الراحل الحاج عبدالمحسن المخرق.. تاجر اللؤلؤ ومرسول التوفيق والإصلاح
بين أيدينا فاتورة تعود إلى السابع والعشرين من شهر يونيو من العام 1959 وهي صادرة عن حكومة البحرين وقتذاك لشراء مروحتين لمأتم العريض من التاجر المرحوم الحاج عبدالمحسن بن يوسف المخرق بطلب من دائرة الأوقاف الجعفرية.
الراحل الحاج عبدالمحسن واحد من طواويش البحرين الذين عملوا في بيع وشراء اللؤلؤ، كما عمل في تجارة الأغذية التي كان يستوردها من الهند كوكيل في المنامة، ويوزعها على التجار في البحرين والمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، كما افتتح ثاني محل لتوزيع الغاز في البحرين أوائل الستينيات.
الجد مكي المخرق
المرحوم الحاج عبدالمحسن بن يوسف بن محمد بن مكي المخرق (طواش وتاجر) من مواليد العام 1914، ويعود أصل عائلة المخرق إلى قرية الغريفة وهاجرت إلى القطيف، والجد المعروف لهذه العائلة هو المرحوم الحاج مكي المخرق الذي استقر في القطيف ثم عاد ابنه محمد إلى البحرين وتنتمي العائلة الموجودة حاليًا إليه.
التوفيق والإصلاح
زاولت العائلة مهنة خرق اللؤلؤ والطواشة حتى منتصف الثلاثينات من القرن الماضي ومن بينهم الراحل الحاج عبدالمحسن الذي اشتهر بأنه مرسول ينتدب من قبل العلماء للتوفيق والاصلاح بين الأشخاص والعوائل في المنامة وخارجها، كما يقصده المشايخ والباحثين لتدوين المعلومات والوقائع، وكانت له علاقات مع علماء البحرين الذين عاصر بعض منهم، مثل الشيخ عبدالله محمد صالح آل طعان، والشيخ عبدالحسين الحلي، وخارج البحرين مثل السيد محسن الحكيم، والسيد الخوئي، والشيخ محمد أمين زين الدين، رحمهم الله.
الأوقاف الجعفرية
التحق بالمدرسة الجعفرية عام 1928 وهو من مؤسسي جمعية الاتحاد الحسينية لفريق الحطب ومن ضمن الهيئة العمومية لهيئة الاتحاد الوطني، وأشرف على تجديد بناء ماتم الحاج خلف، وعمل على تسجيل أوقاف مأتم مدن ومأتم الحاج خلف البقالي في القطيف بالمنطقة الشرقية، وعين رسميا في مجلس الولاية على أموال القاصرين حتى عام ١٩٩٢ وأشرف على البناء الأخير لمسجد الخواجة، وكان نشطًا في الدعوة لتأسيس الجمعيات الخيرية وتشجيع التعليم والمساهمة في خدمة المجتمع حتى وفاته عام 1998.