العدد 6004
الأحد 23 مارس 2025
ما يجري في غزة جريمة جديدة
الأحد 23 مارس 2025

اعتقد الفلسطينيون البسطاء أن حرب الإبادة التي تعرضوا لها خلال أكثر من عام مضى توقفت، وأن الحلقة الجديدة من الإبادة ربما تتأخر عاما أو نصف عام، وصدقوا وصدقنا أن القادم هو إعادة الإعمار وبناء ما تمت تسويته بالأرض، فقد تمت صفقات تبادل الأسرى، وها هو رئيس أكبر دولة داعمة لإسرائيل في العالم يتحدث عن ريفيرا الشرق الأوسط، ويعلن قبول خطة الإعمار ويتراجع أمام العالم كله عن خطة اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.
لكن الذي جرى على الأرض شيء آخر، فقد ضرب نتنياهو عرض الحائط كل شيء وكل ما أطلق من وعود، وقام من جديد بفتح أبواب الجحيم!
ما يقرب من 500 قتيل خلال 48 ساعة فقط، بخلاف البنايات التي كانت باقية بعد الجولة التي انتهت، والتي تتحول أمام أعيننا إلى كومة من الركام. موجات من النساء والأطفال والشيوخ يركضون هروبا من الموت إلى الموت. مئات من الأطفال والنساء يبكون من الجوع ويتزاحمون بأوانيهم من أجل حفنة من الأرز تسد جوعهم دون جدوى! هذه هي الصورة الموجودة على الأرض، لم تنته المحنة ولم تصدق الوعود، فحياة الفلسطينيين هي المحنة وهي المعاناة التي تنتهي.
الذي يجرى حاليا يؤكد شيئا واحدا هو أن نتنياهو ماض على قدم وساق في تنفيذ خطة مسح غزة من الوجود ووضع الشعب الغزاوي بين اختيارين لا ثالث لهما، إما التهجير أو الموت.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية