في ظل فترة من التغير السريع وتطور الأفكار والأساليب التربوية، تبرز بعض المدارس كنماذج مضيئة تؤكد أن الإخلاص في العمل لا يُقاس بعدد الساعات، بل بالأثر الذي يُحدثه في قلوب وعقول النشئ.
ومن بين هذه النماذج النبيلة، تتألق مدرسة الرفاع الإعدادية للبنين، التي اختتمت عامها الدراسي 2024–2025 بتميز والتزام.
منذ بداية العام الدراسي، لمس أولياء الأمور مستوى عالي من الجاهزية المهنية والمعايير التنظيمية التي ميزت المدرسة عن غيرها، حيث أوجدت بيئة تعليمية حديثة متماشية مع معايير هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب، وملتزمة بتنمية المهارات الأساسية للقرن الحادي والعشرين. ولم يكن هذا الإنجاز وليد المصادفة، بل ثمرة جهد دؤوب ورؤية ثاقبة وقيادة رشيدة، تمثلت في شخص مدير المدرسة الأستاذ غسان عبدالمجيد الساعاتي، الذي لم يكن مجرد إداري، بل كان بمثابة أب حنون ومعلم يُحتذى به، يستقبل أبناءنا كل صباح بابتسامته الدافئة المعهودة، ويمنحهم النصح والإرشاد بلطف واهتمام.
هذا الثناء ليس عاطفيًا أو مبالغًا فيه، بل مبني على نتائج فعلية وملموسة، فقد تمكنت إدارة المدرسة وهيئتها التعليمية من غرس قيم راسخة في نفوس الطلاب مثل الانضباط الذاتي، والتفكير النقدي، والعمل الجماعي وهي صفات ستخدمهم في مسيرتهم الأكاديمية والمهنية مستقبلًا.
ولعل أعظم إنجاز حققته المدرسة هو إقامة شراكة حقيقية مع أولياء الأمور، تقوم على التفاعل المتبادل، لا على لقاءات متفرقة، إذ أصبحت العلاقة بين المدرسة والمنزل علاقة مستمرة، قائمة على مبدأ المسؤولية المشتركة تجاه نجاح الطالب وسعادته.
ولا بد لنا من الإشادة بالجهود الكبيرة التي بُذلت لتوفير بيئة تعليمية صحية وآمنة، سواء من خلال البنية التحتية الجيدة، أو من خلال الاستخدام المدروس للتقنية داخل الفصول الدراسية. لقد مكّنت هذه الجهود الطلاب من الشعور بأنهم شركاء حقيقيون في نظام تعليمي معاصر يحترم عقولهم ويشجع فضولهم.
وهنا، نعبر عن بالغ امتناننا لكل فرد من أفراد الكادر المدرسي، من إداريين ومعلمين، ممن عملوا بصمت وإخلاص، واضعين مصلحة الطالب فوق كل اعتبار. إنهم الأبطال الحقيقيون الذين أحدثوا الفرق، وأثبتوا أن رسالة التعليم هي رسالة عظيمة تُنجز بالصدق والتفاني.
ومع إسدال الستار على عام من الإنجازات، نقف إعجابًا وامتنانًا لنُعلن بأن مدرسة الرفاع الإعدادية للبنين لم تعد مجرد مبنى مدرسي، بل أصبحت مدرسة للقيم، وصانعة للمستقبل، وملاذًا تُنشأ فيه أجيال واعية وكفؤة.
شكرًا لكم على قيادتكم ذات الرؤية،
شكرًا لمعلميكم المخلصين،شكرًا لكل أولياء الأمور الذين أسهموا في جعل هذا العام الدراسي مسيرة علمية آمنة ومثمرة.
وإن كان معيار الحكم على المدارس هو الأثر الذي تتركه، فإن مدرسة الرفاع الإعدادية للبنين قد تركت بصمة لا تُنسى في قلوبنا، وزرعت في عقول أبنائنا بذور معرفة ستنمو وتثمر مستقبلًا مشرقًا.