في يوم الأحد الماضي، نشر رئيس مجلس إدارة مؤسسة “البلاد” الاعلامية عبدالنبي الشعلة، مقالًا تحت عنوان: “نحن وحرية الصحافة في يومها العالمي”، وأراه - وفق وجهة نظري الشخصية، وكأحد كتّابها - على درجة من الأهمية، ويهم كل الجسم الصحافي في بلادنا، وقد تراوحت ردود الفعل عليه في السوشال ميديا وفي بعض ملتقيات المثقفين الأسبوعية بين متحفظ ومؤيد أو معارض بشدة.
ومع أن شهادتي في المقال قد يؤخذ عليها أنها شهادة مجروحة، ذلك أنني منذ أن التحقت بهذه الصحيفة قبل نحو سبع سنوات، لا أتقاضى درهمًا واحدًا نظير مقالاتي المنشورة فيها كمكافأة شهرية، إذ يكفيني احترام إدارة تحريرها الكتاب الصحفيين البحرينيين بالدرجة الأولى، كما احترامها سائر الكتّاب الخليجيين والعرب، أضف إلى ذلك أنني أقدّر تمامًا الأوضاع المالية التي تمر بها الصحافة الورقية العربية والعالمية في وقت باتت فيه الصحافة الإلكترونية المهيمنة على ساحة النشر والإعلام العالمي بأسره، لا العربي فحسب. فمنذ بدايات العقد الماضي ونحن نسمع تباعًا ونقرأ أخبار تهاوي عدد كبير من أشهر الصحف الورقية في العالم، ومن ضمنها في عالمنا العربي، ولعل عمر بعضها في العالم يعود إلى بدايات القرن التاسع عشر.
ولعلي أكدت غير مرة، سواء في مقالاتي الصحافية أو في الندوات المتعلقة بالإعلام أو الصحافة، أن الكاتب الصحافي الحقيقي المتمرس العاشق للكتابة الصحافية، لا ينبغي له أن يربط كتاباته في مطلق الأحوال بالحصول على المكافآت المالية، لا بل لدينا في تجارب وتاريخ الصحافة البحرينية والعربية نماذج من قامات صحافية عصامية رفيعة عُرفت بالتجرد والنزاهة، وقد بدأت حياتها في الكتابة الصحافية من الصفر. ومن هذه القامات العربية الأستاذ أحمد بهاء الدين ومحمد حسنين هيكل، وغيرهم كُثر في الأقطار العربية ذات الشهرة العريقة في صناعة الصحافة.
وأتذكر جيدًا في هذا الصدد، حينما كنت أتابع قراءة مجلة “صدى الأسبوع” في أواخر الستينيات وأنا ما زلت في السنة الثانية الإعدادية، بأن الأستاذ عبدالنبي الشعلة كان أحد كتّابها، ولك أن تتخيل هنا مقدار المبلغ الزهيد الذي يتقاضاه حينذاك كمكافأة مالية.
كاتب بحريني