروج من الاتحاد الأوروبي “بريكسيت”.

ولكن أسوأ مخاوفهم لم تتحقق. إذ رفض الناخبون في هولندا وفرنسا السياسيين الذين شنوا حملة ضد اليورو، ويبدو أن دراما الإنقاذ اليونانية قد هدأت.

كما ساعد اليورو أيضاً منافسوه الرئيسيين: الدولار والجنيه الإسترليني.

وقال إد أندرسون، كبير المحللين لدى وسيط العملات العالمي “FxPro”: “تراجع الدولار الأميركي من ضعف إلى ضعف خلال عام 2017.” وأضاف أن النمو الاقتصادى الباهت في الولايات المتحدة والضغوط الجيوسياسية أدى إلى جعل الدولار أقل جاذبية.

وتابع أندرسون: “مع العاصفة الاستوائية التي من شأنها تقويض نمو الناتج المحلي الإجمالي في المستقبل، والاضطرابات الجيوسياسية مع استمرار كوريا الشمالية باستعراض عضلاتها العسكرية.. ليس لدى الأسواق أسباب كثيرة للتمسك بالدولار”.

وفي الوقت نفسه، كان الجنيه الإسترليني تحت الضغط بسبب قرار بريطانيا بمغادرة الاتحاد الأوروبي، إذ انخفضت العملة بنسبة 18 في المائة مقابل اليورو منذ استفتاء يونيو 2016 بسبب عدم اليقين بشأن علاقة بريطانيا المستقبلية مع أكبر شريك تجاري لها.

ومع ذلك، فإن خبراء الاقتصاد يتوخون الحذر فيما يتعلق بتوقعات أداء اليورو في المستقبل.

إذ قال براون: “المخاطر السياسية في منطقة اليورو لم تتبخر.. وفي حين من الواضح أن اليورو لم يعد يتجه إلى التعادل مع الدولار، إلا أننا نتوقع أن ينعكس ارتفاعه الأخير.