“... وبمرور مزيد من الوقت ستكتشف أن كل ما يفعله الفشل بك هو أنه يعلمك شيئا كنت بحاجة إلى معرفته، حتى تتمكن من استجماع قواك والانطلاق مرة أخرى نحو وجهة أرحب بشجاعة أكبر”. هذه المقولة الجميلة والمتعمقة لعالم الإدارة الممارس جاك وسوزي ويلش. ما رأيك سيدي القارئ؟ ربما استطاعت تلك المقولة أن تنقلك إلى إحدى المحطات المهنية التي ربما عشتها أو ربما خبرتها ولا زالت تسكن في ثنايا الذاكرة.
أستذكر موقفا عاشه فعلا أحد الزملاء وفي بداية رحلته المهنية ويمكنني أن أعرضه أمامك سيدي القارئ، فقد تم إبلاغ هذا الزميل من قبل أحد المسؤولين بوجود فرصة دراسية في إحدى الجامعات البريطانية المعروفة، وفي ذات التخصص الذي كان يعمل فيه. وكان ذلك حلما بالنسبة له كم تمنى تحقيقه، فقدم امتحان اللغة الإنجليزية مع زملاء آخرين إلا أنه لم يكن ضمن الذي تم اختيارهم؛ فقد تم اختيار أفضل ثلاثة حصلوا على أعلى الدرجات. هل أصيب صاحبنا بالإحباط واليأس ودخل عالم التذمر؟ فماذا فعل إذن؟
أولا أقر بأن الذين تم اختيارهم هم فعلا أكثر كفاءة وإلماما باللغة الإنجليزية منه، فهو يعرفهم كونهم زملاء عمل. الخطوة الثانية التي اتخذها كانت قبول التحدي فهذه الفرصة قد تتكرر بعد سنتين كما قيل له. فماذا فعل؟ قرر صاحبنا الالتحاق بأحد المعاهد المتخصصة في تدريس اللغة الإنجليزية، وأصبح يركز أكثر على قراءاته بهذه اللغة. لا أريد ان أطيل عليك سيدي القارئ، فقد أدى الزميل امتحان اللغة بثقة كبيرة وحصل على تلك البعثة. نعم لقد كان الفشل بالنسبة له بداية النجاح والتفوق في حياته المهنية. يقول أحد القادة: إذا أردت أن تنجح في أعمالك وحياتك فلا تستسلم للفشل واليأس. ما رأيك سيدي القارئ في هذا الموقف؟ أخاله ليس بالغريب أو الفريد من نوعه، أليس كذلك؟