العدد 6070
الأربعاء 28 مايو 2025
banner
مملكة البحرين ترسّخ حضورها الدولي في كلمة ولي العهد بقمة الخليج – الصين – الآسيان
الأربعاء 28 مايو 2025

جاءت الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، خلال قمة الخليج – الصين – الآسيان، لتُجسد بوضوح الرؤية البحرينية المستنيرة والقيادة الحكيمة التي تستشرف المستقبل وتؤمن بأهمية الشراكات الدولية في بناء عالم أكثر استقرارًا وازدهارًا. 

وقد أظهرت الكلمة رؤية استراتيجية متوازنة تُوائم بين الثوابت الوطنية والانفتاح العالمي، وتنسجم فيها المصالح المتبادلة مع المسؤوليات المشتركة.

في مستهل كلمته، عبّر سموه عن بالغ التقدير نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، مجسدًا بذلك عمق الانتماء الوطني والولاء لرؤية جلالته بعيدة المدى في توسيع آفاق التعاون الإقليمي والدولي. كما أثنى سموه على جهود ماليزيا والأمانات العامة لمجلس التعاون والآسيان والصين، مُبرزًا روح مملكه البحرين الدبلوماسية القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء.

وقد شدّدت الكلمة على أهمية هذه القمة بوصفها نقطة تحوّل تاريخية، تمهّد الطريق لتعزيز التعاون بين مناطق تمثل مجتمعة قوة سكانية واقتصادية عالمية مؤثرة. وأبرز سموه ببصيرة ثاقبة الإمكانات الهائلة التي تنطوي عليها هذه الشراكة، مقرونةً بإحساس عميق بالمسؤولية تجاه التحديات العالمية الملحة مثل التنمية المستدامة، والتحول الأخضر، وتغير المناخ.

وأشار سموه بشكل لافت إلى الجهود التي تبذلها الصين والآسيان في توسيع نطاق استخدام الطاقة المتجددة، وبناء البنية التحتية الخضراء، والمضي قدمًا نحو الحياد الكربوني، وهي أهداف تتماشى بصورة وثيقة مع أولويات دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك التزام مملكة البحرين بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060.

ولم يغفل سموه أيضًا أهمية التحول الرقمي والتقدم التكنولوجي، مشددًا على ضرورة ترسيخ القيم الثقافية والإنسانية في صميم هذه الثورة التقنية. وجاءت دعوته لإبرام معاهدة دولية تنظم تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة مسئوله وأخلاقية لتُعبّر عن رؤية استشرافية شاملة لأحد أبرز تحديات العصر.

كما لم تغب القضايا الإنسانية والسياسية عن كلمة سموه، إذ جدّد التأكيد على دعم البحرين الثابت للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، داعيًا إلى تكثيف الجهود لضمان إيصال المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة، ضمن إطار أوسع يُعزز السلام والكرامة والاستقرار المستدام للجميع.

وفي ختام كلمته، أكد سموه استعداد مملكه البحرين التام للعب دور فعّال في بناء مستقبل مشترك يقوم على السلام والتعاون والازدهار. لقد عبّرت الكلمة عن المكانة التي تتمتع بها مملكة البحرين كدولة مسئوله، وشريك موثوق، وصاحبة رؤية إنسانية وعالمية ناضجة.

حقًا، لم تكن كلمات سموه مجرد خطاب دبلوماسي، بل خارطة طريق مدروسة نحو مستقبل يُبنى على الثقة والحوار والتكامل، وهو ما يليق بدولة تمضي بثقة نحو الريادة بقيادة ملهمة ورؤية طموحة.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية