أطرح في مقال اليوم مثالاً حياً على إنجازٍ طبي تاريخي لتوفير أحدث الخدمات الصحية، ومواكبة المستجدات العلاجية لتحقيق أفضل مستويات الرعاية المستدامة، أتحدث عن النجاح الجديد الذي أحرزه مركز البحرين للأورام في استكمال علاج مريض بفقر الدم عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني. أود هنا تسجيل معلومة مهمة؛ وهي أن البحرين أول دولة في الشرق الأوسط والثانية عالمياً التي تلتزم بتطبيق حلول متقدّمة وناجحة وتقييم علمي شامل لمعايير السلامة والجودة والفعالية. كذلك اشتهرت البحرين عربياً وإقليمياً بتقديم عناية مجانية لكبار السن، مثل الرعاية الطبية المنزلية، وتسهيل الوصول إلى المرافق والخدمات الصحية الممتازة بسرعة وسهولة، إضافة إلى توفير تخفيضات على الرسوم الحكومية.

لعلي أضيف أن المنامة أطلقت برنامج نقل الأعضاء وزراعتها في نوفمبر 2023 لتعزيز المساعدة الاستثنائية التي يقدمها للمرضى، ولتحسين جودة الحياة، وتحصين صحة الفرد والمجتمع. كذلك أطلقت المنصة الإلكترونية "ومن أحياها" للتبرع بالأعضاء، لتمكين الأطباء من إجراء عمليات الإنقاذ بإتقان، ودعم كفاءة النظام الصحي في إطار الجهود المكثفة لتطوير الاستشارات الطبية. هكذا تواصل البحرين ترسيخ موقعها كدولة رائدة عالمياً في تقديم عناية متقدّمة. هذه الخطوة تحقق عدة أهداف سامية، منها: الإسهام في رفع أعداد المتبرعين بالأعضاء، وإنهاء معاناة أكبر عددٍ ممكن من مرضى الفشل العضوي، وتعزيز ريادة المملكة في مجال الطب الدقيق والحلول الحديثة والمبتكرة، والالتزام الجاد والمتواصل بضمان الوصول إلى أحدث التقنيات الطبية وفق أعلى المعايير الدولية.

كلمة أخيرة.. منصة "ومن أحياها" تُعد نموذجاً وطنياً مميزاً تتجلى به أسمى معاني التكافل الاجتماعي من خلال العطاء والبذل في الخير، تحية وتقدير لسعادة النائب جليلة علوي السيد، رئيس لجنة الخدمات بمجلس النواب لإعلانها التسجيل في المنصة الإلكترونية للتبرع بالأعضاء فور إطلاقها رسميًا.

هذا هو المعنى الحقيقي لروح التضامن، لمنح المريض المحتاج فرصة عيش حياة أفضل، وهو مثال واقعي لدعم مبادئ وتقاليد القيم الإنسانية التي يتميز بها المجتمع البحريني النبيل.

كاتب سعودي ورئيس الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية