+A
A-

محمد بن زايد يستقبل الصدر بالدعوة الى نبذ الفرقة والانقسام

أبدت الإمارات رغبتها في تقوية العلاقات مع العراق خلال محادثات في مطلع الأسبوع مع رجل الدين العراقي الشيعي مقتدى الصدر في إطار جهود دول سنية في الشرق الأوسط لتحجيم نفوذ إيران المتنامي في المنطقة.

واستعرض الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب قائد القوات المسلحة في الإمارات في أبوظبي مع مقتدى الصدر “العلاقات الأخوية بين البلدين وعددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك”، واطلع ولي عهد أبوظبي على “تطورات الساحة العراقية”.

وأكد الشيخ محمد بن زايد خلاله حديثه مع الصدر، على “أهمية استقرار وازدهار العراق والتطلع لأن يلعب دوره الطبيعي على الساحة العربية، بما يعزز أمن واستقرار العالم العربي”، وقال إن “التجربة علمتنا أن ندعو دائما إلى ما يجمعنا عربا ومسلمين وأن ننبذ دعاة الفرقة والانقسام”.

وشدد ولي عهد أبوظبي على أن “دولة الإمارات تاريخيا مدت يدها إلى الشعب العراقي الشقيق”، مثمنا “مساهمة الجالية العراقية الشقيقة في النهضة المباركة التي ارتبط بها اسم الإمارات”. وهنأ الشيخ محمد بن زايد ضيفه مجددا بـ”الانتصار الكبير على إرهاب داعش”، مؤكدا أهمية “استثمار هذه اللحظة للبناء الوطني الذي يجمع كل العراقيين”.

قال مساعد بارز للصدر إنه بحث كذلك سبل تحسين التفاهم بين السنة والشيعة خلال اجتماع أمس الاثنين مع أحد كبار رجال الدين في أبوظبي.

والإمارات ضمن دول سنية تشعر بالتهديد من تزايد نفوذ إيران في المنطقة والذي يظهر عن طريق الجماعات الشيعية المتحالفة معها في العراق ولبنان.

وقال مكتب الصدر في بغداد في بيان على موقعه الالكتروني أمس الاثنين عن اجتماعه مع رجل الدين الإماراتي أحمد الكبيسي “شدد الجانبان على أهمية العمل بالروح الإسلامية الأصيلة ونبذ العنف والفكر المتشدد وأن يحوز صوت الاعتدال على المساحة الأكبر في خضم التوترات الطائفية التي تشهدها المنطقة والعالم.” ومن شأن تقارب العلاقات مع الصدر الذي ينتشر أتباعه بين فقراء الحضر في بغداد وجنوب العراق أن يساعد الدول السنية على تخفيف قبضة طهران على شيعة العراق واحتواء نفوذها.

وقطعت الإمارات والسعودية ومصر والبحرين علاقاتها مع قطر يوم الخامس من يونيو واتهمتها بتمويل الإرهاب والتدخل في شؤون الدول العربية والتقارب مع إيران.

والصدر واحد من قلة من زعماء الشيعة في العراق الذين يبقون على مسافة في التعامل مع إيران.

وفي أبريل أصبح أول زعيم عراقي شيعي يدعو الرئيس السوري بشار الأسد لترك السلطة فيما يظهر خلافه مع إيران ومقاتلين تدعمهم لمساندة الحكومة السورية.

التجربة علمتنا أن ندعو دائما إلى ما يجمعنا عربا ومسلمين وأن ننبذ دعاة الفرقة والانقسام”.

وتأتي زيارة رجل الدين العراقي للإمارات بعد أسبوعين من زيارته للسعودية حيث اجتمع مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وقال مكتب الصدر إن الاجتماع مع الأمير محمد في نهاية يوليو أسفر عن اتفاق على دراسة استثمارات محتملة في المناطق الشيعية في جنوب العراق.

وأعلن الصدر كذلك قرارا سعوديا بالتبرع بمبلغ عشرة ملايين دولار لمساعدة العراقيين النازحين بسبب الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية على أن تتسلم الحكومة العراقية المبلغ.

وأعلنت بغداد والرياض في يونيو أنهما ستشكلان مجلسا تنسيقيا في إطار مساع لتحسين العلاقات.

وأعادت السعودية فتح سفارتها في بغداد في عام 2015 بعد إغلاقها 25 عاما وقام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بزيارة نادرة من نوعها لبغداد في فبراير.