لا شك أن وزارة الصحة في مملكه البحرين تبذل جهودًا استثنائية في سبيل تطوير خدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء المملكة. ويستحق هذا الجهد الشكر والتقدير، من سعاده الوزير في أعلى الهرم الإداري، وصولًا إلى كل موظف مجتهد يعمل في هذا القطاع الحيوي دون كلل أو ظهور إعلامي، في خدمة المواطن والمقيم والزائر على حد سواء، اذ يستحق هذا النظام  إشادة حقيقية على تفانيه الدائم والمستمر في رعاية الإنسان وحمايته.

ومن أبرز تجليات هذا الالتزام، اللقاء الأخير الذي عقدته الدكتورة مريم عذبي الجلاهمة، الرئيس التنفيذي للمستشفيات الحكومية، مع رؤساء تحرير الصحف البحرينيه ، فقد كان هذا اللقاء تعبيرًا صريحًا عن الشفافية والانفتاح، وجاء بروح المشاركة في عرض الإنجازات الكبرى التي حققها مجمع السلمانية الطبي في عام 2024، مبادرة ممتازة، ورسالة ثقة واضحة في الإعلام الوطني كشريك صادق، لا مجرد وسيلة للنقل. ونأمل بصدق أن يستمر هذا النهج في التواصل المنتظم مع الإعلام، لما له من فوائد كبيرة لجميع الأطراف، وفي مقدمتهم المواطن.

فالتقدم لا يحدث صدفة، ما شهدناه في عام 2023 من إدخال تخصصات طبية جديدة وتوظيف كفاءات بحرينية شابة يمثل قفزة نوعية ويعكس رؤية شاملة للتطوير. 

وقد بدأت هذه المبادرات تؤتي ثمارها من حيث تحسين جودة الخدمة، وهو ما يستحق التقدير والتشجيع المستمر.

وفي ظل هذه الصورة الإيجابية، لا بد من تسليط الضوء على بعض القضايا التي تتطلب اهتمامًا دقيقًا، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بخدمات الإسعاف التابعة للسلمانية. نحن نُقدّر هذا القسم عاليًا، ونثمن جهوده الكبيرة في الوصول إلى جميع مناطق البحرين، بالتعاون مع الإسعاف الوطني. ومع ذلك، فقد وردتنا شكاوى من عدد من المواطنين حول تأخر وصول سيارات الإسعاف في بعض الحالات. ولا نعتقد أن السبب يعود إلى التزام الكوادر الطبية التي نثق في إخلاصها، بل قد تكون المشكلة في قلة عدد السيارات، أو تقادمها، أو نقص في الطاقم البشري.

ومن الملاحظ أيضًا غياب سيارات الإسعاف عن موقعها المعتاد والمعترف به دوليًا أمام قسم الطوارئ. هل هذا الإجراء مؤقت؟ وما هي الظروف التي أدت إليه؟ فمثل هذه التغييرات اللوجستية، وإن بدت بسيطة، إلا أن أثرها كبير في الحالات الحرجة التي تُقاس فيها الدقائق.

كنا نتمنى أن يتضمن لقاء الدكتورة الجلاهمة ممثلًا عن قسم الإسعاف، أو على الأقل تنظيم جولة إعلامية للاطلاع على هذا المرفق الحيوي عن قرب، وفهم التحديات التي يواجهها واحتياجاته. فالسماع من العاملين في الميدان يثري خطط التطوير ويُحسن تنفيذ الخدمة بجودة أعلى.

إن الرغبة في تقوية وتطوير الخدمات لا تقل أهمية عن الاحتفاء بالإنجازات الحالية. 
وطرح الأسئلة والبحث عن إجابات هو في حد ذاته دلالة على نضج مؤسسي يسعى إلى التميز بواقعية ومسئوليه.