العدد 6062
الثلاثاء 20 مايو 2025
banner
المغرب والبحرين: جمع الشعوب عبر المسافات
الثلاثاء 20 مايو 2025


في عصر أصبحت فيه السياحة جسرًا بين الثقافات وأداة فعالة لتحقيق النمو الاقتصادي، تُعدّ الجهود المتبادلة نحو تعزيز التعاون السياحي بين الأمم واحدة من أبرز الفرص لتكثيف التفاعل البشري والتبادل بين الشعوب. وفي هذا السياق، كان "ملتقى السياحة في المغرب: لقاء تواصلي مع شركات السفر والسياحة البحرينية"، الذي نظمته السفارة المغربية في المنامة، أكثر من مجرد ترويج سياحي، فقد كان تعبيرًا عن رؤية مشتركة وقرب ثقافي بين البلدين.

السفير المغربي لدى مملكة البحرين، السيد مصطفى بنخيي، جدد تأكيد عزم بلاده على تطوير علاقاتها مع مملكه البحرين، مع وضع السياحة في أساس هذه العلاقة، ودعوته لتعزيز السياحة المتبادلة بين البلدين تعكس إيمانًا راسخًا بدور السياحة في إقامة العلاقات الإنسانية قبل الاقتصادية.

مع وصول عدد السياح إلى المغرب في عام 2024 إلى 17.4 مليون سائح، وتصنيف مملكه المغرب كأفضل وجهة سياحية في إفريقيا، أصبحت المغرب مثالًا حيًا على الوجهة المتنوعة والأصيلة التي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. من جهتها، شهدت مملكه البحرين زيادة في إقبال السياحة الخارجية بجميع أشكالها، خصوصًا العطلات العائلية، مما جعلها فرصة ذهبية للسياحة المغربية في منطقة الخليج العربي. 

تركيز السفير على السياحة العائلية كأحد ركائز السياسة السياحية الوطنية في المغرب يعكس فهمًا دقيقًا لما يبحث عنه السائح الخليجي: خدمات عالية الجودة، تنوع في الأنشطة، وأجواء آمنة وغنية بالثقافة. والمغرب، بما يملكه من طبيعة خلابة، ومدن تاريخية، وتراث ثقافي غني. 

ولا يقل أهمية عن ذلك الدعوة لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ووضع خطة عمل موجهة نحو استهداف أسواق الخليج. إذا تم تنفيذ هذه الخطوات بفعالية، فإنها قد تؤدي إلى تسهيل إجراءات التأشيرات، وإطلاق حملات ترويجية مخصصة، وإنشاء شراكات مبتكرة بين شركات السياحة في البلدين. إضافة إلى الفوائد الاقتصادية، تحمل هذه المبادرة السياحية أبعادًا سياسية وثقافية. فالسلم بين الدول لا يُبنى عبر الاتفاقات السياسية فقط، بل من خلال التواصل الحقيق من خلال زياره الناس بعضهم البعض، وانخراطهم بثقافات الآخر، هنا تتحول السياحة إلى دبلوماسية ناعمة ذات آثار طويلة المدى.

ومع استعداد المغرب لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، تفتح الآن نافذة واسعة أمام السياح من الخليج لاكتشاف المغرب بطرق جديدة وغير مسبوقة في تجربة تجمع بين إثارة كرة القدم العالمية وجمال المعالم السياحية المغربية.

يبقى من نافله القول التأكيد على انه عندما تلتقي الإرادة السياسية مع الرؤية السياحية المستنيرة، يصبح الطريق نحو جمع الشعوب أقصر من أي رحلة طيران.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .