العدد 6054
الإثنين 12 مايو 2025
banner
عينة من أسئلة أبناء البحرين في الصحافة العربية بنهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين
الإثنين 12 مايو 2025

طرح مجموعة من أبناء البحرين أسئلة تم إرسالها إلى بعض الصحف العربية المشهورة حينذاك وبالتحديد “مجلة المقتطف” و “مجلة المنار”، وذلك في سنوات نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وبداية القرن العشرين. وتؤكد تلك الأسئلة تعرف أبناء مملكة البحرين على الصحافة العربية منذ وقت مبكر جدًا، قبل أن تشهد البحرين إصدار أول صحيفة في شهر مارس من العام 1939م وهي “صحيفة البحرين” للصحافي الكبير عبدالله الزايد، بأربعين سنة.
ونظرًا لكثرة تلك الأسئلة وتميزها بالإطالة والإطناب، سأعرض عينة من تلك الأسئلة، التي تعد آنذاك أسئلة نوعية تؤكد ثقافة السائل في تلك الحقبة الزمنية، هذا من جانب، ومن جانب آخر كانت الإجابة عن تلك الأسئلة هي الأخرى طويلة جدًا غطت صفحات كثيرة.
أولًا: الأسئلة التي وجهت إلى “مجلة المقتطف”، وهي مجلة شامية - مصرية صدرت في العام 1876م.
طرح الشيخ حسين مشرف سؤالًا في العام 1899م حول النطق الطبيعي جاء فيه: ما قولكم في ابن آدم إذا ولد في الفلاة وترك حتى بلغ سن التميز، أكان يؤدي به الطبع ليعرب إعراب الإنسان بالنطق أو يبقى أبكم كالحيوان لممازجته إياه في زمن الاستهلال. أرشدونا بما أحاط به المعقول الفلسفي.
يبدو أن الشيخ حسين مشرف قد تأثر بقصة “حي بن يقظان” التي كتبها الفيلسوف والطبيب العربي ابن طفيل الأندلسي.
عاد الشيخ حسين مشرف طرح سؤاله السابق مرة أخرى على “مجلة المقتطف” في العام 1902م، إما لكونه لم يقرأ رد المجلة، أو لعدم اقتناعه بالجواب.
من بين الأسئلة التي طرحت في “مجلة المقتطف” لمواطنين بحرينيين، سؤال تقدم به عبدالله بن عثمان الشارخ، جاء فيه: أكثرت الجرائد من ذكر “صورة الجوكندا” وسرقتها. فما هي هذه الصورة وما هو تاريخها؟
يتضح من سؤال المواطن البحريني عبدالله بن عثمان الشارخ تتبعه أخبار العالم من خلال اطلاعه على بعض الصحف والمجلات، ويعكس سؤاله عن سرقة لوحة “الجوكندا” أي صورة الموناليزا التي رسمها لينوناردو دافنشي، وجاء ذكر “الجوكندا” نسبة إلى اسم زوجها.
ساهم ناصر الخيري بطرح مجموعة من الأسئلة نشرتها “مجلة المقتطف”. فقد طرح في العام 1910م سؤالًا جاء فيه: “ما قولكم في بيع الرقيق أفضيلة هو أم رذيلة؟ فإن كان الأول فلماذا يصادره الغربيون؟ وإن كان الثاني فلماذا لا يقول بتحريمه رجال الدين في الشرق؟ يقول الغربيون إن علة هذا الداء الإسلام والمسلمين، فهل هذا صحيح؟ وإن لم يكن كذلك فما سبب تأصله حتى صار يصعب قطع جرثومته من الشرق؟”.
استمر ناصر الخيري في طرح أسئلته على “مجلة المقتطف” في أعدادها الصادرة العام 1910م ومنها: “من هو إسحق الكندي صاحب الرسالة الدينية المشهورة ولمن كان معاصرًا من الخلفاء، ومن هو إسماعيل الهاشمي الذي كتب رسالة إلى الكندي يدعوه فيها إلى الإسلام؟”. 
ثانيًا: الأسئلة التي وجهت إلى مجلة المنار من قبل أبناء مملكة البحرين.
أرسل مجموعة من أبناء مملكة البحرين أسئلة متنوعة إلى صاحب “مجلة المنار” المصرية محمد رشيد رضا. واللافت للنظر أن الأسئلة التي تم طرحها من قبل أفراد من مملكة البحرين تميزت بالإطناب، وكذلك كانت أجوبة “مجلة المنار”. وتغطي الأسئلة والأجوبة صفحات عدة، ولهذا سأكتفي بذكر أسماء الذين تقدموا بأسئلتهم وسنة رد المجلة على تلك الأسئلة.
بعث ناصر الخيري ثلاث رسائل إلى مجلة المنار في العام 1911م، تضمنت أسئلة حول مناسك الحج والتي منها تقبيل الحجر الأسود، ورمي الجمرات والهرولة وذبح الذبائح. 
أرسل علي إبراهيم كانوا سؤالًا نشرته “مجلة المنار” في عددها الصادر في شهر مارس 1922م حول التذكير على المنائر قبل العشاء، وقبل صلاة الفجر، كما سأل عن التدخين.
طرح خليل الباكر سؤالًا نشرته “مجلة المنار” في عددها الصادر في 27 أغسطس 1927م عن شيخ الإسلام ابن تيمية، وهل هو أعلم الأئمة الأربعة.
كانت إجابة صاحب مجلة المنار محمد رشيد رضا كافية وافية، غير أنها غطت صفحات عدة وصل بعضها إلى زهاء 6 صفحات، ويمكن للقارئ أن يرجع إلى أعداد مجلة المنار. كما يمكن للقارئ أو الباحث الاستفادة من كتاب “الصحافة في البحرين: رصد الصحف المتوقفة والجارية 1939م - 2005م”، الذي أصدرته في العام 2006م، والذي غطى مزيدًا من المعلومات المتعلقة بإجابة صاحب مجلة المنار.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .