شهدت العاصمة المنامة تطورًا ملحوظًا على مدار القرن الماضي، خاصة في العقدين الأخيرين، حيث تحولت المدينة من شوارع ضيقة إلى شوارع واسعة وأبنية حديثة. كان سوق المنامة المركزي، الذي يتألف من 24 سوقًا متخصصًا، يشكل مركزًا نابضًا بالحياة، بينما شهدت المنطقة العديد من المشاريع العمرانية مثل الطرق السريعة ومواقف السيارات وناطحات السحاب والمجمعات التجارية والفنادق وغيرها.

وفي خطوة حديثة ضمن مشروع "حكاية المنامة"، تم افتتاح البانوراما المتحفية الرقمية "روح المنامة"، وذلك بحضور مجموعة من الوزراء وأعضاء مجلس إدارة هيئة البحرين للسياحة والمعارض، بالإضافة إلى عدد من نواب البرلمان ورعاة المشروع وتجار سوق المنامة، والحائز على جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة لأفضل عمل تطوعي بعد عام واحد من إطلاق المشروع في سبتمبر 2018.

يستعرض متحف "روح المنامة" التغيرات التي مرت بها المدينة على مدى قرن في مجالات مثل التجارة والاقتصاد والتعليم والموضة والترفيه، من خلال سرد تاريخي مصور وأدلة مادية وأفلام وثائقية. ورغم هذه التغييرات، تبقى روح المنامة كما هي، مليئة بالحيوية والذكريات، مما يمنح زوارها تجربة مشوبة بالحنين والبهجة.

يعد المتحف الإلكتروني "روح المنامة" بمثابة أرشيف تاريخي شفوي يعرض مقتطفات حية من ماضي المدينة، ويشمل مجموعة متنوعة من الأدوات القديمة مثل المجلات والآلات الكاتبة، بالإضافة إلى الأزياء التقليدية وأدوات المائدة، مما يبرز فترة زمنية غنية بالثقافة والتاريخ الاجتماعي.

في عام 2008، أسس فاضل الشرف مشروع "قصة المنامة" بهدف جمع وتوثيق صور المدينة القديمة من أرشيفات سكانها الخاصة. نشأ فاضل في المنامة وعايش تحول المدينة من أحياء سكنية مزدحمة إلى تجمعات سكنية حديثة، مما جعله يشعر بأن المدينة بدأت تفقد هويتها الأصلية. ولذا، قرر حفظ ذكريات المدينة التي بدأ شكلها يختفي مع تشييد المباني الحديثة وتوسيع الطرق السريعة.

بمساعدة فريقه المتطوع، أصدر فاضل ست طبعات من كتاب "ملامح المنامة"، حيث تناول كل إصدار موضوعًا مختلفًا مثل تاريخ المدارس القديمة، عائلات التجار، والعمارة التقليدية. هذه الكتب شكلت اللبنة الأولى لمتحف إلكتروني يهدف إلى جمع وتوثيق الصور التي جمعها فاضل من سكان المنامة السابقين، بالإضافة إلى سرد قصص أقدم سكان الأحياء.